استخدام لفظ "نقد الإسلام" أفضل من لفظ "معاداة الإسلام"

فخ العنصرية: "في البدء يتم حرمان الإسلام من مكانته كدين ويتم تصنيفه على أنَّه أيديولوجيا سياسية، ثم يتم التأكيد على حرِّية المُعتَقد والضمير والعقيدة - ولكن فيما يتعلق بالإسلام يتم على الفور إلغاء هذا الالتزام لأنَّ هذه الحقوق الدستورية لا تنطبق على الأيديولوجيا السياسية"!

حين يُتَحَدَّث عن "معاداة الإسلام" في ألمانيا يدُبُّ دومًا نقاشٌ حول دور حزب "البديل من أجل ألمانيا" المساهِم في "الإسلاموفوبيا"، وذلك نظرًا لاستناد هذا الحزب نفسه على أن ممارسته انتقاد الإسلام إنما هي نقدٌ للدين تكفله حُرِّية التعبير. غير أنَّ النقَّاد يتَّهمون هذا الحزب بالعمل على تأجيج مشاعر الاستياء الخفية الموجودة مسبقا [في ألمانيا تجاه الإسلام والمسلمين].

ولكن السؤال المطروح هنا هو إنْ كان ما يصرِّح به حزب "البديل من أجل ألمانيا" -في بياناته وحواراته وبرامجه الحزبية- انتقادًا بالفعل للدين أَم تغطيةً على معاداةٍ متأصلة فيه للإسلام ولمن يُوسَمُون بأنهم مسلمات ومسلمون.

فأين ينتهي انتقاد الدين وأين تبدأ معاداة الإسلام؟ يبقى هذا السؤال خِلافيًا - بصرف النظر عن الأقوال أو الأفعال ذات الصلة من الناحية الجنائية.

ورد في برنامج حزب "البديل من أجل ألمانيا" لعام 2016 "نقد الدين" وَ "نقد الإسلام" جنبًا إلى جنب ضمن صيغة مفادها: "نقد الدين، وكذلك نقد الإسلام، أمر مشروع ضمن سياق القوانين العامة كجزء من الحقِّ الأساسي في حرِّية التعبير عن الرأي. (...) حزبُ البديل من أجل ألمانيا يدعم جهود منتقدي الإسلام من أجل التوعية عن الإسلام والبدء في إصلاحات داخل المجتمع المسلم وتكييف الإسلام مع معايير وقيم الحداثة المُستنيرة".

في مقابلة صحفية، قالت نائبة رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا بياتريكس فون شتورخ إنَّ الإسلام "أيديولوجيا سياسية لا تتوافق مع القانون الأساسي (الدستور الألماني)". وكذلك نيكولاوس فِست -وهو صحفي سابق في مجموعة شبرينغَر الإعلامية أصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية المؤقَّتة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في برلين- صرَّح بعد انضمامه إلى الحزب بهذا التصريح: "أنا لا أَعتبر الإسلام دينًا بقدر ما أَعتبره حركة شمولية تُشبه إلى حدّ كبير الستالينية أو الاشتراكية القومية (النازية)". وأضاف أنَّ الإسلام لا يفصل بين الدولة والدين وهو بالتالي أيديولوجيا سياسية أيضًا. ويَرِِد أيضًا في برنامج حزب "البديل من أجل ألمانيا" ما يُشبه ذلك: "المآذن هي رموز للحكم الإسلامي وبالتالي يجب منعها تمامًا مثلما مُنِعَ الأذان، الذي ينُصّ على ألاّ إلهَ إلَّا الله".