متى تفي قطر بوعود تحسين ظروف العمال الأجانب؟
-
وسط المنطقة الصناعية قرب المصانع والمستودعات وأراض صحراوية في الدوحة يعيش العمال الأجانب الذين يشيدون الملاعب والمباني المخصصة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وهم من جنسيات مختلفة كالنيبال وبنغلادش والهند والفلبين. -
معظم الطرق في المكان الذي زاره الصحفي الألماني - حيث يسكن العمال - غير معبدة، كما أن المباني التي تعلو بين ثلاثة وأربعة طوابق هي في الغالب بدون نوافذ. ومن الصعب العمل والحياة هنا بشكل مريح. -
يوم الجمعة، هو يوم العطلة الوحيد بالنسبة للعمال، هذه هي المرة الرابعة في غضون أربع سنوات ونصف يسافر فيها الصحفي الألماني إلى قطر، هذا البلد الصغير الذي أنفق الكثير من الأموال كي يصبح أمة رياضية عظيمة. -
عام 2014 أعلنت الحكومة القطرية عن رغبتها في القيام بإصلاح نظام قانون العمل وتحسين ظروف العمل والمعيشة للعمال المهاجرين، والغاء نظام "الكفالة" المثير للجدل، حيث يلزم العمال الحصول على تصريح من أرباب العمل لمغادرة البلاد. -
جاءت مبادرة تحسين ظروف العمل والمعيشة للعمال المهاجرين نتيجة الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي على قطر، بعدما سلطت وسائل إعلام عديدة الضوء على الأوضاع المأساوية في ورش البناء، والتي لقي فيها عمال مصرعهم بسبب حوادث الشغل. -
بعد إعلان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية في شهر (مايو/ آيار 2014) عن تلك الإصلاحات، ذهب الصحفي الألماني إلى قطر ليرى مدى تطبيق تلك الوعود. وعندما وصل إلى عين المكان شاهد في ضاحية من الشاطئ عمارة للعمال. -
أخبر عمال في قطر الصحفي الألماني بأن ما بين 300 حتى 400 من العمال يقيمون في في إحدى البنايات التي تتكون من ثلاثة طوابق. -
أخذ العمال الصحفي معهم في جولة داخل غرفهم، فوجد مطبخاً وصفه بأنه يثير الإشمئزاز ومراحيض قليلة، ربما عشرة مراحيض لمئة شخص تقريبا، أغلبها من دون أبواب. -
كل العمال الذين يعيشون في المكان الذي زاره الصحفي الألماني هم من النبيال. وهم ينامون منذ عامين في غرف لا تتجاوز عشرين متر مكعب لستة عشر شخصا، وهم يعملون يومياً دون عطلة أسبوعية. -
إضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تصل إلى خمسين درجة وغياب مكيفات الهواء ، فإنهم لا يحصلون على الراتب الأدنى المتفق عليه بين البلدين، حيث يحصلون فقط على حوالي مئتي دولار شهرياً، بحسب قول العمال. -
في مارس/ آذار من عام 2015 كان يوجد أكثر من 13 ألف عامل أجنبي في قطر. ويحاول العديد من العمال في المنطقة الصناعية نسيان واقعهم من خلال لعب الكريكيت أو كرة القدم خلف بنايات سكنهم وسحاب الغبار. وبينما يلعب بعضهم ينتظر آخرون دورهم في جو مرح. -
غرف لعمال أجانب في قطر: في إحدى المواقف التي حدثت للصحفي الألماني وقف فجأة رجلان باللباس التقليدي الأبيض خلفه، وطلبا منا إبعاد الكاميرا، وبعد اصراره المتكرر للاستتفسار عن هويتهما قالا إنهما من شرطة الدولة أي جهاز المخابرات، كما يقول الصحفي. -
غرفة لعمال أجانب في قطر: لم يعد بإمكان الصحفي منذ ذلك الحين التحرك بحرية حيث كبر عدد عناصر رجال الأمن حول الصحفي الألماني، ثم أخذوه برفقة المصور إلى مركز الشرطة. -
الصورة لغرفة عمال أجانب في قطر: بعد قضاء ساعات في مركز الشرطة سُمح للصحفي ومرافقه في الليل بالعودة إلى الفندق في الدوحة ، لكن دون السماح للصحفي بمغادرة البلاد. وبعد مرور خمسة أيام بدا من الواضح للصحفي أن هذه القضية قد تستمر لأسابيع أو لعدة شهور. -
عامل أجنبي في قطر: بعد إبلاغ وزير الخارجية القطري تم إطلاق سراح الصحفي ومرافقه، لكن تمت مصادرة آليات التصوير والعمل والهواتف المحمولة، والكمبيوتر المحمول، والأقراص المضغوطة، وفق ما يقول الصحفي الألماني. -
عمال أجانب في قطر: أعيدت آليات التصوير والعمل والهواتف المحمولة والكمبيوتر المحمول بها بعد مرور ثلاثة أسابيع إلى الصحفي والمصور، لكنهما وجدا أن كل المعلومات والأرقام والعناواين والملفات المسجلة بداخلها قد تم مسحها، كما يقول الصحفي. -
في الصورة عامل أجنبي في قطر - يقول الصحفي الألماني: "رغم الجهود التي بذلتها شخصيا أو من خلال الاستعانة ببعض المسؤلين القطرين فإني لم أفلح في استعادة البيانات المفقودة، وهو وضع يتنافى مع قوانين حرية الصحافة". -
من جانبها رفضت قطر الانتقادات الأجنبية الموجهة إليها ضد ظروف عمل آلاف العاملين الأجانب في مواقع بناء الملاعب التي ستقام عليها بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. فيما دعا نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل لتعامل منصف مع قطر.
https://qantara.de/ar/node/34343
نسخ الرابط
كل الصور