حوار القلوب
هذا الكتيب هو دليل القارئ الذكي في الوصول إلى السعادة الزوجية في حالات الزواج الإسلامي-المسيحي وقد ألفته باحثة إسلامية بناء على حوارات أجرتها مع بعض أصحاب الزيجات المختلطة، سيلفيا فاغنر تقدمه لنا
كيف تبدأ العلاقة؟
بداية العلاقة ونقطة انطلاقها تختلف عن العلاقات المعتادة، حيث يلتقي شخصان من بلدان ومن ثقافات مختلفة, فيعشقان بعضهما البعض و يريدان العيش معا، فتكون الجاذبية المتبادلة في الغالب أقوى من الرغبة في إيضاح المواقف. في هذه المرحلة بالذات يجب علينا أن نضع كتيب "حوار القلوب" بين يدي العشاق المغرمين.
وفي هذه الحالة ربما يكون من المهم أخذ حجج المشارك ميشائيل بعين الاعتبار حيث يقول: "يجب أخذ موضوع الدين بجد من البداية! في البدء عندما تكون علاقة الحب جديدة يبدو العشاق مستعدين للتجاوب مع آراء بعضهم البعض وللقيام بتسويات متوازنة, و يعتبرون كل شيء في ثقافة ودين الطرف الآخر مستهويا وأخاذا. وإن لم "تنتهز" هذه الفرصة، فلن تكون هناك أسس مشتركة، خصوصا عندما تبدأ المراحل أو المسائل العصيبة."
دليل عملي لكل الأوضاع الحياتية
دوروتي بالم باحثة في الدراسات الإسلامية و علم الأديان المقارنة ولكن دليلها مؤلف بصيغة عملية ومواضيعه مستمدة من تجارب عملها في المؤسسة المسيحية-الإسلامية لعشرات السنين. ومن مميزات الدليل البارزة إنه مبني على تجارب الكثير من المتزوجين والوالدين من ذوي العلاقات المسيحية-الإسلامية بتركيباتها المختلفة والذين شاركوا في مقابلاتها التي عرضتها وشرحتها في الكتيب بشكل مفصل.
تتناول القضايا المطروحة أنواع وأشكال العلاقات الثنائية وعقد القران والمسائل الحساسة، مثل السؤال "كيف نخبر الوالدين؟" ويقدم كذلك اقتراحات للتحضير المشترك والقيام بالمناسات والمراسم الدينية. تم الاتفاق على أن يقدم المشاركين في المقابلات مقترحاتهم ونصائحهم العملية للمتزوجين.
فزوجان من زيجة مختلطة إيرانية-ألمانية مثلا أوضحا مبدأ تبادل الاحترام إزاء الثقافة الأخرى بالصورة التالية:" لا تتخطى أبدا حدود اللياقة والأدب, أي لا تهاجم أبدا أهلها أو أهله! لا تقل إطلاقا "أختك, أمك, أخاك!"
ومن جانب آخر يمكن للدليل أن يكون مفيدا ومعينا، في مسألة تربية الأطفال مثلا. ويعكس الفصل الخاص بهذا الموضوع مسائل وتحديات العلاقات ثنائية الثقافة والتي تصفها الكاتبة بأنها تتطلب تطوير "ثقافة خاصة داخل الأسرة". كثيرا ما ينبغي أن يوضح مجددا مدى نفوذ عائلات الزوجين الأصلية وكذلك: هل يجب الأخذ بقرار الوالدين في موضوع التعميد والطهور؟ أم بوسع الأولاد أن يتعرفوا على الديانتين و يتقربوا إليهما لاتخاذ قراراتهم الشخصية؟
الحوار يقوي الوعي بالعقيدة
الفصل الختامي يتطرق الى السؤال "حول العقيدة والحياة المشتركة ـ لكن كيف؟" و هنا يشير العنوان "حوار القلوب" الى أبعاده الاضافية. من ضمن تجارب الكاتبة وتجارب بعض المشاركين إن الإيمان الشخصي للزوج أو الزوجة يمر داخل العلاقة إثر الحوار المسيحي الاسلامي بمرحلة من الحيرة ليتعمق من بعدها.
"المفاهيم النابعة من التعصب للعقيدة والتي"نحملها" معنا دون أن نشعر بها داخل أفئدتنا سوف تُصقل". يبدو أن الأسس السليمة القادرة على التحمل هي النابعة من العقلية التي ترى الترابط بين الديانتين المتمثل في التوجه إلى الله ورسالته التي تدعو للسلام.
وخاصة لدى الازواج الذين لهم ميول إلى تقوى أكثر داخلية وصوفية، في مقدورهم أن يمروا بتجارب روحانية و يشتركوا سويا فيها.
يركز الدليل في الدرجة الأولى على الحالات الناجحة من الزيجات بين المسيحيين والمسلمين، ويستبعد الحالات المفزعة لفشل هذه الزيجات والتي يتردد ذكرها كثيرا. لكنه لا يتجاهل مطلقا الصعوبات الحقيقية التي تنشب على أرض الواقع. وهكذا تصل الكاتبة إلى هدفها: أن تعرِّف القارئ على كيفية تغلب الأزواج على العوائق العديدة في حياتهم المسيحية الإسلامية المشتركة. وهكذا تشجعه على هذه الخطوة.
بقلم سيلفيا فاغنر
ترجمة: نرمين شرقاوي