هل فقد العرب صديقهم الوحيد في الغرب؟
بينما لا يتوقع علماء السياسة الغربيون تغيرات دبلوماسية كبيرة يخشى الزعماء العرب هذا الرجل الجديد الذين لا يعرفونه جيدا. وهو الذي قال بأن "هذه السياسة المتزنة سوف تستمر" وأضاف "سوف أضمن أمن إسرائيل ولكني أريد وطنا للفلسطينين ودولة للفلسطينين. إنني أريد استقلال لبنان وأريد علاقات وثيقة مع الحكومات العربية المختلفة".
إذا لم يحدث شيء غير متوقع فلن تتغير الأمور بهذه السرعة. بهذا قد يكون هذا التغيير المتنبأ استمرارية "معدّلة" تجنب مصالح فرنسا في العالم العربي التعرض للخطر. يعتقد بعض المراقبين أن وجود الرجال الـ"شيراكيين" – الذين يعلمون أهمية السياسة الخارجية – بجانب ساركوزي سوف يؤدي إلى استمرارية معينة.
علاقات شيراك في العالم العربي
أثر جاك شيراك أربعين عاما على الحياة السياسية في فرنسا. إلا أن رئاسته للسلطة التنفيذية لن يبقى لها ذكرى على الرغم من الاستلطاف الذي يتمتع به شيراك كشخص. وسوف يأسف العالم العربي بشدة على ترك هذا الرجل للرئاسة.
بنى شيراك علاقات شخصية متينة مع الحكام العرب، لدرجة أنه بعد أن ترك قصر الإليزيه سوف ينتقل إلى مسكن تركته له عائلة الحريري في باريس. وفي مارس/آذار هذا العام كتب طلال سلمان، ارئيس تحرير "السفير":
على الرغم من النقد الذي يمكننا أن نوجهه لبعض مواقف جاك شيراك إلا أن الحقيقة أن العرب سوف يفقدون الصديق الأخير في الغرب، سواء كان في أوروبا أو أمريكا. ويقال في كل مكان أن فرنسا في عهد جاك شيراك حليف للقضايا العربية على وجه العموم، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. وكان موقفه من حرب الإحتلال الأمريكي للعراق شجاعا للغاية.
لم تستغرق صياغة برقيات التهنئة التي بعثها الحكام العرب لزميلهم الفرنسي الجديد أياما، الشيء الذي حدث بعد انتخاب فرانسوا ميتران عام 1981. فقد كان الحكام العرب مرتبكين وقلقين بسبب تولى الرئاسة من قبل أحد الإشتراكيين المتعاطف مع إسرائيل، واحتاجوا آنذاك بعض الوقت ليتفاعلوا مع الموقف.
أما هذه المرة فبلغ الأمر أن "حزب الله" اللبناني - الذي يعي قدر فرنسا بالنسبة للبنان - قام بتهنئة السيد ساركوزي، وتمنى سياسة معتدلة "غير منحازة إلى أحد الأحزاب في لبنان أو في المنطقة".
إرث ديغول
وعلى رغم ميول نيكولا ساركوزي الواضحة تجاه إسرائيل - الشيء الذي جعلها ترحب بانتخابه - كانت تصريحاته الأخيرة، حسب جريدة الحياة، تدل على "أنه يرى نفسه في إطار إرث ديغول".
ترى مراسلة الجريدة في باريس أن نيكولا ساركوزي – الذي قام بأول سفرة خارج البلاد كمرشح للرئاسة إلى إسرائيل – تذكر ارتباطه بمبادئ الديغولية وامتدح سياسة سلفه و"بيّن أن الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة لا تعني الخضوع ولا تعني التبعية وغياب الاختلاف بالرأي".
وفي الأحاديث الصحفية التي أجريت في الآونة الأخيرة أكد ساركوزي على أهمية إعطاء الأولوية لأمن إسرائيل و"الترابط السياسي مع الديمقراطية الإسرائيلية". هذا التعبير - الذي يعد شعارا لسياسة - قاله ساركوزي أثناء مأدبة أعدها للسفراء العرب في باريس.
على الرغم من تأكيده المستمر بأنه سوف يسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام مع اسرائيل إلا أنه وصف الحرب التي خاضتها إسرائيل الصيف الماضي ضد لبنان بـ"الرد غير اللائق".
وفي حديث صحفي مع أحد الأوساط الإسرائيلية أشار ساركوزي أيضا أنه يؤيد خطة السلام التي طرحتها الرياض والتي تعرض على إسرائيل السلام مقابل الإنسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
جهل بالعالم العربي
طبقا لما أوردته جريدة لو منود فقد كتب ساركوزي في كتابه الصادر عام 2001 أن ارتباطه بالديمقراطية الإسرائيلية قوّى ولمدة طويلة "موقفه الناتج عن قصور فهم وحتى نوع من اللامبالاه تجاه العالم العربي، هذا العالم الذي لم أكن أعرف عنه إلا القليل، وكان آذاك غريبا بالنسبة لي".
هذا الإعتراف بعدم الفهم ظهر في نفس الكتاب في موضع آخر يدور حول زيارته لسوريا لمدة أسبوع وأشار إلى "كرم الضيافة الفعلي والإبداع الحرفي المتنوع". وبعد خمس سنوات لم يصحح بعد عدم حياديته. ففي كتابه "الشهادة" الذي صدر في صيف 2006 كان - على سبيل المثال – الفصل بعنوان "العالم العربي" يحتوي سطورا عن إسرائيل أكثر من "العالم العربي والإسلامي".
بقلم حميد سكيف
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2007
قنطرة
لا وجود لصوت إسلامي موحد!
"اذهبوا إلى صناديق الإقتراع" - بهذا النداء توجه ممثلو المنظمات الإسلامية إلى المواطنين المسلمين في فرنسا. على الرغم من ذلك لم يستطع أحد المرشحين الإثنى عشر كسب ودّ المنظمات الإسلامية الكبيرة. مقال بقلم غوتس نوردبروخ
السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط
يدور حاليا صراع بين المرشحة الأشتراكية سيغولين رويال ومنافسها ساركوزي من الحزب الحاكم حول السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط، بهدف الحصول على الأصوات العربية واليهودية.