" تفعيل الثقل السياسي لأوروبا بدلاً من دبلوماسية دفع الفواتير"
ما تقييمك لآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط الآن في ظل الجمود الذي تعاني منه في الأشهر الأخيرة؟
عمرو موسى: موضوع الشرق الأوسط وبالذات النزاع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي، كلاهما يعاني الآن من أزمة مستحكمة، وهذه بل تزداد استحكاما. عندما وصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى سدة الحكم، جاء بالكثير من الأمل والجرأة والإقدام والتغيير وتكلم عن ذلك بوضوح وقوة، وكنا نريد ولا نزال نريد أن نرى هذه الأمور الأربعة، التي تشكل شعار مرحلة أوباما، نرغب في أن يتم تطبيقها ويستفيد منها الكل في الشرق الأوسط وأن يرى الناس هذه الفعالية والتغيير والأمل في مستقبل أفضل.
لكن الذي حدث مؤخرا بدد هذه الآمال واظهر الفعالية بشكل متعطل، فلم نرى التغيير ولم نرى آثاره، ولذلك نحن جميعا في العالم العربي وفي المنطقة نمر بمرحلة إحباط شديد لا يمكن أن يؤدى إلي تحريك ذات معنى فيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي، بل يؤدي إلي جمود وتوتر وقد يؤدي إلى عودة العنف وفشل لعملية السلام، خاصة، لان السلام لا يمكن أن يتحقق، إلا إذا كان متوازنا، أما سلام لصالح جانب من الجوانب، فهذا ليس سلاما ولا يصح حتى التعامل معه.
العرب يشعرون بخيبة أمل بالغة تجاه سير المحادثات الأمريكية الإسرائيلية، التي فشلت مجددا في إحراز تقدم أكبر تجاه تجميد النشاط الاستيطاني في أعقاب الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في المنطقة دون تحقيق أي اختراق في عملية السلام المجمدة.
هل سيتغير الموقف العربي نتيجة لخيبة الأمل التي أشرتم إليها؟
عمرو موسى: الموقف العربي قائمٌ على أنه لا مفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان واستبعاد القدس من عملية التفاوض، وأي مفاوضات في غير هذا الشأن ستكون هزلية وغير مفيدة، وقد جربناها من قبل وانتهت بالفشل.
وسيتم عقد اجتماع في الأيام القليلة المقبلة للجنة مبادرة السلام العربية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لبحث الأوضاع فى الأراضي الفلسطينية واستمرار الاستيطان وجهود إحياء عملية السلام، لأننا نطالب بنهاية الطريق، أي وضع اطر زمنية محددة للتفاوض وللاتفاق على كل محاور القضية الفلسطينية وليس التفاوض إلي ما لانهاية دون ضمانات للشعب الفلسطيني.
كيف ترون مستقبل العلاقات العربية الأوروبية والأورومتوسطية؟
عمرو موسى: بالنسبة للعلاقات العربية الأوروبية، فقد نجحنا مؤخرا في عقد اتفاق بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي على إقامة مركز لمتابعة العلاقات بين الجانبين لدفع التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبهدف إعادة إحياء الحوار العربي الأوروبي الشامل، أي الحوار بين 22 دولة عربية و27 دولة في الاتحاد الأوروبي، كما نخطط لعقد قريبا قمة عربية أوروبية.
أما على جانب العلاقات الاورومتوسطية، فالاتحاد من أجل المتوسط، الذي يعد وريث أو خليفة أو امتداد لعملية برشلونة لا يزال يعاني من الكثير من الترددات ولم يظهر فعاليته على أرض الواقع بعد.
هل حان الوقت لأوروبا أن تلعب دورا أكثر فاعلية في عملية السلام في ظل تعثر الراعي الأمريكي؟
عمرو موسى: فيما يتعلق بأوروبا، فدورها دور كبير وهام ولا يصح أن يقتصر على دفع فواتير أو تقديم معونات ومساعدات، فالثقل السياسي لأوروبا يجب أن يشعر بوجوده الجميع، وننتظر أن يتواجد هذا الثقل السياسي لأوروبا ويصر على إدخال عنصر التوازن في أي عملية سياسية تتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي، فهذا هو الدور، الذي ننتظره من أوروبا والآن لم يصبح الدور الأوربي كافيا سواء في موضوع المساعدات أو البيانات، فبيانات الاتحاد الأوربي حول عملية السلام كلها جيدة. لكننا الآن تعدينا هذه المرحلة لضرورة وجوب مرحلة السياسة الحقيقية التي نحسها جميعا على ارض الواقع . ونحن نريد من أوروبا أن يكون دورها أكثر فعالية وأن يتعدى البيانات والمساعدات المالية.
