رجب طيب إردوغان ابن صياد سمك أصبح رئيس تركيا: أبرز المحطات الإردوغانية
-
من الفقر إلى عمدة إسطنبول: نشأ رجب طيب إردوغان في بيئة دينية بأحد أحياء إسطنبول الفقيرة ولفتت براعته في كرة القدم الانتباه، لكن الأب المتدين حرَّم الابن من حلم الكرة وأرسله عوضاً عن ذلك إلى مدرسة دينية ليكتشف براعته في الخطابة وهي ما ميزت الشاب رجب. فضيحة فساد -اقترفها سابقوه الحاكمون لإسطنبول وهزت المدينة عام 1993- هي التي مهدت الطريق لرجب طيب إردوغان القادم من خارج الوسط السياسي ليصبح عمدة إسطنبول عام 1994 ميلادي. -
نجاح انتخابي كبير عام 2002: تبع توليه منصب عمدة إسطنبول نجاح انتخابي كبير لحزبه في الانتخابات البرلمانية عام 2002. ولم يُسمح لإردوغان بتولي منصب رئيس الوزراء بسبب قصيدة سياسية دينية مُنع على إثرها من ممارسة السياسة وحُكم عليه بالسجن لأربعة أشهر. للقيام بذلك، قام بتعيين زميله في حزبه آنذاك عبد الله غول في المنصب، وسرعان ما غير غول القوانين لرفع القيود التي فرضت حظراً سياسياً على إردوغان. -
تعديل دستوري وعودة إلى معترك السياسة: بعد أن أقر غول التعديل الدستوري وأُلغيت الانتخابات في مقاطعة سيرت، تمكن إردوغان من الانتقال إلى البرلمان كعضو فيه. وهكذا عاد مرة أخرى إلى معترك الحياة السياسية رسمياً، ليصبح رئيساً للوزراء في 12 آذار/ مارس 2003، في حين تولى غول منصب وزير الخارجية. هنا في هذه الصورة يؤدي إردوغان اليمين كعضو في البرلمان. -
انفتاح على الغرب وعلى الجيران: بعد أن أصبح إردوغان رئيساً لوزراء تركيا وتولى عبد الله غول منصب وزير الخارجية، سرعان ما انفتحت تركيا على الغرب وألغت عقوبة الإعدام. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، سعى إردوغان في البداية أيضاً إلى التقارب مع الاتحاد الأوروبي بحيث أصبح الانضمام إلى الكتلة الأوروبية خياراً محتملاً. كما تحسنت علاقة تركيا مع جيرانها بشكل ملحوظ. -
نظرة غربية متغيرة: نظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة إردوغان على أنها مزيج من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط للتخلص من الاستبداد. لكن مساعي إردوغان المستمرة لتوسيع صلاحياته سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء. اعتبر المؤيدون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة، فيما رأى المعارضون أن ذلك هو إمعان في الاستبداد من زعيم أدمن السلطة. -
نجاحات اقتصادية وتسديد الديون: أولى نجاحاته السياسية والاقتصادية تمثلت في سداد جميع الديون المتراكمة على تركيا منذ 19 عاماً لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. فقد اقترضت تركيا ما يقرب من 47 مليار دولار من الصندوق على مدار 50 عاماً. بعد أن فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاق جديد، قررت تركيا سداد ما تبقى من الديون في عام 2009. -
منتدى "دافوس" في عام 2009: خلال منتدى دافوس، برر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق شيمون بيريز سياسة حكومته في غزة، وسأل إردوغان عن رد فعله ما لو تم "قصف إسطنبول". فرد إردوغان بغضب: "دقيقة! دقيقة!"، ثم أعطاه الوسيط الكلمة مرة أخرى لينتقد تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين واتهم حكومتها بـ "قتل مدنيين وأطفال أبرياء عن عمد". بعدها شعر إردوغان أن وقت الكلام تم توزيعه بشكل غير عادل وخرج من المنصة. -
احتفاء بـ "فاتح دافوس": جعلت تلك الحادثة في منتدى دافوس وانسحاب الوفد التركي منه لاحقا أنصار حركة حماس -المصنفة كمنظمة إرهابية في أوروبا- وغيرهم يحتفلون بإردوغان كـ "بطل". لكن كلماته وجدت أيضا أرضا خصبة في وطنه تركيا، فقد احتفل أنصاره بهذا العمل. يمكن رؤية الأعلام واللافتات في مطار إسطنبول مكتوب عليها عبارات مثل: "مرحبا بعودة فاتح دافوس" أو "أيها العالم، انظر إلى رئيس وزرائنا!" في مطار إسطنبول. -
موجة احتجاجات طويلة: لكن هذه القناعة لدى مواطني تركيا بإردوغان لم تدُم طويلاً، ففي 28 أيار/ مايو 2013 اندلعت موجة احتجاجات طويلة ضده. كان مبعثها مظاهرة من المعارضة ضد مشروع بناء مخطط في موقع حديقة غيزي، لتصبح لاحقا احتجاجات عارمة. أدى الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة إلى تصعيد الاحتجاجات. وسرعان ما اندلعت احتجاجات أخرى في المدن التركية الكبرى ضد حكومة إردوغان وحزبه العدالة والتنمية وسلطويته. -
ربيع تركي: كان لاحتلال المتظاهرين ميدان تقسيم الدور الرئيس في الاحتجاجات. ووقعت أعمال شغب واشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين حول الميدان ليصبح رمزا لمقاومة عنف الشرطة. في إشارة إلى "الربيع العربي" عُرفت الاحتجاجات هناك أيضا باسم "الربيع التركي". في 12 حزيران/ يونيو 2013 تم إخلاء الساحة باستخدام الشرطة قدرا كبيرا من العنف مجددا. -
