منبر لقيادة التغيير ومساحة للتعبير
تشكل النساء في فلسطين نصف المجتمع فكان هذا دافع أساسي لإنشاء إذاعة "نساء أف أم" لتكون محطة لنقل الصورة الأخرى للمرأة، كما أشارت مديرة المحطة ميسون عودة، التي أضافت قائلة: "وجدنا هناك عددا كبيرا من النساء ولهن دور كبير في المجتمع وبالحياة الفلسطينية العامة، فكان لابد من إبرازها وإبراز صوتهن". وأضافت عودة أنه يمكن من خلال هذه الإذاعة الوصول للشريحة النسائية لرسم صورتهن الإيجابية داخل المجتمع، لأنه هناك نساء رائدات اجتماعيا وسياسيا وإعلاميا بحاجة إلى أن تعمم تجاربهن وقصص نجاحهن لتكون بمثابة إلهام للمرأة الفلسطينية.
وتقدم المحطة برامج ترفيهية وتثقفيه، يسعى من خلالها القائمون عليها إلى تعزيز ثقة المرأة بنفسها وقدراتها وإبراز خبرات نساء أخريات نجحن في مجال معين ومحاولة للاستفادة من هذه الخبرات وتعميمها، مشكلة بذلك جسراً من التواصل بين النساء وبين همومهن وتطلعاتهن في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وكذلك تشكل الإذاعة منبرا للتوعية الثقافية والصحية وفي مجال التغذية السليمة للمرأة وطفلها.
واعتبرت الإعلامية عودة أن المحطة تسعى إلى إحداث تغيير نابع من داخل المرأة ذاتها وإيجاد رؤية تجمع التثقيف والتعليم دون مهاجمة العادات والتقاليد. كما أكدت أن الإذاعة لا تسعى إلى الصدام مع أفكار المجتمع، وإنما التركيز على جوانب القوة في المرأة الفلسطينية وإمكانيات التغيير في العادات السلبية والمواقف غير المنصفة بحق المرأة الفلسطينية بطريقة غير مباشرة وغير تلقينية. وتقول عودة إن المرأة الفلسطينية لها نوع من الخصوصية؛ فهي امرأة مناضله ثقافيا وسياسيا واجتماعيا استطاعت أن تحافظ على كيانها وتثبت نفسها.
نافذة إذاعية على المجتمع الذكري
وتشكل الإذاعة نافذة على المجتمع الذكوري المسيطر في المجتمعات الشرقية الذي تحاول المرأة من خلالها الوصول للرجل لمشاركتها همومها وتطلعاتها وإيجاد مساحة من النقاش وتبادل المعلومات والخبرات بعيدا عن التفرد في اتخاذ القرارات. كما تهدف إلى تغيير صورة المرأة المشوهة في كثير من الأحيان عند الرجل في عدم كفاءتها وقدرتها على القيادة في الحياة الخاصة والعامة من خلال إبراز قصص نجاح لنساء رائدات في المجتمع ، موفرة بذلك أرضية للتواصل ولالتقاء. وتضيف مديرة الإذاعة "وجدنا قسما كبيرا من المهتمين ببرامج الإذاعة من الرجال، ولذا فنحن نسعى إلى تحقيق رؤية الرجل كشريك ونحن بحاجة إلى الرجل لكي يناقشنا لأنه دونه لا يمكن أن يكون هناك تغيير، فنحن لا نسعى إلى عزل الرجل".
وتضيف الإذاعة بعدا جديدا للمرأة بحيث تصبح منتجة إعلامية بدلا من أن تكون مستهلكة ومهمشة. كما ستوفر الإذاعة فرصة للنساء للتدريب وتطوير مهارتهن الإعلامية لتكون محطة لإطلاق العنان للمرأة في المجتمع للتعبير عن قضياها وحقوقها وإبرازها امرأة ايجابية قوية تساهم في تطور المجتمع بعيدا عن الصور النمطية الدارجة.
