مطلوب تحرك دولي لوقف دوامة العنف

يري خبير الشؤون الشرق الأوسطية بيتر فيليب أن على المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بالكلمات والشعارات الرنانة، بل العمل على وضع حد للتصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة وأن طرفي الصراع يكرران أخطاء ارتكبت أكثر من مرة.

يرى خبير الشؤون الشرق الأوسطية بيتر فيليب أن على المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بالكلمات والشعارات الرنانة، بل العمل على وضع حد للتصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة وأن طرفي الصراع يكرران أخطاء ارتكبت أكثر من مرة

​​لا توجد دولة في العالم تقبل بأن يتم قصف أراضيها بالصواريخ من دون أن تهب للدفاع عن نفسها. ومن هذا المنطلق تعول إسرائيل على تفهم دولي لعمليتها العسكرية الواسعة، التي بدأتها في قطاع غزة الخاضع لسلطة حركة حماس بعدما قُصفت بصواريخ القسام طوال الأيام والشهور الماضية.

لكن حركة حماس وغيرها من الحركات الفلسطينية سارعت إلى الانتقام بإطلاق صواريخ جديدة على جنوب إسرائيل، ما يعني أن الوضع بات ينبئ بكارثة جديدة غير معروفة العواقب. وفضلا عن ذلك فإن هذا التصعيد قدم دليلا قاطعا على فشل مؤتمر أنابوليس للسلام، الذي أخذ على عاتقه إيجاد حل لأزمة الشرق الأوسط حتى نهاية هذا العام.

تكرار أخطاء ارتكبت أكثر من مرة

إلا أن إسرائيل ستقوم بخطأ جسيم، إذا ما اعتقدت أنه بإمكانها القضاء على حركة حماس بالوسائل العسكرية، أي أن تواصل مخططها السابق، والذي يعود إلى حوالي عامين ونصف، عندما دخلت في حرب ضد حزب الله اللبناني. وكانت النتيجة تقوية شوكة حزب الله في المشهد السياسي الداخلي.

في المقابل، يجب الإشارة إلى أخطاء حماس المتمثلة في مواقفها المتطرفة، فرفضها الكامل لحق إسرائيل في الوجود لن يوفر أرضية للسلام، ولن يجعل منها شريكا للتفاوض. هذا الدرس استوعبه جيدا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد سنوات طوال من الكفاح المسلح ضد إسرائيل.

وكانت النتيجة معاهدة أوسلو والحكم الذاتي للفلسطينيين، إلا أن تل أبيب أهدرت هذه الفرصة، عندما قامت ببناء المزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وبذلك أضاعت أمل الفلسطينيين في هذه المعاهدة. كما أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة لم يغير شيئا من هذا الوضع، لأن القطاع المحتل بات قطاعا محاصرا بإحكام.

يجب على المجتمع الدولي أن لا يبقى مكتوف الأيدي

وكالمعتاد، أولئك المدنيين، الذين لا حول لهم ولا قوة، هم اللذين يتعرضون إلى المعاناة، وليس من يطلق الصواريخ أو من يخدم إيديولوجية معينة، لأن الصواريخ لا تفرق بين هذا وذاك.

يجب على المجتمع الدولي أن لا يبقى مكتوف الأيدي، فإذا تحرك المجتمع الدولي من أجل القضاء على الإرهاب والقرصنة في مناطق مختلفة من العالم، فإنه بالتأكيد قادر على التحرك بهدف تهدئة الوضع في الشرق الأوسط، وهذه ما يشكل أضعف الإيمان، في ظل عجزه على إحلال السلام في المنطقة.

بيتر فيليب
حقوق الطبع: قنطرة 2008

الخبير الألماني بيتر فيليب، كبير مراسلي دويتشه فيله وخبير في شؤون الشرق الأوسط، عمل مراسلا في القدس أكثر من عقدين.

قنطرة

الانتخابات الفلسطينية
ماذا بعد فوز "حماس" ؟

لم يكن يخطر على بال أحد حتى آخر لحظة أن تفوز حماس في الانتخابات بمثل هذه الطريقة الكاسحة. كان من الواضح أن حماس ستكون منافسا قويا لفتح، ولكن أن تحصل حماس على الأغلبية المطلقة وأن تنسحب فتح أمام حماس المرشحة لتشكيل الحكومة فهو تطور يصعب التعرف على عواقبه السياسية. تعليق كتبه بيتر فيليب.

التصعيد العسكري في قطاع غزة:
حرب جديدة تلوح في الأفق
إسرائيل في عمليتها العسكرية العنيفة في قطاع غزة تتبع استراتيجية خاطئة؛ فبدلاً من التغلّب على حماس ودحرها تستمر حكومة إيهود أولمرت بدفع الفلسطينيين إلى معسكر التطرّف، كما يرى بيتر فيليب في هذا التعليق.

جولة بوش الشرق الأوسطية
بوش لن يدخل كتب التاريخ
أنهى الرئيس الأمريكي جورج بوش جولته في منطقة الشرق الأوسط التي استمرت ثمانية أيام بزيارة لمصر. كان على بوش الاعتراف بفشله في الوصول إلى الأهداف التي وضعها لجولته وخاصة تلك المتعلقة بإطلاق عملية السلام الشرق أوسطية وتهئية الظروف الإقليمية لعزل إيران. تعليق المحلل بيتر فيليب