برامج الحوار والمجلات التلفزيونية تحت المجهر
حلل الباحثان جميع برامج المجلات التلفزيونية وبرامج الحوار والبرامج الوثائقية والتقارير الإخبارية المتعلقة بالإسلام لدى المحطتين الألمانيتين الأولى والثانية، ARD و ZDF التي عُرضت في الفترة ما بين 1 تموز/يوليو 2007 و31 كانون الأول/ديسمبر 2006 ودرسا فقط سياق الموضوع.
وقد لاحظا أن صبغة العنف والسلبية تطغى على نسبة 80% من المواضيع، علماً أن موضوعي الإرهاب والتطرف يحتلان نسبة 23%، بينما تم تكريس نسبة لا تتعدى 20% للتعريف بالحياة اليومية للمسلمين والدين الإسلامي. أما النسبة المتبقية فتتوزع على مواضيع مختلفة منها: مشاكل الاندماج والتعصب الديني والأصولية واضطهاد النساء وانتهاك حقوق الإنسان.
هذا يساعد بالدرجة الأولى على تنامي الإدراك العام للإسلام على أنه مصدر للمشاكل وهذا يحاكي أبغاضاً منتشرة في المجتمع كما وأنه يؤجج المخاوف ويثير النقاشات الأمنية التي تكسبها هذه البرامج شرعية ما.
ويثير الباحثان في جامعة إرفورت حافظ وريشتر السؤال، عن وجه حق، إن كانت المؤسستان التلفزيونيتان تقومان بواجبهما بأمانة في نقل المعلومات الصحيحة الموثوقة أو أنها فقط تشجع على نشر حملة تنافرية سطحية.
مطالب ضرورية
ومن الجدير بالذكر أن الباحثين لا ينتقدان أصلاً التطرق لمثل تلك الحقائق، إنما تجاهل حقائق أخرى وتركها طي الكتمان، وهذا ما يؤدي إلى تشويه صورة الإسلام. ومن هنا تنبع إحدى مطالب الباحثين: تنوع وتعددية المواضيع سوف تساعدان على إقصاء السلبية النمطية أحادية الجانب.
وتوصل الباحثان من خلال الحقائق التي تؤكدها البرامج التي تتناول موضوع الإسلام التي قُدمت إلى صيف العام الماضي إلى النتائج والمطالب التالية:
- المبالغة في تناول موضوع الإسلام يؤدي إلى أسلمة الأجندة الإعلامية – بدون أن يكون بالضرورة للإسلام علاقة مباشرة في المواضيع المطروحة.
- تتمتع محطتا التلفزة الأولى والثانية في ألمانيا بمصداقية الجمهور الذي يعتبرهما قناتين يُحتذى بهما. لذا فلهما تأثير على الرأي العام في المجتمع وعليهما تحمل مسؤوليتهما.
- يُنصح بمشاركة المسلمين في عضوية مجالس الرقابة على مؤسسات التلفزة واتباع نظام التدوير.
بقلم سابينه شيفر
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبع قنطرة 2007
قنطرة
حول الخلط بين العمليات الإرهابية، وبين الإسلام، وكيفية التصدي له
ما هي الاستراتيجيات التي على المسلمين في أوربا وعلى وسائل الإعلام الغربية وعلى الفرد في أوربا اتباعها بعد الإعتداءات في لندن وشرم الشيخ؟ تحليل الباحثة الإعلامية الألمانية سابينه شيفر
صور ذهنية مسبقة
يسأل يورغن كروبوغ عما إذا كان عليه أن يعود من اليمن إلى وطنه على أجنحة بساط الريح. لسان حاله هذا يضع النقاط على الحروف. فعندما يتعلق الأمر بالإخبار عن العالم العربي تقدَّم لنا دائمًا شذرات متناثرة لصورٍ متكررة: بساط الريح، حرامي بغداد، المرأة المحجبة والرجل الساجد للصلاة.