ما هى أولوية إسرائيل؟

Israeli protesters demand the return of Hamas-held hostages, smearing yellow paint on the windows of Israel's parliament in early April
احتجاج ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمطالبة بالمزيد من الجهود لإعادة الرهائن. صورة من: Ohad Zwigenberg/AP Photo/picture alliance

بعد ستة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس لا يزال الإسرائيليون تحت تأثير صدمة الهجمات الإرهابية. وفيما تحظى الحرب على حماس بتأييد مرتفع، رفم مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في قطاع غزة، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تتعرض لضغوط لاستعادة الرهائن المتبقين.

الكاتبة ، الكاتب: Tania Kraemer

كان أفيدور شفارتسمان، 38 عاماً، في منزله في كفار عزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما شق مسلحو حماس طريقهم إلى الكيبوتس في جنوب إسرائيل. ظل شفارتسمان حبيس غرفته الآمنة مع زوجته كيرين وطفلهما حتى جاء الجيش وأخرجهم بعد 16 ساعة. وقال: "لم يكن لدينا أي شيء للشرب خلال فترة الاحتجاز. لقد استخدمنا كل الماء الذي كان لدينا لتحضير حليب رضيعنا".

وبعد وقت قصير، اكتشفوا أن والدي كيرين، سيندي وإيغال فلاش، كانا من بين 1200 إسرائيلي قتلوا في الهجمات. كما قامت حماس، التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بأنها منظمة إرهابية، باحتجاز 240 رهينة. وقال شفارتسمان لـ DW: "كانا مؤمنين بشكل كبير بالسلام وحقوق الإنسان للجميع".

وبعد إخلائهم من كفارة عزة، انتقل شفارتسمان وعائلته للعيش في شفايم، وهو كيبوتس يقع على بعد 20 كيلومتراً شمال تل أبيب. وبعد قضاء أشهر في غرفة صغيرة في أحد الفنادق، سينتقلون قريباً إلى منزل متنقل مساحته 45 متراً مربعًا في الكيبوتس.

ومؤخراً، عاد شفارتسمان إلى كفار عزة ليرى ما تبقى من منزله القديم: وجد الجدران مليئة بثقوب الرصاص، النوافذ والأبواب مفتوحة. وقال لـ DW: "الشعور الذي كان يراودني هو أن منزلك، وهو مساحتك الشخصية، قد تم انتهاكه".

أولويات متضاربة لدى الإسرائيليين

لقد مرت حتى الآن ستة أشهر منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الإرهابية وبدء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة التي أعقبتها. وقُتل أكثر من 33 ألف شخص في غزة منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الثأري، حسب السلطات الصحية التابعة لحماس. ولا يزال حوالي 130 رهينة قيد الاحتجاز بعد إطلاق سراح بعضهم في نوفمبر/تشرين الثاني مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.

وفي حين أن الرأي العام لغالبية اليهود الإسرائيليين يؤيد الحرب الإسرائيلية، إلا أن الآراء منقسمة حول المجال الذي يجب على الدولة أن تركز عليه الآن. وفق التقرير الشهري الصادر عن "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" لشهر يناير/كانون الثاني، وهو مركز أبحاث مقره في القدس، أعرب 47% من الجمهور اليهودي الإسرائيلي عن دعمهم لإعطاء الأولوية لعودة الرهائن، وقال 42% إن إزاحة حماس من السلطة في قطاع غزة يجب أن تكون لها الأولوية.

An Israeli soldier stands among posts bearing the images of Hamas victims at the site of the Nova music festival in Re'im

وفي استطلاع للرأي أجراه "معهد سياسة الشعب اليهودي" في شهر فبراير/شباط، قال 40% ممن شملهم الاستطلاع إنهم يفضلون القضاء على حماس مقارنة بـ 32% يفضلون إطلاق سراح الرهائن.

ويدور جدل حول ما قد يتعين على إسرائيل القيام به لاستعادتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل "وأيديهم ملطخة بالدماء".

