مشروع نسائي لتجاوز الإشارات الحمراء للمجتمع؟

في خطوة هي الأولى من نوعها في المنطقة ستجوب سيارات أجرة "ليدز تاكسي" شوارع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. هذه السيارات التي تشكل حكرا على الجنس اللطيف قيادة وركوبا أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الفلسطينية بين مؤيد ومتخوف ومتحفظ. مهند حامد يعرفنا بهذا المشروع والجدل حوله.

سيارات أجرة "تاكسي" حكرا على الجنس اللطيف قيادة وركوبا ستجوب شوارع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية قريبا، لتفتح بذلك عدسات وعيون المجتمع على المرأة التي ستتجاوز من خلاله سائقاتها إشارات المرور الحمراء الذي وضعها المجتمع بعاداته وثقافته المحلية المتحفظة على الكثير من المهن التي تمارسها المرأة.

ويأتي هذا المشروع "ليدز تكسي" والأول من نوعه في المنطقة بمبادرة من قبل الشابتين سلام زيتون ومرام أبو منشار، طالبتين في علم النفس في جامعة الخليل، وسينفذ بأشراف من شركة "إشراقات" للتدريب والتطوير والتنمية البشرية.وأشار مديرها العام حازم التكروري إلى أن المشروع تبلور من خلال عقد عدد من الدورات التدريبية للطلبة وارتأينا القيام بمشروع غريب وجديد يخدم المجتمع ومن شأنه المساهمة في دفع المجتمع إلى الأمام.

"تاكسي" لحماية حقوق المرأة وفق أصحاب المشروع

وتضيف سلام زيتون وجدنا تقبلا كبيرا من المجتمع لهذه الفكرة من خلال استطلاع رأي آخر قمنا به ووجدنا أن 97 في المائة من المستطلع آراؤهم من الفتيات يدعمن هذا المشروع ويوضحن أنهن بحاجه إلى إقامة كيان خاص بهن في ظل مجتمع تحكمه في كثير من الأحيان عادات وتقاليد تنتقص من حقوق المرأة. ومن حقنا التمتع بهامش من الحرية وإن كان هذا المشروع لا يعني بداية انغلاق المرأة على نفسها وعلى المجتمع وإنما بداية مشاركة الرجل في كل مجالات الحياة .

وأشار التكروري من خلال إعلانات وملصقات بسيطة أعلنا أننا بحاجة إلى سائقات "تاكسي" عمومي، إذ فوجئنا بعدد كبير من طلبات التوظيف التي تجاوزت المائة وجميعهن خريجات جامعيا. وهذا يعكس مدى حاجة المجتمع الفلسطيني لفتح فرص أمام المرأة القادرة على تخطي سلبيات المجتمع والانخراط به على حد وصف القائمات على هذا المشروع. وسيقتصر عمل السائقات داخل الشوارع الرئيسة في المدينة وفي فترة النهار فقط لاعتبارات اجتماعيه، وسنقوم بتعميم التجربة على كافة المدن الضفة الغربية وقطاع غزة.ويوفر هذا المشروع فرصه للمرأة لمواجهة المجتمع بسلبياته ، ويطلق العنان للمرأة لكسر سياسية "العيب" المنتشرة في المجتمعات المحافظة.

"فمجتمعنا بحاجه إلى من يحركه ويوجهه إلى مبادرات وأفكار ومشاريع جريئة للنهوض بأنفسنا، في البداية سنقابل بمعارضه ولكن تدريجيا ستنخفض الأصوات السلبية وتتلاشى لأننا جميعا نؤمن وسندرك بضرورة التغير والانخراط في المجتمع"، كما تقول مرام أبو منشار.

ولكن أليس هذا تاكسي"الفصل الجندري"؟

المشروع النسائي يفتح مجالا للنقاش والتساؤل حول ضرورة هذا الفصل وتأثيره على المجتمع، وهل ستصبح سيارات الأجرة أيضا رمزا لأحد معالم الفصل التي تحمل في مجتمعنا "للنساء فقط". وهل يعزز سلوكا سيئا للفصل بين الرجل والمرأة ويعزز التهميش ضد المرأة باعتبارها "عورة" يجب الحفاظ عليها .

لا ترى الناشطة النسائية والأخصائية الاجتماعية الأستاذة فاطمة عييدة، المحاضرة في جامعة الخليل، أن هذا المشروع نوعا من الفصل "الجندري" وإنما نوع من تطور في المستوى الوعي الفكري ودخول المرأة مرحلة التحدي للمجتمع، والفكرة تتجاوب مع مجتمع محافظ وهي نوع من الاستجابة إلى شريحة مجتمعية . وترى فيه نوعا من تحقيق الذات وإثبات الجدارة والوصول إلى تكامل مع الرجل. وتدعو عييدة إلى التعامل مع المجتمعات المحافظة مع مفاهيم إثبات الوجود وتمكين المرأة وتطويرها بدلا من مفاهيم الانفتاح التي من شانها إثارة المجتمعات المحافظة ضد هذه المشاريع .

وترى الباحثة في جامعة الخليل أن مثل هذه المشاريع تتيح للمرأة الفرصة لدخول عالم الرجال والتمرد على كثير من العادات والتقاليد الخاطئة والسلبية، من خلال تهيئة المجتمع للقبول بالأفكار الجديدة بالقيام بحملات التوعية والتثقيف للقيام بنقل الأفكار الجديدة. وفي الوقت نفسه فإن الآراء تتباين حول هذا المشروع بين المواطنين، فسائق التاكسي أحمد علامه رحب بدخول المرأة إلى ميدان عمله، داعيا في الوقت ذاته إلى عدم اقتصار نقل الركاب على النساء فقط . أما أبو يوسف سائق تاكسي آخر فعبر عن استهجانه واستغرابه من هذه الفكرة التي من شأنها أن تضع المرأة موضع تساؤل في مجتمعنا لتجاوزها حدود العادات والمتعارف عليه في مجتمعنا المحافظ.

مهند حامد
حقوق النشر: قنطرة 2010

قنطرة

العنف ضد النساء في الأراضي المحتلة
على حساب الضعفاء!
أدى فوز حماس الى نتائج لم تكن متوقعة، فبعد إيقاف الدعم المالي المقدم الى الفلسطينيين ازداد التحرش الجنسي بالنساء في المناطق الفلسطينية، وبخاصة في مخيمات اللاجئين. تقرير من بيترا تابلينغ حول هذا الوضع المأساوي في الأراضي المحتلة

نساء رائدات:
نحتاج إلى ضغط من الخارج
منحت الناشطة الفلسطينية نبيلة اسبانيولي عن جهودها من أجل حقوق الإنسان والسلام في الشرق الأوسط جائزة آخن للسلام. بورتريه بقلم مارتينا صبرا

فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس:
من الأراضي الفلسطينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية
تدور قصة فيلم "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية الأصل شيرين دعيبس حول قصة عائلة فلسطينية هاجرت من الضفة الغربية إلى وسط غرب الولايات المتحدة. هذه القصة تحقق المعادلة الصعبة بين الدراما والكوميديا دون أن تجعل الفيلم مبتذلاً. رشا خياط شاهدت الفيلم وأجرت حواراً مع المخرجة وكاتبة السيناريو دعيبس.