قنبلة سياسية واجتماعية
إنها مفاجأة حقيقية! فوز للسينما الألمانية وإشارة مشجعة من لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي، لأن فيلم "ضد الحائط" للمخرج التركي الأصل فاتح أكين الذي نشأ في هامبورغ، قد قدم للجنة ولأول مرة قنبلة سياسية واجتماعية، حيث عرض لبورتريه مثير للجدل والنقاش عن الجيل الثاني لأبناء المهاجرين الأتراك.
ويقول فاتح أكين: "إنها قصة حب. يدور الفيلم حول فتاة تركية في العشرين من عمرها، من عائلة شديدة المحافظة وذات تقاليد جامدة، وتريد الفتاة مغادرتهم. إنها تريد أن تعيش حياتها، لكن العائلة لا تكف عن محاولة التوصل لحل وسط معها، ثم تتعرف على شخص ما وتسأله أن يتزوجها زواجا صوريا."
يعد فيلم "ضد الحائط" تجسيدا لميلودراما مؤثرة ومباشرة. ويعرض الفيلم لشخصيتين رئيسيتين هما جاهيت مدمن الكحول وزيبل الفتاة الألمانية ذات الأصل التركي، حيث يلتقي كلاهما في العيادة النفسية. جاهيت يائس من الحياة وهي قطعت وريدها محاولة الانتحار، لأنها تريد الفرار من عائلتها شديدة التمسك بالتقاليد.
قضية جيل بأكمله
إنها فتاة نشأت في ألمانيا وتريد أن تعيش كما تعيش الفتيات الألمانيات، لكن الخلفية المتشددة لعائلتها تطاردها دائما. إنها ضحية لهذه التقاليد وتعيش حالة من التخبط وممارسة العنف ضدها لكنها تستطيع الرد على هذا العنف وتقع في النهاية في غرام رجل، تزوجته في البداية لإنقاذ نفسها من يد العائلة.
بطلة الفيلم زيبل كيكيلي، تعمل في وظيفة إدارية وقد تعرّف عليها فاتح أكين في الشارع واختارها لبطولة الفيلم وتقول كيكيلي: "لدي شعور بأن أبناء وبنات جيلي يعودون إلى الجذور والتقاليد التركية. ولذلك أرى أنه يجب عليهم وكذلك على الآباء أن يعوا ذلك. وهذه القصة، قصة الفيلم تجسد واقعا حقيقيا. إنها ليست مختلقة، بل موجودة في الواقع! على أبناء وبنات جيلي وعلى الآباء أن أن يشاهدوا الفيلم ويدركوا أن هذا هو المصير عندما لا نرعى أطفالنا ونؤيدهم بالدعم اللازم."
الدب الفضي لـ "ضائع في الأحضان"
كانت قضايا البحث عن الهوية الخاصة والجدل مع القضايا الدينية من الموضوعات المهيمنة على أفلام المهرجان هذا العام، فمثلا في فيلم "ضائع في الأحضان" للأرجنتيني دانيل بورمان، يلعب دانيل اندلر دور شاب يريد أن يعرف لماذا ترك أبوه العائلة ليذهب للتجنيد في إسرائيل. وقد حصل اندلر على جائزة أحسن ممثل عن دوره في هذا الفيلم، وحصل الفيلم ذاته على جائزة الدب الفضي.
أما جائزة أحسن مخرج فحصل عليها المخرج الكوري كيم-كي-دوك عن فيلمه "السامرية" (المتفانية)، وهو فيلم يدور في أوساط العاهرات. وحصلت الممثلة تشارليز ثيرون على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "الوحش" والذي تجسد فيه دور عاهرة تقوم بسلسلة من جرائم القتل بعد تعرضها لعملية اغتصاب. وقد قامت من أجل هذا الدور بإنقاص وزنها 14 كيلو غراما، وقدمت من خلال دورها واحدا من أقوى التحولات في تاريخ السينما.
وقد أكدت لجنة التحكيم على أهمية تناول موضوع الهجرة ومشكلاته بأن منحت جائزة لبطلة فيلم آخر وهي الممثلة الكولومبية كاتالينا ساندينو مورينو، التي لعبت في فيلم "ماريا الرحيمة" دور امرأة تهرب من الظروف الصعبة في وطنها إلى نيويورك.
بقلم زيلكه بارتليك، دويتشه فيلله 2004
ترجمة أحمد فاروق