توتر حي الشيخ جرّاح - تأكيد على مركزية القدس في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
-
كان من المقرر أن تعقد المحكمة العليا في إسرائيل يوم الإثنين (10 أيار/ مايو 2021) جلسة لنظر قضية جارية منذ فترة طويلة حول ما إذا كان سيتم طرد أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح قرب باب العامود، ومنح تلك المنازل لمستوطنين إسرائيليين. وانتقل بعض المستوطنين بالفعل إلى الشارع المقصود وأصبحوا يقيمون بجوار الفلسطينيين الذين يواجهون احتمال الطرد. -
شهدت القدس يوم الإثنين (العاشر من أيار/مايو 2021) اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى واشتباكات بين فلسطينيين من جانب والشرطة ومستوطنين من جانب آخر أسفرت عن مئات الجرحى من الفلسطينيين. وتصاعدت المواجهات بعد اشتباكات الجمعة (7 أيار/مايو 2021) مع توافد المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان. -
منذ بداية رمضان (منتصف نيسان/أبريل 2021) جرت اشتباكات ليلية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي تقيم الحواجز لمنع إقامة تجمعات عند باب العامود بالمدينة القديمة بعد الإفطار. ويرى الفلسطينيون في الحواجز قيوداً على حرية التجمع بالنسبة إليهم. وتقول الشرطة إنها تتواجد هناك لحفظ الأمن والنظام. -
مع اقتراب موعد الجلسة بدأ فلسطينيون ويساريون إسرائيليون في تنظيم مظاهرات كبيرة قائلين إن المزيد من عمليات الطرد قد يكون لها تأثير واسع في أنحاء الحي الذي يمثل الفلسطينيون الأغلبية العظمى من سكانه. كما يضم حي الشيخ جرَّاح موقعا يقدسه اليهود باعتباره قبر الحاخام سمعان العادل، مما كان سبباً في توتر دائم بين الفلسطينيين الذين يقيمون هناك والمتدينين اليهود الذين يأتون لزيارة الموقع. -
قضت محكمة أدنى درجة بأن الأرض المتنازع عليها كانت تخص يهوداً في القدس الشرقية قبل عام 1948، وأثارت تلك القضية اهتماماً محلياً ودولياً وسط انتقادات للاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية. تأجلت جلسة المحكمة العليا بشأن عمليات الإخلاء المقررة الأحد (التاسع من أيار/ مايو 2021)، مما أدى إلى إرجاء نقطة اشتعال واحدة على الأقل لما بعد شهر رمضان وإتاحة مزيد من الوقت للتوصل إلى حل، لكن التوتر استمر. -
إثر توتر حي الشيخ جراح بالقدس صواريخ حماس في تل أبيب وغزة تحت النار: احتد قتال إسرائيل وحماس ليزداد قتلى أعنف قصف متبادل منذ سنوات إثر توتر بالقدس الشرقية ووجود أمني إسرائيلي بباحات المسجد الأقصى بعد احتجاج رمضان 2021 على قرار إسرائيلي بإخلاء منازل فلسطينيين بحي الشيخ جراح لصالح مستوطنين. المجتمع الدولي دعا للتهدئة وحذرت الأمم المتحدة من حرب شاملة. الصورة من غزة حيث بات الناس تحت القصف الإسرائيلي في خوف وقلق وبلا نوم. -
يعتقد اليهود أن المسجد الأقصى بني على موقع معبد يهودي (الهيكل) دمره الرومان سنة 70 ميلادية ولم يبقَ من آثاره سوى الحائط الغربي المعروف بحائط المبكى أو البراق. ويضم الحرم القدسي بالإضافة إلى المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، قبة الصخرة. كما يقدس المسيحيون البلدة القديمة باعتبارها الموطن الذي يعتقدون أنه شهد مواعظ وموت وقيامة السيد المسيح. -
يوافق يوم الإثنين (10 أيار/مايو 2021) يوم القدس وهو الذكرى السنوية لسيطرة إسرائيل على القدس الشرقية خلال حرب عام 1967. وعادة ما يشهد هذا الحدث مسيرة بأنحاء البلدة القديمة من قبل زائرين يهود، منهم قوميون متطرفون، بيد أن التوترات حملت السلطات الإسرائيلية يوم ذلك الإثنين على إلغاء مسيرة الأعلام الخاصة بإعلان توحيد القدس بعد ضمها والتي كانت من المقرر أن تصل إلى البلدة القديمة. -
فشلت قمة كامب ديفيد في تموز/ يوليو من عام 2000، والتي جمعت بين رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك بوساطة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في التوصل لاتفاق بشأن وضع القدس وقضايا أخرى، ما مهد الطريق لاندلاع الانتفاضة الثانية. -
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى في أيلول/ سبتمبر 2000 كانت شرارة اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) والتي استمرت سنوات وتميزت عن سابقتها -التي كانت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات- بتفاقم المواجهات المسلحة. راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين قتيل وجريح ومئات الإسرائيليين من جنود ومستوطنين. -
تعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة موحدة لها، بما فيها القدس الشرقية التي ضمتها في تحرك لم يحظَ باعتراف دولي مهم إلا من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي نقل سفارة بلاده إلى القدس. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. إعداد: خالد سلامة - دويتشه فيله 2021
https://qantara.de/ar/node/11069
نسخ الرابط
كل الصور