"هل تتوقعون حظر الحجاب في ألمانيا؟"
في حوار على موقع "إسلام أون لاين" كان الحديث يدور حول أسئلة عن الانتخابات البرلمانية الألمانية التي كانت تسيطر منذ أسابيع على التقارير الصحفية حول هذا الموضوع في الإعلام العربي. وتحت عنوان "المسلمون الألمان والانتخابات" دعا هذا الموقع القرّاء من مقره في قطر ليوجهوا أسئلتهم حول نتائج الانتخابات إلى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نديم إلياس.
إن التعليقات العديدة قبيل الانتخابات أظهرت الإهتمام الكبير بالفرق الضئيل في النتيجة بين الأحزاب الكبيرة في ألمانيا. وكان تزامن الانتخابات الألمانية مع انتخابات الرئاسة في مصر عاملا إضافيا لكتابة تقارير عن تشكيل الحكومة في برلين، وكما كتبت سميرة صادق تقريرا من برلين لجريدة الجمهورية المصرية فالانتخابات تعد في النهاية "حدثا عظيما غير عادي" لكل من البلدين.
الانتخابات الأفغانية
ومثل هذه الآراء التي ساوت بين أهمية الانتخابات الألمانية والمصرية، ومن ثم أوهمت بانبعاث الحركة الديمقراطية في مصر، كانت سببا في توجيه النقد الحاد من كل صوب وحدب. وقد علق رشاد أبو داود، الصحفي بجريدة الدستور الأردنية، على مثل هذه الآراء، وقال إن الانتخابات المصرية والانتخابات البرلمانية التي تمت في أفغانستان الأحد الماضي لم تكن بالتي تخفي أن الشعوب هناك تحلم بصناديق الخضروات أكثر من صناديق الإقتراع.
ويعلق أبو داود ساخرا أنه بينما يتكلم الناس في ألمانيا عن نجاح أنغيلا ميركل، كانت هناك ثلاثون بالمائة من المقاعد البرلمانية الأفغانية محجوزة للنساء، اللآتي حرمن من الإلتحاق بالمدارس أثناء حكم الطالبان، وسوف يشتركن الآن في الحياة السياسية للبلد.
ومع كل ذلك كانت الانتخابات الألمانية مصحوبة بهموم. فنظرا لارتفاع نسبة البطالة والمناقشات بعد هجمات لندن ظهرت في التقارير الصحفية مخاوف من أن تكون سياسة الحكومة المقبلة الخاصة بالأجانب سياسة قمعية، ذلك دون تفضيل بين حكومة قد يرأسها الحزب الإشتراكي الديمقراطي أو الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني.
وبينما ركز تقرير مفصل لجريدة الأهرام المصرية "مخاوف الجاليات المسلمة في ألمانيا تجاه حكومة مسيحية ديمقراطية"، أبرزت تقارير أخرى خيبة أمل المهاجرين تجاه سياسة الحكومة الحالية بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
وانعدام الرغبة في وجود حل لمشكلة ازدواج الجنسية وسياسة الهجرة غير الليبرالية للحكومة الحالية لا يعطي أملا في امكانية تحسن اهتمامات المهاجرين تحت قيادة الحزب الإشتراكي الديمقراطي.
"اللوبي الإسلامي"
ومن هذا المنطلق يظهر بوضوح خاص توجيه النظر إلى تأثير الجاليات المسلمة والعربية على استطلاعات الرأي في ألمانيا. وفي إشارة إلى ما يقرب من 600.000 ناخب ألماني تركي الأصل كتبت صحيفة الشرق القطرية تقريرا عن "اللوبي التركي" في ألمانيا الذي "قد يكون اللوبي الإسلامي الوحيد ذو التأثير القوي في العالم الغربي".
كما أن التقرير لم يذكر فقط أهمية هؤلاء المسلمين كناخبين، بل أيضا كنواب سياسيين بغض النظر عن الأحزاب الموجودة. وأوردت محطة الجزيرة الفضائية تقريرا عن أول مرشح مستقل لمقعد برلماني مباشر من أصل عربي في دائرة نوي كولن ببرلين.
وبناء على اقتراح عديد من المنظمات العربية عقد علي عبد الوهاب العزم على ترشيحه لمجلس النواب، لكي "يتول دورا سياسيا فعالا ويساهم مساهمة بنّاءة في العمل السياسي وأخذ القرارات السياسية".
والنتيجة المعتدلة للانتخابات لم تجعل فقط السياسة المستقبلية تجاه المهاجرين والمسلمين مجهولة، بل أيضا السياسة الخارجية التي تنتهجها ألمانيا. ومن وجهة النظر العربية فإن السياسة الخارجية تعتبر مهمة بنفس القدر مثل السياسة الداخلية.
فبخصوص السياسة الداخلية يُنظر إلى حكومة قد تقودها ميركل أو يقودها شرودر نظرة مملوءة بالشك والريبة. أما بخصوص السياسة الخارجية فالأمر واضح حيث حظيت الحكومة الحالية على تأييد كبير في الأعوام الماضية، بناء على موقفها تجاه الحرب ضد العراق وعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
وكان لهذا أثر على ردود الفعل في البلاد العربية بخصوص نتيجة الانتخابات البرلمانية. وعلى هذا يلخص حسن مادان في تعليق له في جريدة الخليج الإماراتية أن الانتخابات البرلمانية الألمانية ما هي إلا تحالف مع جورج دبليو بوش أو مع جاك شيراك. وطبقا لنتيجة الانتخابات فقد ظل هذا التحالف مفتوحا، و"لا تزال المانيا في حيرة ولم يتحدد اتجاه هذا التحالف بعد".
بقلم غوتس نرودبروخ
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2005
قنطرة
الميول السياسية للناخبين المسلمين في ألمانيا
ما هي الأحزاب الألمانية التي تتمتع لدى الناخبين المتجنسين بمصداقية متميزة؟ وما هي القضايا التي تهم الناخب الألماني ذا الأصل العربي أو التركي؟ تحليل الباحث المختص بقضايا المهاجرين اندرياس فوست.