أئمة يدعون المسلمين للتعقّل
حصل ذلك في الـ٢٠ من آذار/مارس، أثناء عظة ألقاها في كنيسة فيلادلفيا السويدية الكبيرة على الجماعة الأنغليكانية الخمسينية. يعتبر ما قاله القس بالنسبة للمسلمين إهانة كبيرة، يمكن أن تؤدي في معظم البلدان الإسلامية إلى عقوبة بالسجن لعدة سنوات على الأقل.
هذا وقد تطور الأمر مثلما كان متوقع: فهكذا وردت لسوغورد أول تهديدات بالقتل. بعدما ازدادت هذه التهديدات، قال سوغورد البالغ من العمر ٣٧ عامًا بذّل وخنوع، إن وصفه هذا كان مجرد فكاهة ومزاحًا.
لكن فكاهات كهذه يمكن أن تؤدي إلى انهيار السلام في مجتمع ما. وهذا ما تعتقده السيدة إفونّه رويدا، عضوة البرلمان عن الحزب الديموقراطي الاشتراكي، والعضوة في اللجنة السويدية المناوئة لمعاداة الاسلام، التي تم تأسيسها حديثًا:
"رونار سوغورد يسعى بما قاله عن قصد، إلى زعزعة السلام. فالأمور لم تكن مختلطة عليه، إنما قام بذلك وهو مدرك جدًا ما فعل. إنها لمسألة في غاية الجدية، أن هناك أشخاصا يريدون زرع التفرقة بين الأديان".
خطر في السويد
أما الآن فإن هذه التفرقة تعرض المجتمع السويدي للخطر أيضا. فكثيرًا ما يرد في الإنترنت خطاب، موجه إلى الإرهابي أبي مصعب الزرقاوي، يطلب منه التدخل في الموضوع. حيث يزعم في الإنترنت - مع الكثير من المبالغة لما قاله سوغورد - أن القس سوغورد وصف النبي محمد كـ"لوطي" و"مغتصب للأطفال".
نذكر من بين تلك المزاعم التي ترد في الإنترنت: مثلما قال، فهو لن يعتذر عما قاله. لقد حصل على حماية الشرطة وكما أنه يحظى بحماية الحكومة السويدية. لم يُفعل أي شيء ضد ذلك! وكل واحد في السويد سعيد بذلك.
وبهذا لم يعد رونار سوغورد هو المستهدف الوحيد من قبل المتطرفين الإسلاميين، إنما في الحقيقة السويد برمتها. لقد أدركت الطائفة المسلمة في السويد حجم هذه القنبلة الاجتماعية التي تتوارى خلف ذلك. إذ يسعى المسلمون في السويد إلى الحد من التصعيد. كما يطالب الأئمة ورجال الدين المسلمون المسلمين منذ أيام أن لا يأخذوا التشريع على عاتقهم.
حدث في إمستردام ... وربما سيحدث في السويد
ونتيجة ذلك يطالهم الاعتداء أيضًا في "الخطاب الموجه إلى الزرقاوي": الكنيسة لا تفعل شيئًا ضده - والمجلس الإسلامي السويدي يستهزئ بالفتوى التي تطالب بقتله. ما يمكن اعتباره طريقًا للدفاع عن سوغورد.
ينتهي هذا الخطاب بتهديد مفاده، أن رونار سوغورد سيقتل - مثل الهولندي تيو فان غوخ. حيث اغتيل المخرج الهولندي تيو فان غوخ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام المنصرم في مكان عام في أمستردام.
لقد رأى مسلمون من كل أوروبا في فيلم فان غوخ Submission اعتداءً على دينهم، وذلك لأنه ينتقد معاداة المرأة في الإسلام بشكل استفزازي. يقول الباحث السويدي في الدراسات الإسلامية يان ياربه، إن الأسلوب الذي يمارس من خلاله النقد يمكن أن يصدر قرارًا حول الحياة أو الموت:
"في بعض الأوساط الإسلامية-المتطرفة تعتبر مثل هذه الأقوال بمثابة حكم بالإعدام. أعتقد أن سوغورد لم يعي هذا الخطر. وليس من المستبعد أن نهايته ستكون مثل نهاية المخرج الهولندي تيو فان غوخ، الذي تم اغتياله، لأن بعض الأشخاص يأخذون القانون على عاتقهم. لا يمكن استبعاد ذلك. على أي حال يجدر به أن يتوقف عن حربه الكلامية - أيضًا في الداخل".
ضرورة تحكيم العقل
يطالب رئيس مجلس الأئمة في السويد، حسان موسى، من أعضاء مجلسه أن يحكّموا عقولهم. حتى وإن كانت آراء رونار سوغورد أساءت لملايين المسلمين في العالم، فإنه ليس من الجائز إن يؤدي ذلك إلى اغتيال، مثلما كانت الحال لدى تيو فان غوخ، على حد قوله في خطاب مفتوح.
وبالإضافة إلى ذلك أوضح حسان موسى، أنه يجب لمحكمة نظامية أن تصدر قرارًا في هذا الأمر. وبسبب أقواله المعادية للإسلام من الممكن أن يمثل رونار سوغورد لدعوة قضائية بسبب تحريض الشعب. فعلى كل حال يشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة في السويد. كذلك لم تقع حتى ذلك أعمال عنف في هذه الدولة الإسكندنافية.
لكن في هذه الأثناء تزداد المطالبات في الإنترنت، التي تهدد بالاغتيال أو الإرهاب أو بأشكال أخرى من القضاء الشخصي. كما تلام الدولة السويدية مرارًا وتكرارًا على أنها لا تفعل شيئًا ضد إهانة النبي محمد.
بقلم ريغينا كونيغ
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2005 ©
ترجمة رائد الباش
قنطرة
الكثير من الحرية والقليل من التاريخ
ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الكاتب الشاب الهولندي المغربي المولد عبد القادر بن علي ومحمد بوياري، قاتل المخرج فان غوخ؟ يتحدث بن علي عن تجربته وتجربة عائلته في المهجر وعن الجهل المتبادل الذي تتسم به العلاقة بين الهولنديين والمسلمين.
المهاجرون المسلمون في أوربا
بعد اغتيال المخرج السينمائي الهولندي تيو فان غوخ بات لزاما على المسلمين أن يعبروا عن استنكارهم للتعصب وأن يعلنوا انحيازهم بوضوح إلى تشريعات الدول الأوربية المقيمين فيها. تعليق كتايون أميربور