"داعش" وتدمير التراث الحضاري للشرق أقدم مقاتلو ما يعرف بـ " الدولة_الإسلامية " ( داعش ) على تدمير آثار عمرها آلاف السنين وهي مسجلة على لائحة التراث العالمي، مثل الحضر والنمرود في شمال العراق. لكن تنظيم "داعش" سبقه متشددون آخرون في هدم تراث الشرق. قامت عناصر داعش السبت 7 مارس/ آذار 2015 بتدمير مدينة الحضر الأثرية بشمال العراق. ونددت اليونسكو بالـ"الاستراتيجية المروعة للتطهير الثقافي في العراق". نشأت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي ودامت حوالي مائة عام. واشتهرت بهندستها المعمارية وفنونها وصناعاتها، كما كان بها نقوش منحوته وتماثيل. مدينة "النمرود" هو الاسم الحديث للمدينة الآشورية الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب شرق الموصل، التي كانت تسمى أيضا كالح وكالخو وتأسست في 13 قبل الميلاد. والآن دمرها داعش. قالت الحكومة العراقية إن مقاتلي "داعش" نهبوا النمرود ودمروها بالجرافات. وكانت المدينة عاصمة للدولة الآشورية الحديثة في القرن الـ 9 قبل الميلاد. وكان التنظيم المتطرف قد نشر من تدميره لمدينة النمرود فيديو يبين تدميره للآثار والتماثيل الآشورية الموجودة في متحف مدينة الموصل بشمال العراق. وأظهر التسجيل بالفيديو مقاتلي التنظيم وهم يدمرون في متحف الموصل القطع الأثرية كبيرة الحجم المصنوعة من الحجارة لكن لا أحد يعلم ماذا فعلوا بالتحف الصغيرة الغالية. لم تقم داعش بتدمير الآثار الآشورية فقط، وإنما سبق ذلك تدميرهم لآثار إسلامية مثل مرقد النبي يونس في الموصل في يوليو/ تموز 2014. والصورة هنا من عام 1999. تدمير الأضرحة ليس مقصورا على داعش فقط وإنما قام به مقاتلون في مالي في عام 2012. حيث دمروا أضرحة إسلامية في تومبكتو موضوعة على لائحة التراث العالمي. ووصل التدمير والحرق إلى مكتبة تمبكتو التي تحوي آلاف المخطوطات الإسلامية القيمة التي تعود للقرن 13 الميلادي. واتهمت حكومة مالي التنظيمات الجهادية بحرقها. وكانت حركة طالبان الأفغانية قد سبقت كل هؤلاء في مارس عام 2001 ودمرت تمثالي بوذا في باميان، اللذين يعودان إلى القرن الـ6 الميلادي، مستخدمة مدفعية ومدافع مضادة للطائرات. كما قال متشددون في مصر بعد ثورة يناير إنهم عازمون على هدم الآثار الفرعونية. وكان أحد المتصوفين قد كسر أنف أبوالهول الشهير في القرون الوسطي، بحسب رواية المقريزي.