كيف تري مستقبل المصالحة الفلسطينية، والي أين تسير ولماذا لا نرى اختراق فيها حتى الآن؟
عمرو موسى: في الحقيقة الاختلاف بين فتح وحماس من أسخف ما حدث للشعب الفلسطيني في نضاله كله، فالاختلاف معناه أنك في بلد له سيادة، لكن دولة فلسطين نفسها لم تقم، والقضية لم تحل، وبدلا من الاتحاد نجد هذا يميني وهذا يساري وهذا له أيديولوجية مختلفة عن الآخر.. هذه مسألة غير مقنعة بالنسبة لنا ولأغلبية العالم العربي، ولابد من اتحادهم قريبا، فلا طريق غير ذلك.
وما رأيك فيما يتردد عن وجود تدخلات خارجية إيرانية مثلا وأجندات إقليمية تفسد المصالحة الفلسطينية؟
عمرو موسى: لا أريد التطرق لمثل هذا الحديث، أنا أريد الفريقين الفلسطينيين، حماس وفتح، أن يتحملا المسؤولية لتراجع الوضع، ويجب أن يوقعا سريعا على ورقة المصالحة المصرية، لأن القضية الفلسطينية لا تحتمل المزيد من التردي.
ما تقييمك جهود الحركة الدبلوماسية العربية على الصعيد الدولي؟
عمرو موسى: كما قلت من قبل الحركة الدبلوماسية العربية في الوضع الحالي لن تؤدى بالضرورة للوصول إلى الحقوق العربية في المستقبل القريب، إذا لم نستطع خلال العامين المقبلين أن نصل إلى حل معقول للقضية الفلسطينية يقبل به المواطن العربي. كما أن علينا التخلص من الصفات السلبية التي حلت بالشخصية العربية من عجز ويأس، وإلا علينا أن نعترف بعدم قدرتنا على الوصول إلى حل عادل في المرحلة الحالية.
وماذا عن ما يتردد بأن الجامعة العربية تنحاز لدول عربية على حساب أخرى؟
عمرو موسى: الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التي تقع في ميدان التحرير في وسط مدينة القاهرة، لا تنحاز لأي جنسية عربية على حساب الأخرى. الجامعة العربية بها الآن موظفون يمثلون جميع الدول العربية، وبلا تفرقة، ومن بين هؤلاء أمازيغ وسيكون هناك أكراد ومواطنين من جنوب السودان، وبها سنة وبها شيعة، وبها من يتحدث الفرنسية أو الإنجليزية والكل فيها يجيد العربية.والجامعة العربية في النهاية لا تخدم سوى أجندة العمل العربي المشترك.
كثر الحديث مؤخرا مجددا عن ترشيحكم لمنصب رئيس دولة مصر في الانتخابات نهاية عام 2011؟
عمرو موسى: اتخاذ قرار فى هذا الشأن يخضع لاعتبارات عديدة ومازلنا بعيدين بعض الشيء عن وقت اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.
أجرت الحوار: نيللي يوسف
حقوق الطبع: قنطرة 2009
تولى عمرو موسى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية منذ عام 2001 بعد أن عمل كوزير الخارجية لمصر لمدة عشر سنوات، وقد تخرج موسى في كلية الحقوق جامعة القاهرة منتصف خمسينيات القرن الماضي.
قنطرة
صورة تركيا في العالم العربي:
شهدت صورة تركيا في محيطيها العربي والإسلامي تغيراً جذرياً منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم ورفض البرلمان التركي المشاركة في الحرب على العراق. كما ساهمت السياسة الخارجية التركية المعتدلة تجاه القضايا العربية في تغيير ملحوظ لإدراك الشارع العربي ونخبه الحاكمة لتركيا المعاصرة وفق تحليل يوسـف الشـريف، مدير مكتب "الجزيرة" في أنقرة.
القمة العربية في الدوحة:
بين رهان المصالحة وحسابات دول الممانعة والاعتدال
تنطلق اليوم أعمال القمة العربية في الدوحة وسط زخم من الملفات الساخنة وعلى رأسها تحقيق مصالحة عربية شاملة، وإن ظلت في إطار دعوات إلى إيجاد آلية لـ "إدارة الخلافات" وامتصاص الأزمات، إضافة إلى تعثر الحوار الفلسطيني الداخلي ومذكرة اعتقال البشير ومبادرة السلام العربية والمخاوف من تنامي الدور الإيراني في المنطقة. ولكن هل يمكن أن تكون هذه القمة قمة"وفاق عربي"؟ حسن زنيد يستعرض الأجواء المحيطة بعقد أجواء هذه القمة.
حوار مع الباحث عمرو حمزاوي:
"التحول الديمقراطي يبدأ من رحم المجتمعات العربية"
يرى عمرو حمزاوي، كبير الباحثين بمعهد كارنيغي للسلام في واشنطن، أن عملية التحول الديموقراطي في المجتمعات العربية يجب أن تكون نتاج حراك اجتماعي مؤسساتي مدني من خلال عملية ديناميكية داخلية تدفع نحو التأسيس لثقافة الديمقراطية نهجا وممارسة مع ضرورة توافق العوامل الإقليمية والدولية لإنجاح هذه التجربة. بسام رزق في حوار مع الباحث حمزاوي.