خطابات حول المجتمع المدني في الشرق الأوسط

إصدار حديث يتناول المناقشة الدائرة حول المجتمع المدني في المنطقة العربية وإسرائيل وإيران. مراجعة بقلم لانرت ليمان

خطابات حول المجتمع المدني في الشرق الأوسط

تملأ الكتب حول المجتمع المدني مكتبات بكاملها. إلا أن المناقشات الداخلية في الشرق الأوسط حول إقامة بنية مدنية لم توثق إلا قليلا. ربما لأن المفهوم قد طور في الغرب. وربما أيضا لأن المرء يميل هنا في هذه البلاد إلى الحديث عن الناس في الشرق الأوسط أكثر من الحديث معهم. لذلك أيضا يقاوم نقاد ايرانيون للمجتمع المدني نقل ظاهرة "موجودة في الغرب لذلك يتوجب علينا أن نملكها نحن أيضا."

يقوم عمرو حمزاوي، أصغر شيرازي وانغيليكا تيم بالبحث ويعملون في مكتب سياسة الشرق الأدنى في جامعة برلين الحرة. إنهم يتناولون المناقشة حول ما هو لصالح مجتمع مدني وما هو ضده في المنطقة العربية وفي إيران وإسرائيل. وتختلف الخطابات باختلاف هذه المناطق الثلاث.

المنطقة العربية

يشخص عمرو حمزاوي "خطاب أزمات" في المنطقة العربية الذي منح منذ نهاية الثمانينات المناقشة حول المجتمع المدني زخمها، أزمة الدولة القومية و صعود الإسلاميين تماشيا مع النقاش الدائر حول العلمانية، كذلك التغييرات العالمية بعد نهاية الحرب الباردة في البلدان العربية مهدت الطريق تقريبا إلى تردي مستوى المعيشة وأدت إلى فقدان الأنظمة الاستبدادية شرعيتها. إلا أن السبل التي تجري مناقشتها والتي يمكن أن تقود إلى تقوية المؤسسات المدنية مختلفة اختلافا لا يكاد يمكن تجاوزه. فالخلاف قائم حتى حول البداية: هل يمكن نقل مفهوم تطور في ظل التقاليد الأوربية الغربية إلى مجتمع آخر؟ ما هي وظائف التقاليد الخاصة والدين؟ هل المجتمع المدني منطقة علمانية أم أن ممثلي الدين جزء منها؟ يقدم حمزاوي فقرة ممتعة من الأفكار والمفاهيم لعدد من المثقفين العرب من المغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان وسوريا حول ذلك.

إيران

يعود الفضل في تحول مصطلح "المجتمع المدني"، إلى شعار سياسي واكتسابه طابع ثقافة مضادة لمذهب الملالي المحافظين وفق رأي أصغر شيرازي للرئيس الإايراني خاتمي. "حتى لو أخفق خاتمي، فلن يكون هذا نهاية حركة تدعو لمجتمع مدني." إلا أنه يوجد بين الإسلاميين مؤيدون لنموذج الجتمع المدني أيضا. وعدا هذا يناقش العلمانيون والليبراليون واليساريون في إيران بشكل علني إسهام المجتمع في السلطة. وتؤكد الأصوات الكثيرة التي وثق لها شيرازي أن ايران إحدى البلدان ذات التقاليد الأقوى والأمتع في مناقشات الخطاب السياسي في الشرق الأوسط.

إسرائيل

تحتل المناقشة في إسرائيل موقعا خاصا، حيث تتألف غالبية السكان هنا من مهاجرين من أصول مختلفة. تحاول كل مجموعة أن تنظم نفسها، من أجل الحصول على الاعتراف والحقوق. يضاف إلى ذلك عدد العرب الذين يعيشون في إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية. ولا ينبغي أن ننسى التدخل المباشر تارة وغير المباشر تارة أخرى من يهود المهجر. فإذا كانت العقيدة الصهيونية قد سادت زمنا طويلا في البلاد، فإن المنظمات غير الحكومية، مثل تجمعات النساء ونشطاء حقوق الإنسان، توسع اليوم بشكل متزايد المناقشة العلنية في أقل الديموقراطيات تجانسا في العالم، والتي ترسم انغيليكا تيم تطورها تاريخيا.

ما يأخذه المرء على هذا الكتاب فقط أن عمرو حمزاوي يساوي بين مثقفي منطقة البحر المتوسط العرب الذين لا يجمع بين البلدان التي ينحدرون منها تطور اجتماعي واحد. وينسى أن الكثيرين منهم متأثرون بإقامتهم في المنفى. كما يغفل أصواتا من دول الخليج والعراق.

لينارت ليمان، قنطرة يونيو/حزيران 2003
ترجمة: سالمة صالح

صدر الكتاب باللغة الإنكليزية عن درا نشر هانز شيلر:
عمرو حمزاوي (ناشر)، "المجتمع المدني في الشرق الأوسط" دار نشر هانز شيللر، برلين 2003 ، 124 صفحة.
www.verlag-hans-schiler-de