تصاعد الاهتمام بمنظومة الرياضة والبحث عن مجالات أكثر استدامة للتعاون والشراكة: تتداخل مع هذه المحددات التطورات الإقليمية من تصاعد الاهتمام بمنظومة الرياضة في دول الخليج العربي، والتي تدفع لمحاولة مواكبة هذا الاتجاه، والتعلم من تجربة كأس العالم 2022 لتكرارها في مصر، وهو ما يتواكب مع تحسن العلاقات بين مصر وقطر والتي يُعد تبادل خبرات المجال الرياضي أحد صورها. لا تنفصل هذه المحددات عن واقع التوترات بين مصر وبعض بلدان الخليج على خلفية المساعدات الاقتصادية المباشرة للجانب المصري بمشروطية محدودة، والتي لم تعد ممكنة في الوقت الراهن. يدفع ذلك صناع القرار في مصر للبحث عن مجالات أكثر استدامة للتعاون والشراكة على قدم المساواة مع الخليج، تُقدم فيها الرياضة فرصة لاختبار نمط مختلف من التعاون الاقتصادي يقوم على التبادل المتكافئ، مع البحث الجاد عن مزايا تنافسية إقليميا تُشجع على هذه الشراكات. تقوم هذه الميزة التنافسية على مزج الرياضة بقطاعات اقتصادية أخرى واعدة.
إعادة اكتشاف الرياضة في مصر: يرجع الاهتمام الرسمي بالرياضة بالأساس لاعتبارات اقتصادية آنية وكذلك طويلة المدى. تحظى الرياضة في مصر باهتمام ممنهج يقوم على اعتبارات اقتصادية، لكنه يتداخل مع أسباب وأهداف سياسية ترتبط بالعلاقات الخارجية والاستقرار الداخلي. تطمح مصر للاستئثار بنصيب الأسد في تنفيذ هذه الأهداف من خلال تعزيز التعاون الرياضي مع البلدان الأفريقية، سواء لتنفيذ البنية التحتية الرياضية بهذه البلدان أو توريد الصناعات والخدمات ذات الصلة لها. كما ترمي الأجندة الرسمية لتحويل مصر لرأس حربة يُعتمد عليه دوليا في مجالات مثل مكافحة المنشطات في أفريقيا. من شأن هذا التعاون تحسين العلاقات المصرية الأفريقية للحصول على التأييد الأفريقي اللازم لمصر، بعد سنوات من التوتر مع الاتحاد الأفريقي على خلفية التطورات السياسية التي شهدتها مصر خلال العقد الماضي.