"خط الثقة" أمل كل امرأة وقعت ضحية للعنف

يعتبر"خط الثقة" أو مركز الاستماع ملجأ النساء اللواتي وقعن ضحية للعنف وأول مبادرة من نوعها في سوريا والشرق الأوسط تأخذ على عاتقها حماية النساء من مختلف أشكال العنف. أما خدماته فموجهة إلى جميع شرائح المجتمع من دون تمييز في العرق أو الدين أو الثقافة. عفراء محمد تعرفنا بهذه المبادرة الرائدة.

" لست وحدك، نحن معك... لأجلك لأمانك ... نسمعك ... نصدقك... نتفهمك"، على وقع هذه الكلمات تبدأ مشرفات مشروع "خط الثقة Confidence Line" أجوبتهن على أسئلة ضحايا العنف الأسري من النساء العربيات وحتى الأجنبيات في مختلف إنحاء العالم. يعتبر"خط الثقة" أو مركز الاستماع ملجأ النساء المعنفات، ويعد الأول من نوعه في سوريا والشرق الأوسط . ويمكن الوصول إليه عن طريق الرقم الخاص 9219. ويتولى إدارة المشروع راهبات ومسلمات يقدمن حلولاً لمشكلات النساء المعنفات، كما يحلنهن إلى أخصائيين أو قانونيين في المركز مجاناً.

خط الثقة موجه للمجتمع النسائي السوري والشرق أوسطي

خط الثقة هو "الخط الساخن"، بمعنى آخر خط مساعدة النساء من قبل مجموعة راهبات مركز «الراعي الصالح» بمنطقة باب توما في دمشق بإشراف الأخت ماري كلود ، المجازة في العلوم الإنسانية واللاهوتية. تقول ماري في تعريف المشروع: «إنّه يهدف إلى حماية النساء من مختلف أشكال العنف: الجسدي، اللفظي أو النفسي. أما خدماته فموجهة إلى الجميع من دون تمييز في العرق أو الدين أو الثقافة، لكل شرائح المجتمع السوري والشرق أوسطي، فما يمّيز راهبات الراعي الصالح هو طابعهم المتآخي وحيادية خدماتهم الاجتماعية».

افتتح "مركز الاستماع أو خط الثقة" في 25 تشرين الثاني 2007 المصادف لليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، بعد زيارات ميدانية للراهبات إلى السويد ولبنان والمغرب والأردن، وقد تم تدريب فريق عمله على مدى سنتين حيث تعرفن على كيفية الاستماع لضحايا العنف واختبار الألفاظ المناسبة لإرشادهن وتقديم الاستشارات لهن. وقد انهالت الاتصالات على المركز فور الإعلان عنه. "تلقينا 30 اتصالا في أول شهر، معظمها حالات تتعلق بالحياة الزوجية والعنف الأسري والجسدي والجنسي، لطلب استشارت نفسية وقانونية و اجتماعية"، كما تقول ماري كلود.

تحديد حالة الضحية عبر الهاتف

وتقوم آلية عمل «خط الثقة» على تلقي المكالمات وإحالة كل حالة بعد تحديد طبيعة الأزمة، إلى الشخص المختص في فريق العمل، كما يتضمن العمل تسجيل المكالمات ومناقشتها على شكل ملفات تساعد في تطوير الدراسة والبحث، مما يسمح بتحديد أسرع لطبيعة الأزمة. " توجد حالات خاصة وهي عندما نشعر بخطر حقيقي على المتصلة نأخذ موعد مقابلة معها في مكان خاص مخصص لاستقبال الحالات الطارئة لمدة أربع وعشرون أو ثماني وعشرون ساعة، فإذا كانت الضحية بحاجة إلى حماية نقوم بتحويلها مباشرة إلى دار إيواء"، كما تقول ماري كلود.

وعلى الصعيد نفسه أكدت ماري أنه يتم تأهيل النساء العراقيات اللواتي يقعن ضحية المتاجرة بالجنس، وتدريبهن على مهن مختلفة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للاجئين. وتضيف ماري: "نحن كراهبات ليس لدينا أية إحصاءات عن معاناة العراقيات اللواتي يلجأن للدعارة من أجل العيش. و لكن سبق أن قابلت بعضهن واطلعت على واقع صعب ومعاناة دفعتهن لهذا العمل".

