حضور متواضع لكن مهم

معرض فرانكفورت الدولي والذي يعد الاكبر في العالم حضره اكثر من سبعة الاف ناشر من اكثر من مائة دولة. اتسمت مشاركة الدول العربية في المعرض في دورته الحالية بالحضور المتواضع. بقلم سلام جهاد

​​معرض فرانكفورت الدولي والذي يعد الاكبر في العالم حضره اكثر من سبعة الاف ناشر من اكثر من مائة دولة فيما كان عدد العناوين التي عرضت فيه ما يقارب الاربعمائة الف كتاب. اتسمت مشاركة الدول العربية في المعرض في دورته الحالية بالحضور المتواضع. بقلم سلام جهاد

على الرغم من سوء الفهم لدى العالم الغربي تجاه الاسلام والقضايا السياسية التي تشهدها المنطقة العربية والذي اقره عدد من المهتمين في هذا المجال فقد تغيب الكتاب السياسي بنسبة كبيرة ليحل محله الكتاب الادبي والذي كان اهم ما يميز المشاركة العربية.

عرضت مجموعة من دور النشر العربية والاجنبية المهتمة بالادب العربي المعاصر مجموعة كبيرة من الروايات والقصص والاعمال الادبية معظمها كان لكتاب عرب جدد. حيث كان الادب العربي هو صلة الربط كما يراها الكثير بين العالم العربي والعالم الغربي.

بيتر ريبكن رئيس الجمعية من اجل الترويج للادب من إفريقيا وآسيا وأريكا الجنوبية قال: "انا اؤمن بان الرواية الجيدة لها وقع اكبر مما يفعله الخطاب السياسي لانها تعبر عن افكار الناس وحقيقة مشاعرهم، كما انها تعكس حقيقة الواقع السياسي"واضاف بأن "هناك روايات قد عكست حقيقة الحياة في العالم العربي مثل رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الاسواني والتي حققت مبيعات جيدة على مستوى العالم العربي وعلى مستوى الترجمة للغات الاخرى."

مجلة بانيبال

اذا كان لابد من نقل الاعمال الادبية العربية الى العالم الغربي من اجل تحسين صورة العرب لدى الغرب فيجب الاهتمام بموضوع الترجمة الى اللغات الاخرى مثل الانكليزية والالمانية والفرنسية.

مارغريت اوبنك ناشرة ومحررة لمجلة بانيبال والتي تصدر في لندن اخذت على عاتقها ترجمة الادب العربي المعاصر الى اللغة الانكليزية تتفق الى حد ما مع ريبكن وتقول "ان الاعلام والصحف لها نظرتها الخاصة لتقدمها لكنها لا تمثل الصورة الكاملة والمعقدة عن الحياة اليومية في اي بلد، كما ان الاعلام غالبا ما يهتم بالسياسة والاقتصاد فقط."

تركيا ضيفة العام المقبل

تركيا التي تم اختيارها لتكون ضيفة الشرف على المعرض في دورته للعام القادم كان لها حضور متميز اذا ما قورنت بالمشاركة العربية حيث شاركت بحوالي ما يقارب خمسين دار نشر بعناوين متنوعة ركزت على التراث القومي التركي.

مراد كزنجة من وزارة الثقافة والسياحة التركية عزى سبب اختيار تركيا لتكون ضيفة العام المقبل الى حصول الكاتب التركي اورهان باموك على جائزة نوبل للاداب في العام الماضي، كما ان تركيا تمثل جسرا بين الثقافتين الاسلامية والاوربية.وقال "ان تركيا تستعد منذ الان للتحضير لدورة العام المقبل حيث ستقوم الوزارة بدعوة عدد اكبر من الناشرين الاتراك وعدد اكبر بكثير من العناوين كما انها اعدت برنامجا خاصا من خلال اقامة الندوات والمحاضرات في المجالات الفكرية والادبية.

معظم المشاركات العربية اقتصرت على اجنحة حكومية عن طريق وزارات الثقافة لكل من السعودية والامارات ومصر وغيرها في الوقت الذي تغيب فيه الناشر العربي عن الحضور الا بعض الذين تمت دعوتهم من قبل الهيئة المنظمة مثل دار ورد من سوريا والقليل من الدور الاخرى. قلة المشاركة العربية كانت ربما نتيجة للتكلفة العالية للمشاركة في هذا المعرض.

كردستان تمثل العراق

الوضع الامني في العراق لربما كان المانع من حضور الناشر العربي العراقي ليحل محله الناشر الكردي حيث شارك اقليم كردستان والذي يتمتع بالحكم الذاتي في الشمال بجناح ممثل من وزارة الثقافة في الحكومة هناك وكذلك شارك دار خاك للصحافة والنشر من مدينة السليمانية بدعوة من منظمي المعرض حيث كان الكتاب ذو الطابع القومي للكرد حاضرا بقوة وكذلك الكتب التي تتحدث عن تاريخ الاقليم وبكل من اللغتين الكردية والعربية.

المشاركة الكردية جائت في ظل التطور الثقافي والاعلامي الذي تشهده محافظات هذا الاقليم وخصوصا بعد الغزو الامريكي للعراق في نيسان /ابريل عام 2003 والذي جاء للاستقرار الامني والسياسي هناك وكذلك تركز الثقل الدولي المخصص لدعم التحول الديمقراطي في العراق هناك حيث شهد هذا الاقليم حركة كبيرة في مجال الصحافة والنشر وظهور العديد من المؤسسات التي تعني بالطباعة والنشر.

الواقع العربي "مثير" للعالم

الاهتمام من قبل وسائل الاعلام بالمشاركة العربية البسيطة كان واضحا ولربما يعود السبب الى اهتمام الغرب بما يجري في العالم العربي. علي النعيمي عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب يقول "ان كل ما يجري في العالم العربي هو مثير للعالم بسبب الحروب والاحداث السياسية التي تشهدها المنطقة. ويضيف "نحن لا ندرك اهمية المشاركة في مثل هذه المعارض، كما يجب علينا ان لا ننتظر الآخرين ان ياتو الينا ويكتبوا عنا احيانا بتحيز او قصور في احيان اخرى."

بقلم سلام جهاد
حقوق الطبع قنطرة 2007

قنطرة

التبادل الأدبي العربي-الألماني
يعتبر الأدب دوما أحد الوسائل الرئيسية في حوار الحضارات، وغالبا ما يتمثل هذا في شكل أنشطة صغيرة تعمل في الخفاء: المترجم والناشر مثلا اللذان يعيشان على حافة الكفاف، ويقتاتان من العمل في التعريف بالثقافة الغريبة المحبوبة. ونقدم هنا مبادرات ألمانية وعربية

معرض فرانكفورت 2004
نسلط الأضواء على نتائج المشاركة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، من خلال تقديم أصوات ومواقف مختلفة