رياضيون عرب في ألمانيا
هاجر آباؤهم وأمهاتهم إلى ألمانيا وتحول الأولاد إلى رياضيين حققوا الشهرة لبلدانهم الأصلية أيضا. فيصل ابن طالب وعزيز الشرقي مثلا في لعبة التايكواندو ورشيد عزوزي وعبد العزيز أحنفوف في كرة القدم. جميعهم ينحدرون من المغرب. تقرير سمير عواد
في الألعاب الأولمبية التي جرت في العاصمة الاسترالية سيدني في صيف عام 2000 فاجأ فيصل ابن طالب الكثير من المراقبين بفوزه بالميدالية الفضية في لعبة التايكواندو. في ذلك اليوم قامت احتفالات بهذا الفوز في الدار البيضاء وكذلك في مدينة أوفينباخ الألمانية. ذلك أن فيصل ابن طالب ألماني من أصل مغربي شارك في سيدني ضمن الفريق الأولمبي الألماني وحقق هذا النصر الكبير.
وكان قد سبقه بالفوز في البطولة الألمانية وبطولة أوروبا ابن جلدته المقيم في مدينة بون عزيز الشرقي وكلاهما ساهما في حد كبير في الترويج للعبة التايكواندو ومنحوا أبناء الجاليات الأجنبية في ألمانيا فرصة الاندماج في الرياضة الألمانية والحصول على فرصة التدرج وتحقيق الشهرة.
في تشرين ثاني/نوفمبر عام 2001 اجتمع عزيز الشرقي مع عدد من أبطال اللعبة الألمان وأسسوا نادي التايكواندو الأولمبي في ضاحية باد غودسبيرغ بمدينة بون. ويساهم هذا النادي اليوم في إعداد هواة لعبة التايكواندو وتحضيرهم للمشاركة في البطولات والمسابقات الألمانية والدولية.
وقد حظي الشرقي بتكريم في ألمانيا وفي المغرب إسوة بفيصل ابن طالب ويعمل اليوم بوظيفة مدرب رياضة في الجيش الألماني. إلى جانب لاعبين ألمان من مختلف الأعمار هناك أيضا فتيات يمارسن لعبة التايكواندو مثل نورية شهاب وسمير كشيمي وكذلك حياة مهاني. وتعتقد هؤلاء الفتيات أن لديهن فرصة واقعية في اللعب لألمانيا في المستقبل.
الاندماج عبر الرياضة
في السبعينات كان العمال المغاربة يتوافدون على ألمانيا في إطار اتفاقية بين البلدين. كان من المقرر أن يمضي العمال الضيوف سنوات قليلة في ألمانيا ثم يعودوا إلى بلدانهم الأصلية. لكن في الغضون يعيش أبناء الجيل الثالث في ألمانيا.
وأن يكون الرياضيون الألمان من أصل عربي وخاصة المغاربة قد حققوا قفزة هامة على الصعيد الرياضي في ألمانيا وهذا يعود إلى الجهود المضنية التي قام بها جماعة من العمال المغاربة.
ففي مدينة بون الواقعة في ولاية شمال الراين/وستفاليا أسس مهاجرون مغاربة النادي الرياضي المغربي الذي راح يعتني بالأولاد المغاربة وأنشئت فرق كرة القدم التي راحت تشارك في المسابقات المحلية التي تجري في الولاية وخارجها. الجدير بالذكر أن هناك ما يربو عن 81 ألف مغربي يعيشون بصورة دائمة في ألمانيا يقيم غالبيتهم في ولاية شمال الراين/وستفاليا.
لاعبون عرب في الدوري الالماني
حتى نهاية الموسم الماضي كان هناك ثمانية لاعبين عرب يلعبون لأندية في الدوري الممتاز(بوندسليغا) وستة يلعبون لأندية في الدرجة الثانية.
وشهدت التسعينيات أبرز حضور كروي عربي في ألمانيا من خلال لاعب الدفاع في فريق كايزرزلاوترن المصري هاني رمزي وأبناء بلده رضوان ياسر(هانزا روستوك) ومحمد عماره وأحمد حسني(شتوتغارت).
لكن برز فريق أف سي فرايبورغ كأبرز فريق ألماني فتح بابه أمام لاعبين عرب كالهداف التونسي عادل السليمي ولاعب خط الوسط الزبير بيه واللاعب الفرنسي من أصل عربي عبدو رمضاني وكذلك التونسي مهدي بن سليماني.
زيدان كمثال
ومما لا شك فيه أن الشهرة العالمية الواسعة التي حصل عليها اللاعب الفرنسي من أصل جزائري زين الدين زيدان شجعت أبناء الجيل الجديد من العرب خاصة في أوروبا ليحذو حذوه. والحياة التي مر بها زيدان لا تختلف عن حياة أبناء الغاربة اليوم في أوروبا فقد جاء مع أسرته لتحصيل القوت في أوروبا واستثمر موهبته الكروية وحقق من وراءها المال والشهرة.
أنه الحلم الذي يراود عبد العزيز أحنفوف الذي يلعب لفريق أونتر هاخينغ البافاري أحد أبرز فرق الدرجة الثانية. ورغم أنه يحمل لقب(أمير المغرب) إلا أنه من مواليد مدينة فلورزهايم.
وفقا للإحصائيات فإن أكبر عدد من اللاعبين من أصل عربي في أندية الدرجة الثانية في ألمانيا ينحدرون من أصل مغربي.
أما سيرة حياة اللاعب المغربي رشيد عزوزي فإنها نموذجية إذ جاء لألمانيا كمهاجر مع أسرته ولم يكن يزيد عمره عن عامين. تعرف رشيد على لعبة كرة القدم من خلال شقيقه ولاحقا حين انخرط عزوزي في صفوف شباب فريق هيرتا ماريادورف تنبه إليه مدربون في فريق أف سي كولون وانضم لصفوف هذا الفريق. في نفس الوقت تابع دراسته في مجال التجارة.
انضم عزوزي لفريق أم أس فاو دويزبورغ وكان في سن الثامنة عشر من العمر حين وقع على عقد كلاعب محترف ونجح في أول موسم بالصعود مع دويزبورغ إلى الدوري الممتاز. لكنه عاش مع فريقه أيضا تجربة السقوط لمصاف الدرجة الثانية والعودة إلى الدوري الممتاز.
في هذا الوقت كان لاعبا دوليا حقق مع منتخب بلاده الفوز ببطولات إفريقية وعربية واستقال من المنتخب بعد نهاية بطولة العالم عام 1998 التي جرت في فرنسا. يعد عزوزي للمستقبل وهو بصدد الحصول على رخصة لتدريب اللعبة ولا يتصور أنه سيزاول مهنة أخرى في حياته غير كرة القدم.
سمير عواد، حقوق الطبع قنطرة 2004