قطر الصغرى الكبرى: 'من أكثر القصص استثنائية في تشكيل الدول في الخليج

لطالما حيّرت الأدوار الكبيرة التي تضطلع بها قطر منظّري السياسة الخارجية. إذ كيف لواحدة من أصغر دول المنطقة أن تنافس دولًا أكبر منها بكثير، مثل مصر، ودولًا أغنى منها مثل السعودية والإمارات، وأن تحافظ على بقائها رغم محاولات عديدة من جيرانها للسيطرة عليها.

العلاقات الأمريكية القطرية «لم تكن يوما أكثر عمقًا مما هي عليه الآن». هكذا صرّح وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره القطري.

في نظريات العلاقات الدولية، يُنظر إلى مساحة الدولة وعدد سكانها وقدراتها العسكرية على أنها عوامل رئيسة في تحديد دورها في الساحة الدولية. لذا، لطالما حيّرت الأدوار الكبيرة التي تضطلع بها قطر منظّري السياسة الخارجية. إذ كيف لواحدة من أصغر دول المنطقة أن تنافس دولًا أكبر منها بكثير، مثل مصر، ودولًا أغنى منها مثل السعودية والإمارات، وأن تحافظ على بقائها رغم محاولات عديدة من جيرانها للسيطرة عليها. 

في مقال من ثلاثة أجزاء، يسعى الكاتب عبد الجواد عمر للإجابة على مجموعة من الأسئلة تثيرها قطر؛ كيف تلعب شبه الجزيرة الصغيرة هذه الأدوار، وما الذي يحفّز سياستها الخارجية، وما الذي يدفعها نحو تبني سياسات تبدو في ظاهرها مؤيّدة للتغيير السياسي في العالم العربي، وهل تموضعها قوّةً سياسية صاعدة يجعلها مختلفة عن قوى الخليج الأخرى؟

 

قطر الصغرى الكبرى (1): الاقتصاد السياسي للاستقواء بالأجنبي

في الجزء الأوّل من السلسلة، يبحث المقال في مجموعة من المخاوف التي تحكم السياسة الخارجية والداخلية لحكام إمارة قطر، من بينها تاريخ طويل من انقلابات القصر داخل الأسرة الحاكمة، وكذلك مطامع دول الجوار في السيطرة على الإمارة وثرواتها. وللتعامل مع هذه المخاوف، لجأت الإمارة إلى مجموعة من الأدوات التي مكنتها من البقاء حتى اليوم، كالعلاقة مع الدول الكبرى، واستغلال التوترات التقليدية في النظام الدولي، خاصة في العالم العربي ودول الجوار، لدفع أجندتها الخاصة والعمل كسمسار قوى.لكن هذه العلاقة، يجادل الكاتب، ورغم ترجيحها مصالح الإمبراطورية دومًا، إلّا أن فيها شكلًا من أشكال التبادلية، إذ وكما أن الولايات المتحدة تسهم في حماية دول الخليج، كل على حدة، من العدو والخصم الداخلي والإقليمي، تسهم هذه الدول كذلك في صنع موقع أمريكا ودورها، عبر أدوات مختلفة، بينها توفير القواعد العسكرية والاستثمار في الأسواق الدولية وغيرها. 

 

قطر الصغرى الكبرى (2): الجزيرة؛ الميلاد الجديد

في الجزء الثاني من المقال، يناقش الكاتب سعي قطر لامتلاك أوسع نفوذ ممكن في المجال الإعلامي والثقافي في العالم العربي، وكيف يتناسب هذا السعي مع أهداف الإمارة ومخاوفها، وعلى رأس هذه المشاريع تأتي قناة الجزيرة، التي كانت رأس حربة في بناء قوة قطر الناعمة في المنطقة، انطلاقًا من فهم قطر أن قناة تلفزيونية تبث المعلومات دون عوائق يمكن أن تغير المشهد الإعلامي في العالم العربي جذريًا. 

فكيف استعملتها الإمارة في نزاعاتها الإقليمية، من السعودية إلى مصر، مرورًا بسوريا، وكيف أسهمت قناة الجزيرة في تعزيز مكانة قطر وحضورها، عربيًا ودوليًا؟

 

قطر الصغرى الكبرى (3): تنافسٌ على ضفاف الخليج 

هذه المكانة التي حققتها قطر، تحققت كذلك بفعل شكلين من أشكال القوة الناعمة التي سعت الإمارة لامتلاكها، الأول هو تحويل الدوحة لعاصمة سياسية للشرق الأوسط، تستقبل المعارضين والمثقفين المنفيين، وتصوغ مشاريعهم، وكذلك تتوسط في النزاعات الإقليمية، من لبنان إلى السودان مرورًا بفلسطين.

أمّا الشكل الثاني فهو الإنفاق بلا حساب في مجالي الثقافة والرياضة. وعبر هذا الإنفاق تمكّنت قطر من التحول إلى مركز ثقافي في المنطقة والعالم، ونجحت في تحقيق انتصارات رياضية سياسية كان على رأسها استضافة كأس العالم 2022، وهو الحدث الذي لم تتمكّن دول أكبر في المنطقة والعالم من استضافته.

 

قطر الصغرى الكبرى - 7iber | حبر