منازل بيروت - شواهد على جدلية الحرب والموت وحب الحياة في لبنان
بيروت مثل بغداد والقاهرة ودمشق روحها شرقية لكن وجهها صوب المتوسط. نقطة التقاء ثقافات ظهرت على تراث منازلها. منازل باتت الآلاف منها متداعية وعلى وشك الانهيار.
آلاف من منازل العاصمة اللبنانية على شفا الانهيار بعد أن صمدت خلال الحرب الأهلية وخلال انفجار المرفأ، والبعض الآخر انهار بسبب الأمطار. صورة من: Alkhashali/DW
بقيت الجدران وغاب أهلها: تطور البناء العمراني في بيروت منذ الفترة العثمانية، وتأثر بالعمارة الدمشقية. المنازل الكبيرة كانت سكنا للأغنياء والمترفين بينما كانت المنازل المشيدة من الخشب والصفيح من حصة الفقراء. بيروت توسعت كثيرا خلال 150 عاما خصوصا بعد ظهور مينائها خلال الفترة العثمانية، الحرب الأهلية أثرت كثيرا على المدينة، فتركها كثير من سكانها. صورة من: Alkhashali/DW
بيروت .. بغداد والقاهرة ودمشق: البيوت البيروتية استلهمت عمارتها الشرقية في أواخر الحكم العثماني، على طراز البيوت العربية القديمة الموجودة في دمشق والقاهرة وبغداد، كان البناء يعتمد على عوامل المناخ والأعراف والتقاليد الاجتماعية المبنية على الأصول الدينية. صورة من: Alkhashali/DW
بيروت القديمة: مبنى في "الجميزة" قرب الميناء، لم يعد صالحا منه للسكن سوى طابقه الأرضي. الطابق الأول من سقف يحمي المبنى، عمر المبنى غير معروف. "الجميزة" من أولى المناطق التي ظهرت في بيروت تاريخيا بسبب قربها من المرفأ. التسمية لها علاقة بشجرة الجميز. منازل مثل هذا بعضها عُمِّرت وعادت لها الحياة، وبعضها مهمل في انتظار من ينقذها. صورة من: Alkhashali/DW
سوء حظ: من سوء حظ صاحب السيارة هذه، أنه قرر ركنها عند هذا المنزل القديم. الحجر الرملي يُستعمل كثيرا في بيروت وهو لا يصمد أمام تغيرات البيئة. بسبب الأمطار انهار جزء من المنزل القديم الذي يبلغ عمره أكثر من 150 عاما. صورة من: Alkhashali/DW
عودة الحياة: بجوار المنزل المنهار السابق يقف جاره هذا. المنزل ترممه جمعية إسلامية، قررت إعادة إحيائه واتخاذه مقرا لها بسبب قيمته التاريخية في منطقة مار إلياس. مهمة ترميم المباني تواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكلفة. البعض يقرر تدمير المبنى وإنشاء عمارات حديثة. لكن هناك مشاكل قانونية متعلقة بحقوق الورثة أو مشاكل بين المؤجرين والمستأجرين. صورة من: Alkhashali/DW
شبح منزل: منزل كبير لم يبقَ منه سوى شبح منزل يتوسط مباني وشقق سكنية في منطقة زقاق البلاط. لا عناوين ولا لوحات على المبنى تظهر تأريخه أو قيمته التراثية. لكن موقعه وحجمه يظهر قيمته حينها. صورة من: Alkhashali/DW
حرب الفنادق: بعض المباني دُمِّرت خلال الحرب الأهلية، فمثلا بات فندق "هوليداي إن" ضمن منطقة حرب اندلعت في 25 أكتوبر / تشرين الأول 1975 في صراع طويل عُرف باسم "معركة الفنادق"، هناك تحاربَ أكثر من 25 ألف مقاتل من أجل السيطرة على مجموعة من الفنادق الفخمة الشاهقة بما في ذلك فندق هوليداي إن وفندق فينيسيا بيروت المجاور، مما أدى إلى مصرع أكثر من ألف شخص. صورة من: UPI/dpa/picture alliance
