إيران والسعودية...توترات وحروب باردة بالوكالة حرب باردة على جانبي الخليج بدا معها الأمل بالتفاهم بين الطرفين اللدودين في الشرق الأوسط إيران والسعودية معدوما. فالشجار بين الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران والمملكة العربية السعودية السنية وصل إلى التشكيك العلني بمن يوصف منهما بالمسلم. أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين. قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين. شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد. توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية. خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988. اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992. زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001. هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979. منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب. في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة. توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي . في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين تصعيد لا سابق له بين إيران والسعودية، جاء بعد تصريح ولي ولي العهد محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى إيران. اتهمت الولايات المتحدة إيران بإمداد المسلحين الحوثيين في اليمن بصواريخ أطلقت على السعودية ودعت الأمم المتحدة إلى تحميل إيران المسؤولية عن انتهاك قرارين لمجلس الأمن بشأن اليمن. اتهمت السعودية إيران وحزب الله بإعلان الحرب عليها: صعدت السعودية من لهجتها اتجاه إيران على خلفية الصاروخ الباليستي "الحوثي" الذي استهدف الرياض، إذ اعتبر ولي العهد محمد بن سلمان أن النظام الإيراني قام بعدوان عسكري مباشر ضد بلاده كما اتهمت الرياض لبنان بإعلان الحرب عليها. تتصارع كل من إيران والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة منذ وقت طويل على إيجاد موطئ قدم في اليمن، الأمر الذي ساهم في زعزعة الاستقرار في البلاد، كما يرى مراقبون. أعلن الحريري استقالته بسبب تعاظم دور إيران في المنطقة: من السعودية، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من منصبه مبررا خطوته هذه بصعوبات سياسية في المنطقة ومشيرا إلى دور إيران في لبنان والمنطقة وذراعها العسكري حزب الله في توتر الأوضاع. اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية إيران بتجنيد أحداث أفغان للقتال مع قوات الأسد. ووثقت هيومن رايتس ووتش ثمانية مقابر لقاصرين قالت إنها لأفغان قاتلوا ضمن وحدات "الفاطميون"، التي جندتها إيران لدعم قوات الأسد في وسوريا، وجميع عناصرها أفغان، في تقرير نشر (الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2017). وذكرت هيومن رايتس ووتش أن قوات "الحرس الثوري الإيراني" جندت عناصر تبدأ أعمارهم من 14 عاما للقتال في وحدة "الفاطميون"، وهي وحدة مسلحة من الأفغان فقط يبلغ قوامها 14 ألف فردا. اتهمت طهران خفر السواحل السعودي بقتل صياد إيراني أثناء مرور زورقه قرب الحدود البحرية. فيما قالت السعودية إنه دخل مياهها الإقليمية، حسب تصريح مسؤول إيراني. وقتل الصياد الإيراني السبت (17 حزيران/ يونيو 2017) بنيران خفر السواحل السعوديين الذين اتهموه بدخول المياه الإقليمية السعودية. أعلنت إيران إجراء "تجربة ناجحة لصاروخ خرمشهر الذي يبلغ مداه 2000 كلم ويمكن تزويده برؤوس حربية عدة"، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي السبت (23 أيلول/سبتمبر 2017). وأظهرت صور عرضها التلفزيون إطلاق الصاروخ ثم تسجيلاً مصوراً التقط من الصاروخ نفسه لكن دون توضيح تاريخ التجربة. قوبل إعدام الشيخ الشيعي نمرالنمر في السعودية بموجة غضب عارمة، خاصة في إيران حيث أحرق محتجون السفارة والقنصلة السعودية. الرياض قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إيران. المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي شن هجوما لاذعا على السعودية ووصف أفراد الأسرة الحاكمة هناك بأنهم "ضالون مخزيون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهنا بالدفاع عن مستكبري العالم"، متهما إياها بالخيانة. ودعا خامنئي العالم الإسلامي إلى ما وصفه بـ "التفكير الجاد في حل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج"، بعد وقوع ضحايا بين صفوف الحجاج خلال حادث تدافع في منى. ولم ينتظر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ طويلا للرد على تصريحات خامنئي، فقال في تصريح صحفي إن "الإيرانيين ليسوا مسلمين". شن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هجوما قويا على حزب الله اللبناني واتهمه بأنه يعرقل العملية السياسية في لبنان. وقال إن "حزب الله منظمة إرهابية من الطراز الأول وعليها نزع السلاح ... لا يجوز لميليشا أن تمتلك سلاحاً ... قالوا إن السلاح للمقاومة، ولكن ما دخل المقاومة في سوريا؟ ...". وأضاف :"حزب الله يعرقل العملية السياسية في لبنان، وهو أداة في يد الحرس الثوري الإيراني وتستخدمه إيران لبسط نفوذها في المنطقة وهز استقراراها ... وإذا استطاع لبنان تحجيم دور حزب الله فسيكون بخير".