غياب الدعم الحكومي

​​ينظر الكثير من السوريين إلى هذا المركز بارتياح، ويعتبرونه "خطوة حضارية تشير إلى مدى التطور الحاصل في سوريا " على حد تعبير علي أحمد، موظف في إحدى الجهات الرسمية. ورغم الخدمات العديدة التي يقدمها الخط في دعم ومساندة النساء الضحايا ، إلا أنه ما يزال يفتقد إلى الدعم الرسمي، الذي اقتصر على روضة خاصة بأطفال المعتقلات من النساء في سجن دوما، وهو دعم تراوحت مصادره ما بين الهيئة السورية لشؤون الأسرة ووزارة الداخلية، مع العلم أنه تم الحديث مع الجهات المعنية للبحث في الأساليب الممكنة لمساعدة الخط ، إلا إنه لم يحصل على المساندة الرسمية لعمله. وبهذا يبقى عمله محصوراً على نشاط الأصدقاء والمعارف والجمعيات الأهلية، وبعض المؤتمرات هنا وهناك، إلى جانب تنويه بعض المواقع الإلكترونية بحضوره الفاعل.

شبح الخوف من العار يلاحق النساء العربيات

​​يكشف عدد النساء اللواتي يتقدمن لطلب المساعدة عن وعي حقيقي عند بعض النساء العربيات المعنفات بطبيعة الأزمات التي يعانين منها وماهية المساعدة التي ينشدنها، حيث اتصلت العديدات بحثاً عن مرشد اجتماعي أو طبيب نفسي قبل اللجوء إلى القانونيين المختصّين.

وظهر واضحاً جهل العديد من النساء بحقوقهنّ التي نصّ عليها القانون، لذلك يعرف "خط الثقة" النساء على حقوقهن. كما كشف الوضع بمجمله عن الإشكالات الاجتماعية التي تتعرض لها المؤسسة الزوجية في المجتمع السوري، والتي تعود في أغلب الحالات إلى زواج تقليدي رتبه الأهل لفتاة صغيرة في العمر، أو بسبب تعدد الزوجات. وفضلا عن ذلك تبين من خلال المكالمات التي نتلقاها أنه لا يزال هناك خوفاً من العار عند بعض الضحية " على حد تعبير كلود، التي توجه رسالة إلى كل امرأة عربية معنفة في العالم مفادها أنه "إذا الخوف والكبت يسيطران علينا فلن نتقدم، نحن بانتظاركم من أجل مساعدتكم مجانياً".

عفراء محمد – دمشق
قنطرة 2008

قنطرة
وضع المرأة السعودية:
"أخيراً أصبح لنا صوت"
تعاني السعوديات من الوصاية، كما يصعب عليهن اقتحام سوق العمل بسبب القيود المتناقضة والمناهضة للنساء التي يفرضها القضاء السعودي فيما يتعلق بحرية الحركة مثلاً، بيد أن الأمور بدأت في التحسن شيئاً فشيئاً. زيلكه روده تستعرض وضع المرأة السعودية وحقوقها.

مكافحة العنف والتحرش الجنسي ضد المرأة العربية في ميدان العمل:
المرأة هي المذنبة دوما!
استضافت منظمة العمل العربية بالقاهرة المؤتمر الأول حول ظاهرة التحرش الجنسي ضد النساء العاملات، التي ما زالت بمثابة الطابو في المجتمعات العربية. حوار مع مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر والصحفية الأردنية لانا مامكغ حول أسباب التحرش الجنسي وكيفية القضاء عليها وكسر حاجز الصمت حولها.

تقرير منظمة العفو الدولية:
وضع النساء في دول مجلس التعاون الخليجي
زواج قسري، عنف منزلي أو تمييز في مجال العمل، هذا ما تعيشه الآلاف من المواطنات والأجنبيات في دول مجلس التعاون الخليجي. تقرير أعدته منظمة العفو الدولية، تسلط فيه الضوء على واقع الحياة النسائية في تلك الدول الغنية. تقرير بيترا تابلينغ