تقارب مسيحي-إسلامي في مصر
"ليس الحوار فقط ....بل التعاون ايضا" هذا هو الشعار الذى ترفعه الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية بالقاهرة فى مبادرة الحوار التى بدأتها منذ ثلاث سنوات تحت عنوان "الجيل الجديد" وتستهدف الحوار بين الشباب من رجال الدين الاسلامي والمسيحي الذين تترواح أعمارهم ما بين 25 و حتى 40 عاما.
تقوم الهيئة بعمل جلسات حوار اسبوعية بين
المشتركين والتى تقسمهم إلى مجموعات بمحافظات مصر المختلفة. ولا يزيد عدد المجموعة الواحدة عن 30 فرد يتحاورون فيما بينهم حول مختلف الموضوعات الدينية والاجتماعية والسياسية ويشتركون فى ورشات عمل ويقومون بزيارات لأماكن ومؤسسات مختلفة.
تصحيح المفاهيم
وقال الشيخ عطية الفقي الذى يعمل بوزارة الاوقاف المصرية والمشترك بأحد مجموعات الحوار في حديث مع قنطرة انه علم بهذه المبادرة من خلال وزارة الاوقاف وجامعة الازهر اللذين رحبا بالفكرة عندما عرضتها عليهما الهئية الانجيلية.
ووجدها الشيخ فرصة لخلق قناة اتصال مع الآخر المسيحى لتصحيح بعض المفاهيم المختلطة التى بنيت عبر حقب وفترات مختلفة داخل المجتمع المصري وذلك من خلال اسلوب التربية او التعليم، وخاصة انه ليس هناك اي فرصة للالتقاء بالطرف الاخر. فالشيخ لم يلتق ابدا بقس سوى فى المناسبات الاجتماعية وبغرض الدعاية الاعلامية فقط.
واكد عطية ان المسلمين والمسيحين كانوا يرفضون الاعتراف بمثل هذا الحوار لأن الافكار القديمة النمطية تجعل معظمهم يعتقد أن الحوار سيؤدى فى النهاية الى ان يتنازل احد الطرفين عن ثوابته مقابل تأكيد ثوابت الطرف الاخر والبعض الآخر يخشاه لاعتقاده انه مؤامرة تهدف الى تذويب الفوارق بين الاديان.
جيل جديد متعصب وحساس
ما يحدث من حوار داخل الجلسات جعل الجميع فى حالة نقيضة لما كان عليه من قبل. فقد انتقلوا من الاستبعاد الى الاستيعاب ومن الرفض الى القبول ومن التشويه للاحترام ومن الادانة للتسامح ومن التنافر للتلاقى.
ويناقش المشتركون فى المجموعات الحوارية التى توجد بمحافظات مصر المختلفة مثل اسيوط والعريش والاسكندرية والمنيا موضوعات هامة مثل دور الدين فى عصر المعلوماتية والمجتمع المصرى وتحديات القرن ال21، الإعلام و دوره فى التنوير الدينى والتفكير العلمي ودور المناهج الدراسية وقدرتها على خلق جيل مستعد للحوار.
لجنة إعداد مسيحية اسلامية
وتقوم لجنة خاصة تضم مجموعة من الخبراء والمستشارين من الجانبين المسيحى والاسلامي بإعداد حلقات النقاش لمجموعات الحوار وتنظيم ورشات العمل. وتعقد الجلسات بمقر الهئية الرئيسي بالقاهرة او بالكنائس والجوامع المختلفة بمحافظات مصر.
ويرى القس نبيل لبيب المشترك بإحدى الجلسات ان الحوار يحدث بالفعل نوعا من التقارب وتكوين صداقات بين الجانبين حتى على المستوى الشخصي. كما ينجح الطرفان في تجاوز حالة الشك المتبادل.
وقال ان المناقشة تجري بطريقة علمية حيث تقدم ورقة من جانب المعدين ويتم مناقشتها وتنشر النتائح وتوزع عليهم وعلى الجماعات الاخرى بمختلف المحافظات. كما توثق مناقشاتهم وتوضع في مكتبة الهيئة الانجيلية التى تحتوى على كتب اسلامية ومسيحية بالإضافة إلى كتب مختلفة عن تاريخ الحوار.
عدم تنظيم وانجازات غير ملموسة
وأكد الشيخ عطية والقس نبيل ان مبادارات الحوار لا تخلو من العيوب حيث انهما يشعران ان صوتهما غير مسموع خارج حدود القاعة والاقتراحات والنتائج التي تتوصل إليها حلقات الحوار تبقى غير ملموسة على ارض الواقع ولا تدخل حيز التنفيذ.
بقلم نيللي يوسف، قنطرة 2004