إيران - أناقة الحجاب الناعمة في مواجهة تزمت نظام الملالي فُرض الحجاب في إيران ليكون زياً إسلامياً شبه موحد للنساء، لكنّ هذا الزي اتخذ بمرور الزمان هوية جديدة. أضحى الحجاب مع مرور الزمن زياً أنيقاً يميز المرأة الإيرانية ويكشف أكثر مما يخفي من أجسادهن وجمالهن. وبات إظهار الشعر الملون جزءاً من أناقة المرأة. قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران لم يكن ارتداء الحجاب شائعاً، بل كانت أغلب المحجبات يرتدين "تشادور"، والذي هو عبارة عن عباءة سوداء تغطيهن من قمة الرأس إلى أخمص القدمين. ثم كان تحجيب النساء من أول قوانين "الثورة الإسلامية". في نهاية سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن العشرين إبان سنوات الحرب مع العراق، فرضت الأزمات الاقتصادية الخانقة صعوبات حياتية جمّة على الإيرانيين، ولم يعد أحد يفكر في الأناقة ومستلزماتها، وهكذا باتت الموضة ظاهرة كمالية. آنذاك شاعت الجبة (مانتو). مع انتهاء الحرب في أواخر ثمانينيات القرن العشرين تراجعت الأزمات الاقتصادية والسياسية، وهو ما انعكس على ملابس الناس بشكل مباشر، لاسيما أن انتشار أجهزة عرض الفيديو وأشرطته أعاد الحياة إلى ذائقة المجتمع العصرية. فظهرت على الجبة ألوان متنوعة. خلال الثمانينيات كانت الجبة فضفاضة طويلة تصل إلى مفصل القدم. أزياء النساء في تلك الفترة مقارنة بمرحلة التسعينيات كانت أشبه بالمعاطف. وكانت الجبب تُزَرّر حتى نهايتها. في مطلع التسعينيات غرقت الأسواق بسراويل الجينز القادمة من آسيا فباتت شائعة تحت الجبة. شاعت خلال الثمانينيات والتسعينيات "المقنعة" وهي ربطة رأس للمرأة كما تظهر الصورة. شاعت المقنعة في البداية في المدارس الابتدائية، ثم باتت إلزامية في المدارس وعلى العاملات في المصانع ودوائر ومؤسسات الدولة. بحلول منتصف التسعينيات تقاصرت جبب النساء لتصل مستوى الركبة وباتت ضيقة تظهر استدارة الجسد، كما تغيرت خاماتها إلى أقمشة رقيقة، وتغيرت موديلاتها فباتت تكشف عن مساحات أكبر من ملابس المرأة ولم تعد معطفاً محكم الغلق. منذ الألفية الثالثة باتت الجُبَب أقصر وأشد ضيقاً، وحلّ شال خفيف يلقى على الرأس بعفوية مقصودة محل ربطة الرأس والمقنعة. وظهرت ياقات باتت أكثر انفتاحاً وتظهر جزءاً من عنق المرأة. مع هذا الانفتاح بدأت الشرطة بالتشدد، وللالتفاف على إجراءاتها التعسفية شاعت المعاطف الضيقة الطويلة الخالية من الأزرار التي مهما طالت تبقى كاشفة عن مساحة كبيرة من ملابس المرأة. منذ العقد الثاني من الألفية الثانية شاعت موضة "سابورت" وبات زيا لكل البنات، أما سروايل الفيزيون اللحمية فباتت زي الطهرانيات الثابت، وأمست الجبة مجرد عباءة عصرية بألوان أنيقة مفتوحة من كل الجهات، فيما استقر الشال كغطاء نهائي للشعر. مع كل ذلك تعاظمت كمية الماكياج الذي يضعنه الإيرانيات حتى نهاراً. الحجاب "الإسلامي" عنوان أنوثة المرأة وسحرها! ببلوغ " الثورة الإسلامية" عقدها الرابع من العمر، لم يعد للحجاب المفروض على النساء أي شبه بالحجاب الذي فُرض في أعوام الثورة الأولى. حملة "إلى حجاب أفضل" جعلت الحجاب زياً أنيقاً. منذ 2015 بدأت الإيرانيات بالظهور في الميادين الرياضية دون حجاب وبشعور مكشوفة خاصة على سفوح التزلج على الجليد في جبال شمال طهران. المرأة الإيرانية ترى أنها قد نجحت في خلق زي جديد أنيق يليق بها من خلال حملة سلمية صامتة جرت تحت شعار "إلى حجاب أفضل". حقوق النشر: دويتشه فيله / إعداد: م.م