طريق التحديات....عالم من الصراعات
ارتبطت المعلّمة الألمانية في مدينة برلين باربرا بزوج مسلم تركي الأصل، وهو الأمر الذي دفعها إلى اعتناق الإسلام. غير أن إسلام باربرا لم يكن مفروشا بالورود، بل سبب لها مشاكل وصراعات عائلية عديدة بسبب ممارستها لطقوس دينها الجديد. وعلى العكس من باربرا لم تواجه مواطنتها جيسيكا التي تعمل بائعة أحجار كريمة مثل هذه المشاكل بسبب اعتناقها الإسلام. وهي تعتبر هذا الدين مزودا لها بالطاقة والحب. جيسيكا تميل في اعتناقها للإسلام نحو الصوفية. وهذا الأمر منحها نظرة تفاؤلية للمجتمع على حد تعبيرها. أما كريستينا المتخصصة في علم النفس فقد اعتنقت الإسلام ثم خرجت منه بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنها عادت إلى اعتناقه مرة أخرى، وهي تتبع كذلك إحدى الطرق الصوفية. كما أنها تعيش صراعا كبيرا مع المجتمع والجيران، لكنها تقول أنها سعيدة رغم ذلك. تجربة هؤلاء النسوة الثلاث شكلت موضوع فيلم" أحلام نساء" الذي قام بإنجازه الصحفي والسينمائي المغربي محمد نبيل المقيم في برلين.
"تجربة إنسانية لنساء لهن تأويلاتهن الخاصة للدين"
أراد المخرج محمد نبيل من خلال تنوع إسلام شخصيات الفيلم الثلاث أن يوضح شمولية وعمومية الإسلام. ومما يعنيه ذلك أنه لا يمكن اختزاله في مذهب دون الأخر، أو توجه بعينه وإلغاء التوجهات الأخرى حسب قوله. وعن الدافع من وراء هذا الفيلم قال محمد في حديث مع دويتشه فيله: "العمل الذي قمت به لا يحمل دعاية للإسلام في ألمانيا، ولكن أردت من خلاله أن أقدم تجربة إنسانية لثلاث نساء لهن أحلام وطموحات، لهن أفكار وتأويلات ولهن قراءاتهن للدين. وهذه القراءات التي عكسها الشريط بطريقة سينمائية تترك للجمهور الانطباع بأن الاختزال هو في لحظة من اللحظات يصبح خطأ وجرما في حق أي دين من الأديان والإسلام نموذجا".
فيلم أحلام نساء حاول كذلك تسليط الضوء من خلال شخصياته على واقع المسلمين في ألمانيا. وفي هذا الإطار استعان صاحب الفيلم بشخصيات متخصصة كالمستشرق في جامعة برلين "بيتر هاينين/ Peter Heinen"، إضافة لدراسة موسعة قام بها مركز حقوق الإنسان في برلين جاء فيها أن صورة الإسلام والمسلمين في ألمانيا سلبية بشكل عام، وأن الإعلام الألماني يساهم في تكريسها. إلا أن المخرج يعتبر أن الإعلام ليس وحده المسئول على تكريس الصورة النمطية والأحكام المسبقة حول الإسلام والمسلمين. باعتباره أي الإعلام ليس الوحيد في الساحة، فهو جزء من المجتمع الألماني يتفاعل معه ويعبر باسمه.
الروح الشرقية إلى جانب العقلانية الغربية
اهتمام المخرج السينمائي المغربي نبيل محمد بمسألة اعتناق النساء الألمانيات للإسلام نابع حسب قوله من أهمية قضايا نسائية لا تحظى بالاهتمام سواء في العالم العربي والإسلامي أو في أوروبا. فهو يعتبر أن الكثير من هذه القضايا تظل على الهامش، حتى ولو تعلق الأمر بالمجتمعات الديمقراطية والليبرالية كألمانيا، لأن حتى هذه المجتمعات المتقدمة لها كذلك هوامشها الخاصة بها، وهو يفضل العمل على هذه الهوامش. وما ظاهرة اعتناق النساء الألمانيات للإسلام إلا نموذجا من المواضيع النسائية التي يتناولها.
تخلل فيلم أحلام نساء مقاطع موسيقية امتزجت فيها الروح العربية والآلة الغربية. وهو اختيار تعمده المخرج للتعبير عن العقلانية الألمانية وعن الروح الشرقية التي تتمثل في الإسلام. "اخترت هذا النوع من الموسيقى لإيماني بأن الروح الإسلامية الشرقية يمكن أن تمتزج بالعقلانية الغربية الألمانية" يقول محمد نبيل ويضيف بأن شخصيات الفيلم ينظرن إلى الدين بطريقة ألمانية ويتحدثن الألمانية. والموسيقى هنا لعبت دورا في الجمع بين هذه الروح الشرقية وبين العقلانية الألمانية المتمثلة في النساء الألمانيات. وقد رافق هذا التناغم شخصيات الفيلم في أماكن مختلفة، وحتى المقدسة منها، كالمساجد والزوايا"
فيلم أحلام نساء الذي صورت أحداثه في برلين تم عرضه مؤخر في القتاة الهولندية ن آي او/ NIO. وهو فيلم لا يشكل حسب قول صاحبه سوى حلقة من حلقات مواضيع تهم المرأة بشكل عام، يتبعها قريبا تصوير فيلم جديد للمخرج عن وضع المرأة في المغرب.
هشام الدريوش
مراجعة: ابراهيم محمد
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010
قنطرة
زواج المسلمين من المسيحيات في ألمانيا:
اختلاف الثقافات بين التفاهم والواقع المر
تعاني بعض العائلات الشابة في ألمانيا من مشكلة الاختلاف الثقافي والديني. فبعض الشباب المسلم الذي جاء إلى ألمانيا بهدف الدراسة أو العمل، تعرف على شريكة حياته في الغربة. زاهي علاوي يعرفنا على تجربة بعض الأزواج.
صورة الإسلام في ألمانيا:
"تطبيع التغطية الإعلامية ضرورة ملحة"
تثبت الكثير من الدراسات وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدّم أنَّ صورة الإسلام التي تنقلها وسائل الإعلام الواسعة الانتشار مازالت تركز على الجوانب والمدلولات السلبية. الخلاف والاختلاف حول هذه الجوانب كان محور مؤتمر خاص عقد في برلين. لؤي المدهون يعرض أهم مجريات هذه النقاشات ومحاور هذا المؤتمر.
المسلمون في ألمانيا:
إشكالية دمج الإسلام و"الإسلام الأوروبي"
لم يعد الإسلام في ألمانيا في ظلّ ازدياد بناء المساجد ووجود جمعيَّات ومراكز إسلامية معترف بها والعديد من الأساتذة الجامعيين المسلمين العاملين في جامعات ألمانية مجرَّد دين يعتنقه مهاجرون. فهل ينشأ في ألمانيا ما يطلق عليه اسم "الإسلام الأوروبي"؟ غريغور تاكسآشر في محاولة للإجابة عن هذا التساؤل.