"نريد من خلال الميثاق أن نفتح حوارا وبالتحديد مع المجتمع ومع المسلمين "
رحب سياسيون ألمان بارزون وممثلو الكنيسة بالميثاق الإسلامي على أنه الخطوة الأولى في اتجاه الاندماج ومشاركة المسلمين في ألمانيا، ولكنهم دعوا أيضا إلى العمل بما ورد في الميثاق حتى لا يبقى حبراً على ورق. كيف كان ردكم على هذه الدعوة ؟
نديم إلياس: يُعتبر الميثاق تحدٍ ومقياسا للجهتين، وليس للمسلمين فقط، لقد اشرنا في الميثاق بوضوح إلى اعترافنا بالدولة الدستورية، وهذا ليس بالشيء الجديد للمسلمين في المانيا. فهم يقيمون هنا منذ ثلاثة أو أربعة عقود في توافق تام مع الدستور. وكذلك مساعينا في الإندماج لم تبدأ بإعلان الميثاق الإسلامي، ويجب أن يتم الاندماج الآن بمجهود اكبر طبعا. ولكن من جهة أخرى لا يمكن أن تتوقع الدولة والمجتمع اندماج المسلمين إذا أحسوا دوما بانهم غير مرغوب فيهم وبأنهم أجانب. وأظن بأنه يجب على السياسين وخصوصا على مستوى البلديات أن يبعثوا إشارات واضحة إلى المسلمين .
هل كانت هناك ردود فعل على الميثاق الإسلامي على المستوى الأوروبي؟
إلياس: نعم ، كانت هناك ردود إيجابية كثيرة. فالميثاق الإسلامي لا يعد شيئا جديدا في المانيا فقط، بل في اوروبا أيضا. لقد قمنا بترجمة الوثيقة إلى لغات عديدة – من بينها اللغة الإنكليزية والعربية والتركية والإسبانية- وعرَفنا بها في الدول الأوروبية وفي العالم الإسلامي. واتصلنا ببعض المنظمات الإنكليزية في أوروبا لنقوم بنشر نصوص مشابهة. بالإضافة إلى ذلك قمنا باتفاق في إطار مجلس التعاون الإسلامي على أن نعقد إجتماعاً في بداية هذه السنة بالتعاون مع اللجنة الأوروبية لنناقش مضمون الميثاق الإسلامي وهدفنا هو تأليف نصوص مشابهة للمسلمين في أوروبا.
لماذا لم تقم المنظمات الإسلامية الأخرى بالمشاركة في الميثاق؟ ولماذا قام المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا بمفرده بهذه المبادرة؟
إلياس: الأمر الهام بالنسبة لنا هو الإلتزام بتصريحنا وهذا الإلتزام لم يكن من الممكن الوصول إليه عن طريق حلول وسط أو اجتماعات مع مجموعات أخرى. وكان القصد طبعا هو فتح حوار، وعلى وجه التحديد مع المجتمع ومع المسلمين، ومناقشة مضمون الميثاق. و لهذا قمنا بعد نشر الميثاق بالاتصال بالمنظمات الإسلامية الأخرى وكان ردهم إيجابيا. طبعا جاءتنا انتقادات أيضا لقيامنا بهذه المبادرة لوحدنا.
ما هو موقفكم من القول إن نقاطا كثيرة في الميثاق الإسلامي تتسم بالغموض لا سيما ما يخص علاقة المسلمين بالدستور الألماني؟
إلياس: تبقى الوثيقة غامضة حتى يتم توضيحها. فنحن سنعمل على تعديل الميثاق وفي بداية السنة سنقوم بنشر توضيحات و شروحات. وبالمناسبة فإن هناك توضيحات عدّة للدستور الألماني وكذلك هو الحال بالنسبة إلى الميثاق الإسلامي. ولكن لا يمكن شرح و توضيح كل بند في صفحات مطولة.
ينتقد المستشرقون بشكل خاص البند العاشر من الميثاق، الذي كما يُقال، يفرض الشريعة على سائر القوانين؟
إلياس: نحن لم نشر إلى مصطلح الشريعة في الميثاق، وقبلنا بالدستور الألماني. وهذا يعني بالنسبة لنا، أن القاعدة القانونية لوجودنا في ألمانيا هو الدستور. وهذا يعني أيضا بأنه لا يمكن تطبيق الشريعة في المجالات المتعلقة بالدولة. وكان الميثاق موجهاً إلى جهتين : إلى غير المسلمين وإلى المسلمين . يجب علينا أن نعبّر عن اقتناعاتنا الإسلامية بطريقة يستوعبها المسلمون ويتقبلونها. طبعا قد يصعب على غير المسلمين فهم طريقة تقديم الحجج و البراهين التي اتبعناها.
أجرى الحوارآريان فريبر، ترجمة مصطفى حدوتي
© 2003 Qantara.de