"بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم"
انتهت أخيراً الاستراحة الشتوية المملة التي يتوقف فيها اللعب في الدوري الألماني. لو كان الأمر بيد سامي خضيرة ما كان للدوري أن يتوقف من الأساس، وخاصة أن مباريات الذهاب سارت على نحو رائع بالنسبة للاعب خط وسط فريق شتوتغارت.
في الأسبوع السابع عشر حقق فريقه تعادلاً مع فريق بايرن ميونيخ بهدفين لكل فريق – في تلك المباراة ربما يكون خضيرة قد لعب أفضل مبارياته على الإطلاق حتى الآن: لقد سجل هدفاً برأسه الطائر، ثم هدفاً آخر بعد رمية تماس في الوقت الإضافي.
يقول الهداف بخصوص أحسن هدف سُجل في شهر ديسمبر / كانون الأول في الدوري الألماني: "لقد بذلت قصارى جهدي – فعندما تجيئك مثل تلك الكرة إما أن تسجل هدفاً أو تلقي بها إلى النهر!" بعد تلك المباراة ببضعة أيام حقق فريقه نصراً فوق أرضه على فريق ستاندارد لوتيش بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في كأس بطولة أوروبا، وفي تلك المباراة أيضاً نجح خضيرة في تسجيل هدف. ومنذ ذلك اليوم وهو ينتظر بفارغ صبر بدء مباريات مرحلة الإياب في الدوري الألماني.
لاعب مثالي حائز على لقب البطولة
والآن، وبعد أن انطلقت شارة بدء مباريات الدور الثاني يستطيع خضيرة أن يواصل حيثما توقف، أي أن يثير إعجاب العالم الكروي في ألمانيا، فالإحصائيات تقول إنه أفضل لاعب مدافع في خط الوسط وأكثرهم تسجيلاً للأهداف (خمسة أهداف).
ويعتبر خضيرة الرأس المفكر في فريقه، كما أنه يتميز بلياقة بدنية عالية تمكنه من الجري مسافات طويلة واقتناص الكرة في المواجهات الثنائية مع الخصم، كما أنه يمتلك تقنية ماكرة في اللعب. ويتمتع خضيرة – الذي لعب شبلاً في نادي شتوتغارت – بسمعة طيبة، ويقولون عنه إنه مجتهد وطموح ومنضبط. إنه لاعب مثالي إذن، وهو كان قد أحرز بطولة فريق الناشئين أ و ب مع فريق شتوتغارت، وفي الموسم الأول له كلاعب محترف استطاع أن يقتنص لقب البطولة لفريقه.
قفزة إلى المنتخب الوطني الأساسي؟
الفرص المتاحة أمام اللاعب المحترف قد أصبحت اليوم أفضل من ذي قبل: لقد لعب خضيرة ستين مباراة في الدوري الألماني مع فريقه شتوتغارت، وبالطبع لم تعد موهبته خافية عن أنظار اتحاد كرة القدم الألماني. وكان خضيرة قد لعب مع المنتخب الوطني الألماني تحت 21 سنة مسجلاً خمسة أهداف لفريقه.
وقد يلعب خضيرة عما قريب دوراً مركزياً في الفريق الأساسي، بل وكان من المفروض أن يلعب لصالح المنتخب لأول مرة في أغسطس (آب) من عام 2007، إذ تم اختياره ليلعب أمام انكلترا، ولكن قبل أيام من المباراة مُني اللاعب بإصابة منعته من المشاركة. بعد ذلك ساء مستوى اللاعب وأداؤه. وكانت تلك هي المرة الأولى والوحيدة حتى الآن خلال حياته في الملاعب الخضراء. خضيرة يعتبر تلك الفترة جزءاً من عملية نضجه، ويقول بثقة: "إن تقديري لذاتي لا يتوقف على ما إذا كنت تعثرت خمس مرات بالكرة أم سجلت ثلاثة أهداف."
لو كان خضيرة قرر اللعب في وطن والده تونس، لكان يشارك في المنتخب التونسي منذ سنوات طويلة. ولكن خضيرة لم يفكر في ذلك أبداً. "يتسم التعامل مع الناس في تونس ببساطة أكثر بكثير من ألمانيا. إنني ألاحظ ذلك دائماً لدى الأطفال الذين يترعرعون هناك على نحو أكثر حرية، ويتلقون تربية مختلفة، ويكونون أكثر وقاحة. هذه العقلية غريبة بالنسبة لي بعض الشيء." لا عجب في أن يقول خضيرة ذلك، فهو قد نشأ في بلدة أوفينغن في ولاية بادن فورتيمبرغ حيث يسود النظام والانضباط.
الاندماج عبر رياضة كرة القدم
في وقت فراغه يعمل خضيرة بين الحين والآخر سفيراً في شؤون الاندماج. في إطار حملة "بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم" كان خضيرة يتجول في ربوع ألمانيا ممثلاً لفريقه شتوتغارت، متناقشاً مع تلاميذ المدارس حول الاندماج والخبرات التي مر بها خلال حياته المهنية.
في عالم كرة القدم لا تلعب الجنسية أي دور، الفيصل هنا هو الانجاز – فيما عدا ذلك، لا شيء مهم، هكذا سمع التلاميذ في تلك الندوة، وهو ما يتماشى مع التوجه المتنامي في كرة القدم بانتقال اللاعبين من دولة إلى أخرى. بعض الأندية الألمانية لم تعد تضم بين صفوفها لاعبين ألماناً على الإطلاق. أما النادي الذي يلعب خضيرة في صفوفه – نادي شتوتغارت – فيضم لاعبين من اثنتي عشرة جنسية.
لم يواجه خضيرة شخصياً أي صعوبات في الاندماج، ولم يتولد لديه يوماً الانطباع بأن الناس تعامله معاملة مختلفة بسبب أصله. "الوضع يتوقف دائماً على سلوك الإنسان نفسه" يقول خضيرة. "إذا أراد الإنسان الاندماج، فسينجح في الاندماج."
أندريه توتشيك
ترجمة: صفية مسعود
حقوق الطبع: قنطرة 2009
قنطرة
المبادرات الرياضية في خدمة الاندماج
الساحرة المستديرة تصلح ما أفسدته السياسة
في إطار جهودها الرامية إلى دفع عجلة اندماج المهاجرين الأجانب في المجتمع الألماني إلى الأمام بدأت الحكومة الألمانية بدعم مجموعة من المبادرات الرياضية التي تسعى إلى جعل الرياضة جسراً للتسامح وقبول الآخر. محمد مسعاد يعرفنا بعدد من هذه المبادرات المميزة.
لاعب كرة القدم فرانك بلال ريبري:
"الإيمان بالله دائمًا "
قبل خمسة أعوام كانت أحواله مختلفة تمام الاختلاف، أما اليوم فينذهل مشجعو كرة القدم عندما يداعب عامل البناء السابق واللاعب المحترف فرانك بلال ريبري الكرة في مهارة تدل على روعته وتميِّزه وقدراته الرياضية الخلاقة. أندريه توسيس يعرِّفنا بهذا اللاعب المحترف.
تايكواندو وكرة القدم:
رياضيون عرب في ألمانيا
هاجر آباؤهم وأمهاتهم إلى ألمانيا وتحول الأولاد إلى رياضيين حققوا الشهرة لبلدانهم الأصلية أيضا. فيصل ابن طالب وعزيز الشرقي مثلا في لعبة التايكواندو ورشيد عزوزي وعبد العزيز أحنفوف في كرة القدم. جميعهم ينحدرون من المغرب. تقرير سمير عواد