قبضة الحوثي على السلطة تضع اليمن على فوهة بركان أثارت سيطرة مقاتلي جماعة الحوثي على السلطة انتقادات من قبل مختلف الاتجاهات السياسية في اليمن خاصة بعد إعلانهم ما سموه "إعلانا دستوريا" -وصفه خصومهم بـ "الإعلان الانقلابي"- وحلهم البرلمان وسيطرتهم على القصر الجمهوري في صنعاء ومقر إقامة الرئيس هادي. نظم اليمنيون في صنعاء واحدة من أكبر التظاهرات احتجاجا على استيلاء الحوثيين على السلطة يوم الأربعاء (11 فبراير/ شباط 2015). وفيما يصف الحوثيون الاستيلاء على السلطة في اليمن "بالثورة" فإن كثيرا من اليمنيين يرون في ذلك انقلابا على الشرعية الدستورية. باعتلاء مقاتلي جماعة الحوثي أسطح المباني المحيطة بمنزل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وقتل حراسه ووضعه رهن الإقامة الجبرية، خلق الحوثيون واقعا جديدا غيّر المعادلة السياسية والأمنية في اليمن. محمد علي الحوثي اسم برز بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، ويُجهل مدى قرابته من الزعيم الروحي للحركة عبد الملك الحوثي. بعد الإعلان عن الانقلاب، وقع محمد علي الحوثي على ما يسمى "الإعلان الدستوري" ما يعني أنه بات تقنيا الحاكم الفعلي لليمن من وجهة النظر الحوثية. اضطرار الرئيس عبد ربه منصور للاستقالة فسره مراقبون بخروج اليمن عن سكة الشرعية والدخول إلى مرحلة غامضة قد لا تحمد عواقبها. أغلقت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية سفاراتها في صنعاء وأجلت أطقمها الدبلوماسية على خلفية اشتداد الأزمة السياسية والأمنية في اليمن مع صعود المسلحين الحوثيين الذين يحاولون تثبيت دعائم سيطرتهم على البلد. في الصورة مقر السفارة الأمريكية في صنعاء. اليمن هو مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أكثر فروع التنظيم المتشدد نشاطا. وتستخدم الولايات المتحدة منذ وقت طويل طائرات بلا طيار في مهاجمة المتشددين وهي إستراتيجية يقول المنتقدون إنها فشلت في تحقيق أثر حاسم وأذكت المشاعر المعادية لأمريكا في اليمن. دعت توصيات الحوار الوطني في اليمن التي وافقت عليها جميع المكونات اليمنية لبناء دولة اتحادية ديمقراطية مبنية على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد، إلا أن هذه التوصيات بقيت حبرا على ورق، وجاء الانقلاب الحوثي ليضعها في خبر كان. قال مراقبون إن الميليشيات الحوثية استفادت من دعم مباشر من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الدور الذي لعبه صالح وعما إذا كان فعلا قد تحالف مع أعدائه السابقين الذين حاربهم لسنوات في صعدة. اعتبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أن الوضع خطير جدا، ورأى أن اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية. وأكد أنه ليس للأمم المتحدة إلا خيار البقاء مع اليمنيين لمساندتهم في هذا الوضع من أجل مساعدتهم للخروج باتفاق يخرجهم من هذه المحنة. تراجع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسميا عن استقالته بعد إفلاته من الحوثيين الشيعة الذين يحاصرون مقر إقامته في صنعاء. وتمكن الرئيس هادي السبت 21 / 02 / 2015 من الفرار إلى عدن من مكان إقامته الجبرية في صنعاء، والتي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 / 01 / 2015. وفور وصوله إلى عدن التي تعد معقلا لأنصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 / 09 / 2014 "باطلة ولا شرعية لها". وحض هادي المجتمع الدولي على "رفض الانقلاب" ال