لن تغلق أبواب الاكاديمية
لن تغلق أبواب الأكاديمية
بعد الاعتداءات الارهابية البشعة في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر أصبحت ألمانيا أيضا
حساسة جدا. فقد عاش بعض المعتدين الارهابيين المشاركين فيها قبل ذلك فترة طويلة نسبيا في ألمانيا بدون اثارة اهتمام السلطات الامنية الالمانية. ففي ألمانيا يعيش أكثر من ثلاثة ملايين مسلم . واغلبيتهم الساحقة مواطنون أعفاء. من جهة أخرى , فإن هناك أيضا الارهابيين المشاركين في اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر. وهناك خليفة كولونيا الذي دعا الى القيام بأعمال عنف. وهناك أيضا المدرسة العربية في ضواحي Bonn التي اثارت في الاسابيع الماضية اهتمام الرأي العام. وقد افتتحت هذه المدرسة التي تحمل اسم أكاديمية الملك فهد, قبل ثمانية أعوام .
الا أن انتقال الحكومة الالمانية من Bonn الى برلين وانتقال أسر الدبلوماسيين العرب أيضا معها اليها, أديا الى ازدياد عدد تلاميذ أكاديمية الملك فهد والذين يعيشون دائما في ألمانيا وليس مؤقتا فقط. وهم أطفال خاضعون للتعليم الالزامي الالماني. ولذلك لا يسمح لهم بالتعلم في مدرسة تعتمد على منهج تعليمي أجنبي. وينطبق ذلك على أكاديمية الملك فهد, فمنهجها سعودي. وهو يتضمن دروسا كثيرة في اللغة العربية والدين الاسلامي, في حين لا يتضمن الا درسين أسبوعيا في اللغة الالمانية. وعندما أصبح هذا معروفا, قالت وسائل اعلام عديدة ان مثل هذا لا يساهم في اندماج التلاميذ في المجتمع الالماني.
وعلاوة على ذلك كشفت وسائل الاعلام القناع عما هو بديهي . فبطبيعة الحال كانت الاكاديمية الوحيدة من نوعها في ألمانيا جذابة بشكل خاص بالنسبة الى آباء عرب محافظين, وبينهم أشخاص أثاروا اهتمام السلطات الامنية في تحقيقاتها ضد مجموعات اسلامية متطرفة, كما أفادت بعض وسائل الاعلام. وبلغ هذا التطور ذروته, عندما طالبت الصحف المحلية باغلاق المدرسة السعودية بعد أن أساء Jamal Karsli السوري الاصل, رئيس حزب Fakt-Partei المشتبه فيه, استخدام مظاهرة قام بها آباء تلاميذ المدرسة. فقد اتهم ألمانيا باضطهاد المسلمين.
كلمات واضحة
ولحسن الحظ أدلت الادارة الاقليمية المختصة الآن في مؤتمر صحفي في كولونيا بتصريحات واضحة بهذا الشأن. وبموجبها لن تغلق السلطات الالمانية أكاديمية الملك فهد. الا أنه يجب على تلاميذها الخاضعين للتعليم الالزامي الالماني أن ينتقلوا الى المدارس الالمانية التي تقدم جميعها تقريبا منذ فترة تعليما دينيا اسلاميا. ولن يقبل الجانب الالماني والجانب السعودي على حد سواء في المستقبل أي نوع من التطرف الديني لأكاديمية الملك الفهد . وعليه ليس من المقرر حتى الان أن تراقبها السلطات الامنية الالمانية.
بيتر فيليب، دويتشه فيلله 2003
ترجمة أخيم زيكلو