"فساد عائلي"؟: لكن هذا العنف لم يخمد اندلاع احتجاجات تالية. هذه المرة كان هدفها إردوغان وعائلته. كانت الشرارة الأولى لها تسجيل مزعوم لمكالمة هاتفية مع ابنه بلال حول كيفية إخفاء الملايين من تحقيقات الفساد. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا مرة أخرى بالقرب من ميدان تقسيم "لدينا 30 مليون يورو هنا!". قاموا بتوزيع النقود المزيفة على أشخاص طويلي القامة في إشارة لاتهامات إردوغان بالفساد. -
قصر رئاسي مترامي الأطراف: منذ خريف 2014 يقيم إردوغان في القصر الرئاسي المترامي الأطراف بمحمية أتاتورك أورمان جفتليجي الطبيعية في العاصمة أنقرة. وقد أثار تشييد القصر الكثير من الجدل، لاسيما وأنه بُني على الرغم من حظر المحكمة. كما وُجهت انتقادات لإردوغان بسبب حجم القصر، إذ يُقال إن القصر يحتوي على نحو 1000 غرفة. علاوة على ذلك كلف تشييده دافعي الضرائب حوالي 1.37 مليار ليرة تركية. -
قوة حاسمة على الصعيد الخارجي: إذا كان مجمع القصر الرئاسي الجديد علامة بارزة على سلطات إردوغان الجديدة على الصعيد الداخلي، فقد أضحت تركيا على الصعيد الخارجي أكثر حزماً إذ تدخلت في سوريا والعراق وليبيا، وغالبا ما تُنشر طائرات مسيرة عسكرية تركية الصنع بقوة حاسمة. كما ساعدت الطائرات المسيرة أوكرانيا على الدفاع في مواجهة الغزو الروسي. -
تدخلات عسكرية خارج الحدود: لكن التدخلات العسكرية التركية خارج الحدود لم تجذب سوى قليل من الحلفاء، ووسط الاقتصاد المتعثر مع بدء العد التنازلي لانتخابات 2023 الرئاسية والبرلمانية في تركيا: سعى إردوغان إلى التقارب مع منافسين في المنطقة، حيث أُجرِيَتْ مباحثات خلف الأبواب المغلقة لإعادة العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. -
تشويه سمعة إردوغان في ألمانيا: تصدّر الكاتب الألماني الساخر ومقدم البرامج يان بومرمان عناوين الصحف الدولية عندما قام بـ "الإساءة" للرئيس إردوغان في قصيدة لاذعة. ووجهت الحكومة التركية وإردوغان نفسه اتهامات جنائية ضد بومرمان، كما بدأ المدعي العام الألماني التحقيق ضده. في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 أعلن مكتب المدعي العام في ماينتس عن وقف التحقيق ضد بومرمان. -
انقلاب فاشل: في مساء 15 تموز/ يوليو 2016 أقدمت قطاعات من الجيش التركي القيام بمحاولة انقلاب على نظام الرئيس إردوغان كما قالت البيانات الرسمية. ونظرا لأن الانقلاب رفضه جزء كبير من السكان ولم يجد دعما كبيرا من المعارضة السياسية، فقد فشل في اليوم التالي. سرعان ما ألقت حكومة إردوغان باللوم على حركة غولِن في محاولة الانقلاب. الصورة تظهر أنصار الرئيس إردوغان المدنيين فوق دبابة على جسر البوسفور في 16 تموز/ يوليو 2016. -
حملة اعتقالات واسعة: بعد محاولة الانقلاب، أطلقت السلطات حملة إجراءات صارمة، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وتم فصل 150 ألف موظف حكومي أو وقفهم عن العمل. وتقول منظمات معنية بحقوق الإعلاميين إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحفيين في العالم لبعض الوقت. ردت حكومة إردوغان أن الحملة كانت نتيجة للتهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني. -
تكريس الصلاحيات بنظام رئاسي: بعد أن تولى إردوغان رئاسة ثلاث حكومات في تركيا من 2003 إلى 2014، أدخل الاستفتاء الدستوري المثير للجدل لعام 2017 نظاماً رئاسياً مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 تموز/ يوليو 2018، حيث حصل إردوغان على 52.6 بالمائة من الأصوات لكن المعارضة تحدثت عن تزوير انتخابي. بعد فوزه ألغى إردوغان مجلس الوزراء كجهاز من هيئات الدولة. ومنذ تلك الفترة اتخذت رئاسة إردوغان على نحو متزايد سمات سلطوية فردية الحكم. -
انهيار اقتصادي: بدأت أزمة العملة التركية في عهد إردوغان في عام 2018، إذ فقدت الليرة التركية قيما قياسية في السنوات التالية لأسباب متعددة. بين عامي 2019 و2021 غيّر إردوغان رئيس البنك المركزي التركي ثلاث مرات لأنهم لم يرغبوا في دعم السياسة المالية الفضفاضة. في عام 2022 رفع إردوغان الحد الأدنى للأجور بنسبة 50 في المائة وطالب بمزيد من الضرائب من أرباب العمل لمواجهة الخسائر. -
زلزال مدمر: واجه إردوغان رياحا سياسية معاكسة شديدة قبل انتخابات 14 مايو/ أيار 2023 الرئاسية والبرلمانية، فبينما كان يعاني بالفعل من تحميله مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد جاء الزلزال المدمر في فبراير/ شباط 2023 ليترك حكومته متهمةً ببطء الاستجابة والتراخي في تطبيق لوائح بناء معماري كان من الممكن أن تنقذ الكثير من الأرواح. إعداد: دويتشه فيله 2023
https://qantara.de/ar/node/13085
نسخ الرابط
كل الصور