"الإرهابيون هم أقلية صغيرة مندسة بين المسلمين"
القتلة في لندن هم مجرمون مثلهم مثل القتله في مدريد وقاتل فان غوخ. ولكن بدلا من الوقوع في رد فعل هيستيري على خطر محتمل من الإسلاميين، يجب على الأوروبيين ومنهم الألمان أن يرجعوا إلى أنفسهم ويتساءلوا عن الأخطاء التي ارتكبت. تعليق بيتر فيليب
يعتقد بعض البريطانيين أن اليوم كان يمكن أن يكون أكثر آمانا لو أن منفذي التفجيرات في لندن هربوا من التفتيش في مطار هيثرو، و لو أنهم وصلوا من الخارج إلى الأراضي البريطانية.
لكن بدلا من هذا فإن المعلومة التي سببت الصدمة تمثلت في أن الجناة بريطانيون، وهم جزء من الأقلية المسلمة في البلاد.
تخمينات وتوقعات بل وشكوك بمختلف الوجوه يجب أن يفتح لأجلها كل الأبواب خصوصا في الاتجاه التالي:"هل يمثل المسلمون في بلادهم إي بلاد المهجر طابورا خامسا محتملا"؟ مثل هذه الأفكار والنتائج التي يمكن أن تسفر عنها لن تقتصر على بريطانيا فقط.
ففي فرنسا تعيش جالية مسلمة كبيرة أغلبها من شمال إفريقيا وفي ألمانيا أغلبها من الأتراك والأمر نفسه لا يختلف بحال في دول صغيرة أخرى.
وفي هولندا يقف الآن شاب من أصل مغربي يحمل جواز سفر هولنديا أمام القضاء في قضية اغتيال المخرج الهولندي فان غوخ وفي ميونيخ تجري محاكمة كردي بتهمة إمداد جماعة أنصار الأسلام المتهمة بالأرهاب بالمتوطعين.
هذه الأمثلة تدعو إلى التبصر لكنها غير نموذجية ويجب ألا تحدد الصورة التي ينبغي أن نراها للأقلية المسلمة في ألمانيا.
وبقدر ما قام الجناة في لندن عن طريق قنابلهم وبلا اكتراث بقتل مسلمين أيضا بقدر ما اتضح أن من لديهم استعداد لأعمال العنف والإرهابيين هم أقلية صغيرة مندسة بين المسلمين ولا يهمهم أن يصبح الجميع في موضع الشك والاتهام.
بل إن ذلك ربما يكون هدفا لديهم. لأنه في التفكير العام المسيطرعلى هذه الرؤوس الموتورة يوجد شئ واحد هو "نحن هنا" "وهم هناك" والمقصود بـ "هم" هي الأغلبية غير المسلمة في المجتمع وهي متهمة بأن كل شكل من أشكال التمييز التي تعايشها الأقلية يفسر على أنه اضطهاد عقائدي أو ديني للإسلام يقوم به الغرب المسيحي.
وإذا ما أضيف هذا الشعور إلى ما تولده الأزمات الدولية والحروب من فلسطين إلى أفغانستان، ومن بغداد إلى سربرينتسا فسينتج عن ذلك خليط مؤهل للإنفجار.
ويلاحظ أنه بهذه الطريقة يمكن تفسير بعض الأشياء دون أن يؤدي ذلك إلى تبريرها. القتلة في لندن هم مجرمون مثلهم مثل القتله في مدريد وقاتل فان غوخ. والآن بدلا من الوقوع في رد فعل هيستيري على خطر محتمل من الإسلاميين، يجب على الأوروبيين ومنهم الألمان أن يرجعوا إلى أنفسهم ويتساءلوا أين الأماكن التي ربما ارتكبت فيها الأخطاء.
ولقد ارتكبت أخطاء فعلا، ليس عن طريق تفتيش متهاون للداخلين إلى البلاد وإنما عن طريق التعامل المقصر مع الأقلية المسلمة التي تنمو باستمرار في بلادنا.
وثمة مثال لم يتم الانتباه إليه وهو مدى ما يعنيه الدين والتقاليد الدينية بالنسبة إلى المسلمين وهل يجب علي المسلمين إذا ما أرادوا العيش هنا أن يندمجوا في المجتمع كما جاء في الشعارات؟
وقاتل الهولندي فان غوخ هو أحد منتجات مدارس القرآن في الأفنية الخلفية، وفي أجزاء أخرى من أوروبا يمكن أن يترعرع متطرفون مشابهون أيضا، و يمكن أن يؤدي مثل هذا التكوين العقائدي الديني بالإضافة إلى الإنعزال داخل المجتمع والظلم وإلى الإرهاب.
وليس في الاستطاعة الحيلولة دون ذلك لكن يجب تقليل الخطر بأن تعطى كل الأقليات بما فيها الأقلية المسلمة الشعور بأنها تنتمي إلى المجتمع وبذا تتم مساعده هذه الأقليات وتتم مساعدة المجتمع كافة أيضا.
بقلم بيتر فيليب
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005
قنطرة
ماذا على الجالية المسلمة البريطانية أن تفعل رداً على الإرهاب القاعدي؟
بعد الإعتداءات في لندن، يطالب الصحفي والباحث خالد حروب من الجالية المسلمة ومنظماتها وقادتها في بريطانيا مواقف واضحة وحكيمة لضمان أمن وإستقرار وتعايش المسلمين مع الأكثرية غير المسلمة
المسلمون و"الحرب ضد الإرهاب "
تطالب الصحفية البريطانية الشابة فارينا علم الرجوع إلى القيم الدينية الإسلامية - التي تفضل الحوار على العنف والفضائل الاجتماعية على الحماس الديني المتعصب – وترى في ذلك إحدى الإمكانيات لتهدئة غضب الشباب المسلم.