حديقة الأزهر...بهجة وبهاء في قلب مصر: القاهرة من أجمل وأكبر حدائق العالم ويطلق عليها "جنة في قلب القاهرة". بنيت هذه الحديقة، التي أضفت على العاصمة المصرية روعة وجمالا، على أنقاض مقلب للنفايات، ليتحول المكان إلى أحد أهم المقاصد الترفيهية في البلاد. بعد عشرين عاما من إنشائها، انتهت الأعمال فيها في عام 2004، وافتتحت رسميا في عام 2005. وقدم الآغا خان نحو 30 مليون دولار (25.5 مليون يورو) لإنشاء الحديقة. كانت بمثابة هدية لشعب القاهرة إحياءً لذكرى تأسيس المدينة من قبل أسلافه الفاطميين. تعد القاهرة من أكبر المدن الافريقية وتحتضن ما يقارب 23 مليون نسمة، أي ما يعادل ربع سكان مصر. مع توقعات بازدياد هذا العدد بمقدار 500 ألف نسمة في عام 2017. ولذلك فالمدينة في أمس الحاجة إلى بقع خضراء، خصوصا وأنها محاطة بصحراء ومياه مالحة. في عام 1984، عبّر آغا خان الرابع (الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية) عن رغبته بإنشاء حديقة في قلب القاهرة. غير أن العثور على موقع مناسب لم يكن بالأمر السهل. وأخيراً وقع الاختيار على موقع مهمل بالقرب من الدرب الأحمر يمتد لـ 33 هكتارا، استخدم كمقلب نفايات لمدة قاربت 500 عاماً، في حين أنه يطل على أغنى مناطق العالم الإسلامي بالفنون والعمارة. وبعد سنوات من التخطيط التفصيلي، بدأ العمل في الموقع بالقرب من المدينة القديمة التاريخية في عام 1996. وعلى مدى السنوات الخمس التالية، أزيلت حمولة نحو 80 ألف شاحنة من النفايات الملوثة، وزُودت الحديقة بثلاثة خزانات مياه عذبة. إلى جانب النوافير والمطعم والبحيرة الاصطناعية، زُرع في الحديقة حوالي 650 ألف نبتة جديدة. وعلى الرغم من أن الحكومة المحلية تملك الأرض، إلا أن مؤسسة الآغا خان للثقافة قد تولت إدارة الحديقة لمدة 25 عاما لتضمن لها بداية حياة جيدة. وسميت بحديقة الأزهر نسبة لجامع الأزهر في الحي المجاور، والذي يبلغ عمره نحو ألف عام، حيث يبعد بضعة أمتار غرب الحديقة. ومن المعتقد أن اسم الجامع مشتق من اسم "الزهراء"، فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد. وما يزال من أهم المراكز في مصر للمسلمين السنة حتى يومنا هذا. أثناء التنقيب في الحديقة، كُشف عن العديد من المباني والعناصر المعمارية الأثرية التي رممت وأدمجت في تصميم الحديقة. في هذه الصورة يتم العمل على جزء من الجدار الأيوبي، على الرغم من أنه يقسم جزءا من الحديقة عن المدينة المحيطة بها، غير أنه يعتبر جاذباً وليس حاجزاً. جزء من مشروع الحديقة العامة كان ترميم عدد من المباني والمدارس المجاورة. هنا يتم وضع اللمسات الأخيرة على سقف في مسجد الأمير سليم. وأضحت حديقة الأزهر نموذجا لمشاريع الحدائق الأخرى المماثلة في مالي وزنجبار وأفغانستان. على أمل المزيد من الحدائق المماثلة. إعداد: تيموثي راكس/ ريم ضوا - حقوق النشر: دويتشه فيله 2017