أهم عمل لغونتر غراس بالعربية
في رواية "سنوات الكلاب" يستكمل غراس رحلته في التاريخ المنسي لمدينة دانتسغ، مسقط رأسه، ويعرض مرة أخرى لصعود نجم النازية وأفوله. هذه المرة عن طريق سرد تفاصيل صداقة تربط بين شخصيتين الأولى هي شخصية أمزل أو براوكسل وهو نصف يهودي يرمز للضحية في عهد النازية، والشخصية الأخرى هي فالتر ماترن الذي حارب فترة في صفوف النازية ويرمز بالتالي إلى الجناة الألمان. هذه الرواية والتي يعتبرها الأديب غونتر غراس أهم أعماله صدرت مؤخراً في ترجمة عربية بديعة أنجزها أحمد فاروق في 600 صفحة عن منشورات الجمل في كولونيا.
ومن بين الأعمال العديدة التي ترجمت للأديب غونتر غراس إلى اللغة العربية يمكن اعتبار سنوات الكلاب أقرب الترجمات العربية إلى عالم غراس ولغته القوية الحافلة بالصور
وفيما يلي نستعرض مع مترجم هذا العمل أحمد فاروق الصعوبات التي واجهته أثناء الترجمة
DW: احمد فاروق ما الذي شدك لهذه الرواية؟
أحمد فاروق: كان التفكير في الترجمة تحديا لعمل ضخم ولكاتب معروف كما كان يهمني أن أنقل الى العربية مثل هذا العمل الضخم
DW: ما هو الخيط الرئيسي في هذه الرواية الضخمة ؟
فاروق: على ما أظن أن غراس يحاول أن يكتب عملا مضادا لكتاب كتب في اوائل القرن من كاتب يهودي اسمه فايننغر والكتاب كان اسمه ,,الجنس والشخصية,, وادعى فاينغننر ان كلا من المرأة واليهود ليس لهم روح ولا يمارسون الرياضة وبالتالى هم اشخاص يجب ان يتخلصوا من طبيعتهم. فهو يحاول ان يكتب عملا يناقد فيه هذه الفكرة ويقول ان ليس اليهود هم الذين ليس لهم روح ولكن الألمان وأن الألمان هم عبارة عن خيالات ماتة أو فزاعات.
DW: وكيف استطاع غراس أن يجعل هذه الفكرة خطا رئيسيا؟
فاروق: يتجسد الخط العام من خلال صداقة بين ألماني ونصف يهودي وهما أيضا كاتبان للرواية فالاول يكتب الجزء الأول والأخر يكتب الجزء الأخير وفي النصف هناك تلميذ بالثانوي يرصد ويكتب كمراقب للاثنين ومراقب لأحداث فترة النازية التي مرت بها مدينة دانسنغ
DW: ما سبب اطلاق اسم سنوات الكلاب على الرواية؟
فاروق: يعود ذلك الى حادثة طريفة. غونتر غراس من المنقبين في الارشيفات فقد بحث في ارشيف مدينة دانسنغ ووجد أن بلدية دانسنغ أهدت الى هتلر كلبا في عيد ميلاده فأرسل هتلر كارتا الى صاحب الكلب وبهذه المناسبة دخل الكثيرون في الحزب
DW: الرواية مقسمة الى ثلاثة كتب هي ورديات صباحية وكتبه براوكسل او أمزل وهو الشخصية نصف اليهودية والكتاب الثاني كتبه المراقب ليبناو والكتاب الثالث كتبه فالتر مارتن. هل كان غراس موفقا في هذه البنية المعقدة؟
فاروق: غراس كان يطمح في عمل كبير كما يعتبر هذا العمل من اقرب الأعمال الى قلبه وكان غراس عنده مشكلة كيفية سرد العمل اي كيفية روايته. فكانت لديه في البدايه فكرة أخرى وهي أن بنتاً تقوم بتقشير البطاطس وكلما طالت قشور البطاطس كلما طال الحكي. ولكنه اختار متعددة الرؤى بأن اختار ثلاثة كتاب للكتاب ولكن الكاتب الأول فرض على الكاتبين الأخريين الالتزام بفكرة الكاتب الأول الذي يريد توصيلها في النهاية
فقد استخدم الكاتب حيلا روائية معروفة تبين في النهاية ان البشر خلقت على صورة الفراّغات وأن ما حدث في فترة النازية يعني أن الإنسان أصبح روح بلا روح. فأنا أرى رؤيتان في هذه الرواية:
فهناك رؤية واقعية في منتصف الكتاب الثاني وهي خطابات غرامية ترصد ما حدث في فترة النازي وهو رصد جميل جدا له مصداقية عالية و ناك بناء فنتازي على مستوى الرواية كلها
DW: ما هي المشاكل التي واجهتك أثناء الترجمة؟ وكيف تغلبت عليها؟
فاروق: من اهم المشكلات أن غراس يقوم بعملية خلق لغوي بمعنى أنه يخلق كلمات جديدة ويجعلها لغه دارجة داخل العمل فعلى المترجم أن يخلق مقابلات طوال الوقت فالمشكله تكمن في خلق لغة معادلة سلسة
أجرى الحوار سمير جريس، دويتشه فيلله 2004