" قمة دمشق أظهرت ضعف العرب وتشرذمهم"
أثبتت جامعة الدول العربية، خلال أزيد من ستين عاما من وجودها، عجزها عن تحقيق الأهداف التي تأسس من أجلها عادة التجمعات الدولية، أي إظهار الوحدة والتضامن تجاه الخارج وحل المشكلات بين الدول الأعضاء. لقد أظهرت القمة العشرين لجامعة الدول العربية في دمشق للعالم تشرذم الدول الأعضاء الاثنين والعشرين وعدم قدرتها على إيجاد حلول لمشاكلها.
ولم يحضر هذه القمة سوى نصف الزعماء العرب، بينما كان تمثيل الدول الأخرى متدنيا، خصوصا السعودية ومصر والأردن، أما لبنان فقد قاطع القمة، بسبب تحميله سوريا مسؤولية الأزمة السياسية التي تعصف به.
الرئيس بشارالأسد رفض انتقادات بيروت، بشكل غير مقنع، فالكل يعرف أنه لولا دعم دمشق وطهران للمعارضة اللبنانية، لتم انتخاب رئيس لبناني جديد، ولوجد هذا البلد طريقه إلى الاستقرار. وإذا كانت الجامعة العربية قد أيدت المرشح للرئاسة المقبول من طرف الموالاة والمعارضة على حد سواء، إلا أنها لم تبلور أي آلية من شأنها ِإخراج البلاد من الأزمة الدستورية التي تكبلها.
ملفات ساخنة وحلول مؤجلة
كما أن محادثات القمة لم تستطع تقديم الدليل على عدم صحة الاتهامات الموجهة إلى سوريا بدعم الجماعات الإرهابية في العراق، ولم ينجح المؤتمرون في بلورة موقف موحد كان من شأنه أن يعطي الانطباع على الأقل بأن هناك جهودا تبذل لإخراج بلاد ما بين الرافدين من مستنقعها.
وحتى فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لم تقم القمة سوى بالتذكير بما عرضه العرب في السابق على إسرائيل أي السلام مقابل انسحاب كامل من الأراضي التي احتلت عام 1967. وقد اعتبر عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، وهو محق في ذلك، أن إسرائيل لم تتجاوب مع عرض السلام العربي. القمة قررت إبقاء المبادرة العربية قائمة، من دون تقديم أفكار جديدة من شانها تحريك الوضع القائم.
سيكون من باب تبسيط الأمور اختزال الخلافات بين أعضاء جامعة الدول العربية؛ بين الدول الموالية للولايات المتحدة الأمريكية وتلك المنتقدة لها، فهناك خلافات ذاتية كثيرة لا علاقة لها بالخارج، ولبنان خير مثال على ذلك، فرغم كون هذا البلد عضوا مؤسسا للجامعة، إلا أن سوريا لم تعترف به رسميا إلى يومنا هذا، فهي تعتبره جزءا من أراضيها التاريخية، ومن تم ترى أن لها الحق في التدخل في شؤونه كما يحلو لها.
بيتر فيليب
ترجمة: حسن زنيد
دويتشه فيله 2008
بيتر فيليب، خبير دويتشه فيله في شؤون الشرق الأوسط وعمل مراسلا لوسائل الإعلام الألمانية لمدة عشرين عاما في الشرق الأوسط.
قنطرة
حوار
الإصلاح والمجتمع المدني في العالم العربي
استقطب المنتدى المدني الأول تحت عنوان "هل يسير العالم العربي في طريق الاصلاح الديمقراطي وتعزيز حقوق الانسان". في بيروت 50 منظمة أهلية عربية. وبهذه المناسبة كان هذا اللقاء مع بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الانسان، الجهة المنظمة للمؤتمر.
السياسة السورية والتحديات الدولية:
دوامة بشار الأسد
بدأ الخوف يساور الرئيس بشار الأسد ونظام البعث بفقدان السلطة بعد صدور قرار مجلس الأمن وتقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس. وسيكون من الصعب على النظام تلبية قرار مجلس الأمن بالتعاون الكلي مع لجنة التحقيق الدولية، حسب رأي عبد المطلب الحسيني.