رحيل زها حديد...صانعة الخيال وأسطورة الهندسة المعمارية أفل نجم العمارة عالميا بأفول نجمتها العراقية البريطانية زها حديد، التي تركت بصمات بارزة في عالم الهندسة. إليكم لمحة عن بعض إبداعاتها. رغم ما عرف عن المهندسة حديد بأنها ذات شخصية حادة الطباع، إلا أنها كانت سيدة في غاية الذكاء فقد تمكنت من الوصول إلى القمة في مهنة كانت حِكراً على الرجال، وكانت المرأة الأولى التي تمكنت من الفوز بجوائز تعادل في قيمتها جوائز نوبل. ففي عام 2009 فازت بجائزة بريميوم إمبريال، كما فازت في عام 2015 بالميدالية الملكية الذهبية للمهندسين المعماريين البريطانيين. وتقيم المهندسة زها حديد حالياً في مدينة لندن. صممت المهندسة العراقية البريطانية زها حديد برج نادي الفروسية الذي يضم بين جنباته مدرسة التصميم التابعة لجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية منذ عام 2013. وفي مسابقة تصميم البناء جاء في وصف الشركة التي تعمل زها لديها بأن مفهوم التصميم هو بمثابة "الركن الأساس الذي يرمز و يُساهم في تطور هونغ كونغ باعتبارها مركزاً رئيسياً للتصميم العمراني في آسيا". هذا المرآب الرائع من تصميم زها حديد وقد شكل بداياتها في عام 1993، وهو مركز للإطفاء يتبع لشركة فيترا لصناعة الأثاث ويقع في بلدة فايل آم راين. ويبدو هيكل البناء الخرساني الثقيل رشقياً وديناميكياً وخفيفاً، ويرجع سبب ذلك إلى الاعتماد على طبقات غير تقليدية من الجدران، وكان تصميمها في ذلك الحين يعتبر مستحيل التنفيذ. وعقب تنفيذ ذلك المشروع ذاع صيتها و شهرتها في ميدان التصميم المعماري الهندسي. أيمكن لهذا البناء المتماوج الشكل أن يرمز إلى حركة تجديد وتحديث لمجتمع منغلق على ذاته؟ صممت زها حديد المركز الثقافي المذهل للرئيس الأذربيجاني الراحل حيدر علييف في العاصمة باكو. رئيس أذربيجان ، إلهام علييف، الذي ينتقد من قبل النشطاء في ميدان حقوق الإنسان احتجاجاً على ممارسات الحكم الديكتاتوري، أراد بناء صرح تذكاري لتخليد والده الذي سبقه في الحكم. عند قيام المهندسة حديد بتصيميم متحف راينهولد ميسنر الذي يقع على قمة جبل كرونبلاتز في إيطاليا، قامت بتصميم قاعات تحت الأرض وشرِفات معَلقة وهذا ما وفر للمبنى إطلالة بانورامية رائعة. وقال ميسنر وهو أول شخص تمكن من تسلق 14 جبلاً أعلى من 8 آلاف متر موزعة في شتى أنحاء العالم بأن هذا المتحف بمثابة "القمة الخامسة عشرة وكانت السبب بغزو الشيب لشعره". خرسانة، زجاج، منحنيات مستحيلة، أنابيب خرسانية مكدسة، مكعبات وأعمدة مزخرفة، كل ما سلف ذكره يدخل في عملية بناء ماكسي، مبنى متحف الفن المعاصر في مدينة روما الذي قامت بتصميمه زها حديد. يبدو البناء بحد ذاته كأنه تمثال متحرك. فعندما تدخله تشعر وكأن أرضية المكان ستنحرف بعيداً، وكل درجة تفتح لك أفقاً جديداً في الفضاء الهندسي وفي المدينة. إنها حقاً لتجربة فريدة. تضخمت تكاليف مشروع بناء متحف ماكسي كما طالت سنوات إنجازه ووصلت إلى عشر سنوات، إلا أن البناء يستحق كل ذلك الانتظار، وقد جاء في صحيفة الغارديان اللندنية: "المتحف الذي قامت المهندسة زها حديد بتصميمه هو تحفة معمارية يليق بها أن توضع جنباً إلى جنب روائع أبنية روما القديمة". تتميز الساحة الرئيسية لمجمع غالاكسي التجاري أيضاً بطابع مستقبلي. استبدلت الزوايا القائمة بأشكال انسيابية وبخطوط منحنية، وهي من تصميم المهندسة زها حديد في عام 2012. يتكون هذا البناء الذي يقع وسط مدينة بكين من أربعة أبراج تتصل بعضها ببعض بواسطة ممرات وجسور للمشاة. أرادت إدارة مصنع BMW في مدينة لايبتسيغ لمبناها الجديد الرئيسي أن يشع بالضوء وأن يرمز للانفتاح والشفافية. تصميم زها حديد يربط بين مكاتب المجمع وبين صالات صناعة السيارات وهو يضم المدخل الرئيسي للمصنع، والكافتيريا وورشات العمل. و بسبب تمكنها من إنجاز ذلك المفهوم فازت المهندسة زها حديد بجائزة ألمانيا للهندسة المعمارية. بدأت المرحلة الثانية لإنشاء الكورنيش الجديد لنهر هامبورغ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015. المهندسة زها حديد تصورت هذا المشروع أيضاً. سيعمل هذا الكورنيش على إحياء ضفاف النهر في هامبورغ عن طريق ربطها بالمناطق الرئيسة وعبر تسليط الأضواء على أكثر المواقع إثارة في هذه المدينة الساحلية، ووفقاً لاقتراح المهندسة اللامعة الذي يُفيد بأن المشروع سيتضمن كالعادة الكثير من التعرجات. إعداد: إليزابيث غرانيه /غالية داغستاني ، حقوق النشر: دويتشه فيله 2015