منبر لقيادة التغيير
وتوفر الإذاعة للمرأة مدخلا جديدا على المجتمع كما تقول الطبيبة ديانا سعيد، احدى المستمعات الدائمات لبرامج الإذاعة، وترى أن إنشاء محطة إذاعية للمرأة يمكنها من استلام زمام الأمور في التعبير عن قضاياها وحقوقها، لأنها هي الأجدر في قيادة التغير للمرأة من خلال الإعلام الذي في الغالب يحاور المرأة من زوايا التخلف والتثقيف ولا يتطرق إلى إنجازاتها التي من شأنها توضيح الصورة الحقيقة للمرأة في المجتمع وبالتالي نستطيع من خلال هذه المحطة توفير مساحة حرة لنا في تبادل الحوار مع المجتمع . وأضافت قائلة: "أتمنى من القائمين على الإذاعة عدم الدخول مع الرجل كطرف صراع حتى لا نوسع الفجوة وأن تكون محطة للتلاقي والحوار المتبادل".
وأما الشاب أحمد فضيل خريج علم الاجتماع فقد أكد أن المرأة قطعت شوطا كبيرا من الإنجازات والتقدم في كافة المجالات ولكنها تسعى لإيجاد مكان ومنبر لمنافسة الرجل سواء من خلال الإذاعات أو مؤسسات المرأة التي تنتشر بشكل كبير في كافات المدن والقرى الفلسطينية لإبراز المرأة بأنها هي التي تقود عجلة التغير والبناء في المجتمع وهذا من شأنه أن يخلق نوعا من الصدام في الأفكار والعادات المتعارف عليها في المجتمع، وفق رؤيته.
وترى عودة أن هناك تباينا في مساحة التعبير للمرأة من منطقة إلى أخرى برغم أن فلسطين بلد صغير، إلا أنه هناك تنوع ثقافي واجتماعي يختلف من منطقة لأخرى وهناك بعض التمثيل للمرأة في بعض المناطق من قبل الجمعيات النسوية ونحن قطعنا شوطا كبيرا في مجال حرية التعبير عند المرأة. غير أنها أضافت أن هناك تهميشا في مختلف المحطات الإذاعية المحلية للمرأة، إذ لا توجد مواضيع مكرسة لها والمكرس هو الشيء التقليدي مثل مواضيع المطبخ والجمال والأشياء السلبية للمرأة وضحايا العنف الأسري. وأكدت أن هذه الإذاعة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط تسعى إلى الوسطية وكذلك إبراز المرأة غير المهمشة حتى نستطيع أن نجذب المرأة المهشمة ونتحدث عن مشاكلها وهمومها .
مهند حامد
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010
قنطرة
يلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس:
من الأراضي الفلسطينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية
تدور قصة فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية الأصل شيرين دعيبس حول قصة عائلة فلسطينية هاجرت من الضفة الغربية إلى وسط غرب الولايات المتحدة. هذه القصة تحقق المعادلة الصعبة بين الدراما والكوميديا دون أن تجعل الفيلم مبتذلاً. رشا خياط شاهدت الفيلم وأجرت حواراً مع المخرجة وكاتبة السيناريو دعيبس.
الفيلم الفلسطيني "المرّ والرمَّان" للمخرجة نجوى نجَّار:
فيلم التناقضات....عالم الغرائبيات
"المرّ والرمَّان" هو اسم الفيلم الفلسطيني الذي نال إعجاب المشاهدين أثناء عرضه في المهرجان السينمائي البرليني. وهذا الفيلم يصوِّر حياة الفلسطينيين العادية بكل تعقيداتها السياسية والاقتصادية في زحمة الصراع الشرق الأوسطي. أنتيه باور شاهدت الفيلم وكتبت عنه هذه القراءة.
حوار مع الطبيبة الفلسطينية جمانة عودة حاملة جائزة نوبل للأطفال:
"أنا نصيرة الأطفال المهمشين في مجتمعنا"
الطبيبة الفلسطينية، جمانة عودة، كرست حياتها لخدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تأسيس "مركز الطفل السعيد" لتنال جائزة نوبل للطفولة تكريما لجهودها في تغيير حياة هؤلاء الأطفال ورسم البسمة على شفاههم. مهند حامد التقى الطبيبة وأجرى معها هذا الحوار.