وينزل العديد من الإسرائيليين إلى الشوارع للمطالبة بعودة الرهائن، الذين تحتجزهم حماس في غزة، ويشعر شفارتسمان أن هذا يجب أن يكون الهدف الأول للدولة وقال: "الشيء الوحيد اللائق الذي يمكننا القيام به هو ضمان عودتهم إلى ديارهم. لقد خسرنا هذه الحرب في 7 أكتوبر بالفعل".

ويشارك العديد من الإسرائيليين موقف شفارتسمان بأن إعادة الرهائن إلى الوطن يجب أن تكون الهدف الرئيسي للحكومة. في الواقع، بذل أفراد عائلات الرهائن جهوداً متواصلة لإبقاء محنة الرهائن في الوعي العام.

حملة المطالبة بعودة الرهائن مستمرة

شقيق مايكل ليفي من بين الرهائن الإسرائيليين في غزة. وكان أور ليفي وزوجته إيناف يحضران الحفل الموسيقي في رعيم، الذي استهدفه مسلحو حماس خلال هجومهم.

في صباح يوم الهجوم، يتذكر مايكل ليفي أنه كان يتصل "بقلق شديد" بالمستشفيات القريبة لمعرفة مصير شقيقه وزوجة شقيقه، ليتضح فيما بعد أن أور ليفي قد تم اختطافه وقتلت زوجته. وتكفل الجدان برعاية الابن، ألموغ، الذي يبلغ من العمر عامين ونصف.

A picture of Or Levy hangs in Ben Gurion Airport, Israel's busiest airport, along with photos of other hostages

يقول مايكل ليفي: "نعلم أن أخي على قيد الحياة وأنه لم يصب بأذى. وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بخلاف ذلك".

لقد أبقى ليفي نفسه مشغولاً طوال الأشهر الستة الماضية، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التعامل مع الوضع منذ اختطاف أخيه.

"نهجي هو محاولة إبقاء هذا الأمر على سلم أولويات الدولة والمجتمع قدر الإمكان والضغط على الجميع عملياً. لقد سافرت حول العالم، وزرت تسع دول مختلفة، وتحدثت إلى أشخاص مؤثرين ورؤساء ووزراء خارجية ووسائل إعلام. لقد التقيت البابا".

ويتابع ليفي بتأثر: "أملي الوحيد هو أن أتمكن من رفع سماعة الهاتف وإخباره بأنني أحبه. وهذا شيء لا أستطيع فعله الآن، ويؤسفني أنني لم أكثر من فعله فيما مضى".

Here you can access external content. Click to view.

الأمل في صفقة

ويتابع ليفي، ومعه معظم عائلات الرهائن، خطوات التقدم والنكسات في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس. ويشعر مع كثيرين أنه لم يتم بذل ما يكفي من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، الذين يخشى أن يكون حوالي 30 منهم قد لقوا حتفهم.

يكرّس جيل ديكمان حياته للنضال من أجل إطلاق سراح الرهائن، ومن بينهم ابن عمه كرمل غات. يقول جيل ديكمان، الذي كان من المفترض أن يبدأ دراسته في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إنه على الرغم من لحظات اليأس العديدة، تشعر العائلات بأنها لا تستطيع الاستسلام: "لن نسامح أنفسنا في حال قصرنا في فعل كل ما يتطلبه الأمر لإنقاذهم وإعادتهم لوطنهم".

وتنهال على جيل ديكمان انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، معظمها من الحسابات الداعمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو والعناصر اليمينية المتطرفة في ائتلافه الحكومي. وزعمت الروايات أن حملة إطلاق سراح الرهائن هي محاولة لإسقاط الحكومة ومساعدة حماس.

وفي الوقت نفسه، أشار ديكمان إلى أنه وأفراد آخرين من عائلته تلقوا الدعم من قطاع واسع من الإسرائيليين من مختلف التوجهات السياسية. وقال "الهجمات ضدنا، وضدي شخصياً، لا تمثل غالبية الشعب الإسرائيلي".

وختم كلامه بالقول: "فقد البعض الثقة في أن هذه الحكومة يمكن أن تبرم صفقة لصالح الرهائن. وأنا لم أفعل ذلك حتى اليوم".

 

تانيا كريمر | فيليكس تامسوت

حقوق النشر: قنطرة 2024