شاهد على مأساة الحرب: المباني الحديثة ترتفع حول الفندق الذي لم يبقَ منه سوى هيكله الخرساني. المبنى بقي شاهدا على حرب امتدت لعقد ونصف راح ضحيتها مئات آلاف اللبنانيين. كان الفندق على خط التماس بين الكتائب وعناصر حركة فتح الفلسطينية. صورة من: Mohamad Chreyteh
سينما "البيضة": سينما "سيتي بالاس" أو "البيضة" نسبة للشكل البيضوي، هي جزء من مبنى متكامل كان اسمه "سيتي سنتر"، أو "الدوم"، وصنِّف على أنه أكبر مبنى تجاري كبير في بيروت أثناء تشييده عام 1965 ليمثل أول مول تجاري في منطقة الشرق الأوسط. تحول خلال الحرب الأهلية إلى مكان للقنص فقد كان يتوسط خط التماس بين المتحاربين حينها. صورة من: Alkhashali/DW
بين الغرب والشرق: سقف منزل متروك منذ عقود، الطراز المعماري الذي ظهر قبل أكثر من 150 عاما، انتشر في مناطق المسيحيين والمسلمين على حد سواء، فظهرت هوية "بيروتية خاصة" للفن المعماري للمدينة. يرى معماريون أن بيروت مثلت نقطة لقاء بين الشرق والغرب، فتعدد الثقافات فيها ظهر على تراثها المعماري. صورة من: Alkhashali/DW
جدران بلا حياة: إنشاء ميناء بيروت كان نقطة تحول في حياة المدينة فتحول بناء البيوت من شُرَف خشبية صغيرة إلى منافذ واسعة مبنية على الطراز الشرقي. حصل التحول المعماري في مرحلتين: في نهاية الحقبة العثمانية الطويلة اتسعت رقعة المدينة وتخطت الحدود التي عُرفت بها في القرون الوسطى، فارتفعت فيها مبانٍ بطابع حديث، ثم تطور في العهد الفرنسي فظهرت مبانٍ سكنية بطوابق. جاء التحول نتيجة للنمو السكاني الكبير الذي شهدته بيروت. صورة من: Alkhashali/DW
بيت بيروت: بيت بركات شيد عام 1924، في عام 1997 قرر مالكوه بيعه، فأنقذه نشطاء. بعد احتجاجات وحراك لإنقاذ المبنى جرى تعليق قرار تدميره، وفي عام 2003 أصدرت بلدية بيروت قرار نزع الملكية للمنفعة العامة. صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
مبنى على خط التماس: في مرحلة إعادة الإعمار التي أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية هُدمت العديد من المباني المهمة، والنشطاء تمكنوا من إنقاذ عدد منها، وأصبح مبنى بركات بواجهته وصف أعمدته يتخلله الرصاص رمزًا ومذكرا بالحرب الأهلية في بيروت، فقد كان على خط التماس في منقطة "سيديكو" في الأشرفية. صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
وحدها واجهة المنزل: لم يبقَ من المنزل هذا سوى جداره الخارجي الذي يحاول الصمود أمام ظروف صعبة. يقع المنزل في الأشرفية، البعض يرى في بقائه -بعد انفجار مرفأ بيروت- أعجوبة. منظمة اليونسكو أعلنت أن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/ آب 2020، وأن ستِّين منها معرضة للانهيار. صورة من: Alkhashali/DW
منازل أنهارت وأخرى مهددة: يرى مؤرخون أن الطراز المعماري في بيروت "حداثي" فهو مزيج بين الشرق والغرب في بعض جوانبه الفنية. أكثر من ألف منزل تاريخي بحاجة إلى إعادة الإعمار، كي تحافظ المدينة على تأريخها وتراثها. فيما تقول مصادر رسمية إن نصف هذه المنازل قد انهارت فعلا. جل المنازل المتبقية مهددة فعلا بالاندثار، إن لم تتحرك السلطات لإنقاذها. صورة من: Alkhashali/DW - إعداد: عباس الخشالي - بيروت / دويتشه فيله 2024.