التقاط مشاعر الناس

عين الناظر الذي لا يكتفي من المشاهد بقشرتها، بل بما تشكله هذه المشاهد في الفضاء الذي تتواجد فيه. هذا هو هدف معرض BE-SIDES الذي يقام بمشاركة معهد غوته وامم للابحاث والتوثيق في هنغار امم في الضاحية الجنوبية لبيروت. بقلم فيديل سبيتي

​​عين الناظر الذي لا يكتفي من المشاهد بقشرتها، بل بما تشكله هذه المشاهد في المحيط العام والفضاء الذي تتواجد فيه. هذا هو هدف معرض BE-SIDES الذي يقام بمشاركة معهد غوته وامم للابحاث والتوثيق في هنغار امم في الضاحية الجنوبية لبيروت. بقلم فيديل سبيتي

لم يهدف المعرض الذي احتوى على صور التقطت خلال ورشة عمل اشرفت عليها المصورة الالمانية فراوكة آيغن في صيف 2007 وشارك فيها عدد من الشبان والشابات اللبنانيين والفلسطينيين، الى ابراز تأثيرات حرب تموز على بيروت وضاحيتها ولا التأثير السياسي على الصورة، انما كان محاولة لالتقاط مشاعر الناس بالمعنى العاطفي، والى تطوير لغة مرئية تمكن المشاهد من فهم اللحظة الملتقطة، بالمعنى التقني.

تعاون غوته وامم

يقول لقمان سليم الناشط "في امم للتوثيق والابحاث" ان هذا العمل لم يكن وليد لحظة عرضه بل نتيجة جهد امتد لاشهر ماضية، وكانت الفكرة في البداية ان يقتصر العمل على ورشة عمل للمصورين، حتى اقترحت امم على معهد غوته ان يتم الاستفادة من هذه الورشة والصور عبر عرضها على الجمهور. وهذا المعرض هو حلقة من سلسلة اعمال ستقام بالتعاون بين المؤسستين على المدى الطويل.

وبالنسبة لهذا التعاون بين المعهد الالماني (غوته) والمؤسسة اللبنانية (امم) يقول سليم انه يجب الاعتراف ان الثقافة اللبنانية لن تقوم لها قائمة من دون التمويل الاجنبي والا فإنه على الناشط في الميدان الثقافي ان يلجأ الى بيروقراطية وفساد ومحسوبية السلطات الثقافية في لبنان، فيما بإمكانه العمل مع المنظمات الاوروبية التي تتعاطى بإحتراف مع المواضيع الثقافية.

الطبيعة ووجوه المسنين

بلغ عدد المشاركين في المعرض 12 مشتركا اضافة الى المشرفة فراوكة آيغن. اختار كل منهم موضوعه الاثير، والذي يتعلق بمناظر طبيعية او بحياة شخصية يومية او بحياة مجموعة من البشر في مخيم عين الحلوة الفلسطيني وكذلك علاقة البشر بالطبيعة وبالمدينة وتخالط الطبيعة بالعمران المديني.

تقول المصورة روزي عبلا المختصة في علم النفس العيادي عن مشاركتها:"جعلني العمل بصفة معالجة نفسية ادرك مدى اتكالي على الذاكرة التصويرية لدي بهدف تفهم احوال مرضاي".

ايف عطا لله الذي يعمل كمصور في لبنان والذي تناولت صوره موضوع الطبيعة يقول: "كان الشعور الذي ينبثق مني بعد الحرب الاهلية ان الحياة ستعود جنة. الآن يمكن رؤية النتائج في كل مكان وهي تختلف بألوانها عن الحديقة التي توقعناها. وما ننجزه لا يمكن اسكاته".

اختارت ساندرا فياض تصوير وجوه مسنين واطفال بالابيض والاسود وهي تقول ان تصويرها لوجوه الناس يهدف الى اظهار تعابير اللطافة والطيبة التي تكتنف عيونهم، والى قراءة رواية كل واحد منهم تلك التي تبرزها هذه التعابير.

اراد كريستوف قطريب الذي يعمل كمخرج للاعلانات ان يبرز العلاقة بين الطبيعة والبشر، التداخل بينهما وهو يقول انه توخى من خلال مشاركته في المعرض التصالح مع المحيط من أجل تلطيف وطأة علاقة المحبة-الكراهية مع الوطن، بمجرد النظر اليه كما لو انه يراه للمرة الاولى، وكذلك عن طريق محاولة التقاط فتنته الغامضة.

تجارب شخصية والطفولة

​​رنا مسعد الحائزة على الجائزة الاولى في مباراة "الحاضرة" التي نظمتها صحيفة السفير اللبنانية عام 2004 اختارت تصوير الاشغال العامة في الطرق البيروتية التي باتت جزءا من المشهد العام وهي ترى ان صورها تدل على اهتمامها بالمناظر الطبيعية وامتداد يد البشر الى الفضاء الذي يعيشون فيه، وقد اختارت لهذا المعرض صورا التقتطها على كورنيش المنارة البحري في بيروت.

اختار طارق المقدم تصوير تجارب شخصية يومية حيث يرى انه في بيروت لا يمكن ان تعيش يوما كالآخر ويقول بخصوص صوره:" كانت حياتي اليومية تتمحور حول اكتسابي اول شكل لليوم والسيطرة عليه، اذا يكمن العمل بالنسبة لي حول صورتي وشكلي وشخصي انا، لذا قررت تشكيل ولصق مجموعة من القصاصات عن صوري الشخصية تعود الى حياتي اليومية".

تانيا طرابلسي تعتبر انها في صورها تعود الى جذورها والمكان الذي تسميه بيتها (بيروت):"بيروت سكنت احلامي بعدما اضطررنا الى مغادرتها بسبب الحرب الاهلية. عدت الى بيروت وزرت فورا الاماكن التي شهدت طفولتي وقد اصطحبت كاميرا التصوير خاصتي".

ضحى زيدان فلسطينية ولدت في لبنان وتعمل حاليا مع منظمة الامم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين من اجل تحسين مستوى التلامذة الفلسطينيين في المدارس التابعة لمنظمة الاونروا. تقول حول اشتراكها في المعرض:" بصفتي لاجئة فلسطينية احببت توثيق بعض معالم الحياة في المخيمات بواسطة الكاميرا وتحديدا في مخيم عين الحلوة القريب من صيدا. تبرز صوري الوضع المأسوي الذي ما من احد يعرفه معرفة كاملة".
افتتح المعرض في 19 تشرين الاول وسيستمر حتى 4 تشرين الثاني 2007.

بقلم فيديل سبيتي
حقوق الطبع قنطرة 2007

الحرب الأهلية اللبنانية في ذاكرة الشباب
بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية قامت أمم للتوثيق والأبحاث ببيروت بورشة عمل شبابية، اشترك فيها 25 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشر والتاسعة عشر لتبادل ذكرياتهم عن الحرب الأهلية وتوثيقها. تقرير بيرنهارد هيلينكامب

حوار مع لقمان سليم
حوار مع الناشر ومدير جمعية "أمم للتوثيق والأبحاث" لقمان سليم عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي والتفاهم بين مختلف الثقافات

دروس في السلام
يلتقي لأول مرة فرقاء متصارعون وجهاً لوجه في إطار ورشة عمل نظمتها منظمة بيروتية غير حكومية في عاصمة بلد الأرز لتعريفهم على أشكال الحلول السلمية. تقرير كتبته كريستينا فورش من بيروت

www

أمم للوثائق والأبحاث