مفتش سري عالمي
مفتش سري عالمي
منذ عشر سنوات توجد منظمة "الشاهد العالمي"Global Witness. لها مكتب رئيسي في لندن ومكاتب عمل في آسيا وأفريقيا، في كل مكان حيث يتم التجارة بالمواد الخام بين ما يسمى "بالعالم الأول" وبين حكومات فاسدة أو ديكتاتوريين لما يسمى "بالعالم الثالث". وتلاحق المنظمة عمل الشركاء التجاريين لمراقبة مصير ملياردات الدولارات. ويمكن للمرء أن يصف المنظمة كنوع من المفتش السري التجاري -البيئوي العالمي. تقرير هيلله يبيسين من الدويتشه فيلله.
"في البداية سخر الناس منا، على الأخص في كمبوديا. حيث قال الجميع لا أحد يستطيع توقيف هذا، ولا يستطيع أحد مراقبة هذه التجارة، ولكننا أثبتنا العكس. لقد أغلقنا الحدود من كمبوديا إلى تايلاند، وساعدنا في القضاء على الخمير الحمر. أغلقنا معابرهم إلى الخشب والمال، ونفس الشيء حققناه مع تجارة الماس. وسوف نحقق ذلك مرّة أخرى إذا تعلق الأمر بالنفط والفساد". اليكس يارسلي يعمل لحساب منظمة الشاهد العالمي. Global Witness يقع المكتب الرئيسي في لندن حيث يعمل 25 شخصا. وهناك أيضا 15 شخصا يعملون في مكاتب المشروع في أفريقيا وآسيا. بالضبط بضع من الأشخاص حققوا في السنوات العشر الأخيرة منذ تأسيس " الشاهد العالمي " إنجازات هامة جدا على المستوى الدولي.
ما هو سبب فقر بلدان غنية؟
يمكننا وصف العاملين بمفتشي بيئة واقتصاد عالميين. عملهم هو: جمع الحقائق حول العمليات المشبوهة التي تديرها الشركات متعددة الجنسيات وشركاؤها الفاسدين في أفقر بلدان العالم.
الحقيقة أن الفكرة الأساسية هو البحث عن الأجوبة على الأسئلة التالية: لماذا تعدّ بلدان، غنية بالمواد الخام ذات القيمة العالية، من أفقر بلدان العالم؟ ولماذا يخصص فتات يسير من ملياردات الدولارات للتعليم والصحة وللبنى التحتية للبلد؟ هناك دوما أعضاء الحكومة الفاسدون، ديكتاتوريون أو متمردون مسلحون يملكون الأرصدة الكبيرة في الخارج المضمونة، وفي الوقت نفسه تصرف ملايين الدولارات على حرب أهلية يكون ضحاياها دوما هم المدنيون.
بطبيعة الحال لا توجد شركات ولا بائعون يعطون طوعا معلومات حول أساليب عملهم المشينة ولهذا تعمل منظمة الشاهد العالمية Global Witness في كل حملة سويا مع المنظمات غير الحكومية المحلية ومع أفراد. فقط عندما تكون الحقائق فعلا صحيحة وقابلة للإثبات عندها تكون لتقارير المنظمة مصداقيتها حتى عند الحكومات والمنظمات التي تقدم إليها التقارير. وقد تكون هذه البنك الدولي أو الأمم المتحدة ، صندوق النقد الدولي أو حتى حكومات البلدان المختلفة.
ولكن في البدء دائما يكون الجمع المضني للحقائق. جزء من هذه الحقائق يوجد في تقاريرعمل الشركات. إذا تمّ قطع الأخشاب في غابات الأمطار الاستوائية في كمبوديا بطرق غير قانونية فمن الممكن إثبات ذلك عن طريق تسجيلات الأقمار الصناعية؛ لكن الناس في مواقع الحدث هم أهم مصدر للمعلومات: "غالبا ما نرى أنفسنا كمفتشين لحماية البيئة. إننا نطبق طرق تحري تقليدية .إننا نتحرى بالتخفي، وننصب كاميرات خفية لأجل الحصول على تسجيلات إثبات ونزوَد من الداخل بمعلومات ليس في مقدورنا الاقتراب منها".
نشر النتائج
عند الإنتهاء من التحريات تصاغ النتائج في تقرير يوزع بحسب الحاجة على الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وعلى الحكومات المختلفة. وبطبيعة الحال على ذوي العلاقة أنفسهم. إضافة إلى نشره في الإنترنت وأيضا بلغة البلد المعني بالموضوع. وأصبحت تقارير الشاهد العالمي تعدّ من بين الوثائق الموثوقة والأكثر مصداقية، ايضا في الامم المتحدة حين يتعلق الامر بالمقاطعة التجارية والعقوبات الاقتصادية. إن التحقيقات النزيهة في المواضيع وطرق الحل التي ترفقها دائما الشاهد العالمي اكتسبت وزنا حتى على المستوى الدولي: "إننا لا نحلل فقط المشاكل، اننا نقدم في الوقت ذاته مقترحات حلول، والتي نراها عملية وناجعة. وهذا أيضا، كما اعتقد جزء من نجاحنا ".
لا يموَل الشاهد العالمي بطبيعة الحال من قبل الحكومات أو الشركات متعددة الجنسيات ولا من منظمات عالمية. إن الشاهد العالمي عالميا من قبل المنظمات غير الحكومية في المقام الأول، مثل "اوكسفام"Oxfam البريطانية، من الأموال المستقلة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأيضا من منظمات حقوق الانسان كذلك من شخصيات خاصة في مقدورها التبرع. هكذا وللمرة الثانية كانت الشاهد العالمي في الدائرة الأضيق في الترشيح لجائزة نوبل للسلام، يمكن القول في الجولة الأخيرة.
اليكس يارسلي كان مسرورا بشان الفائزة بجائزة هذه السنة، الايرانية داعية حقوق الانسان شيرين عبادي:
"ذلك رائع، أن نصل حتى الجولة النهائية. إنه بلا شك اعتراف بالموضوعات التي نكرّس أنفسنا لها، وهذا هو المهم: أن تدخل المواضيع في وعي الرأي العام. وبطبيعة الحال فان الترشيح لجائزة نوبل يشكل دعما كبيرا."
هيلله يبيسن، دويتشه فيلله 2003
ترجمة مصطفى السليمان