"استفزاز بلا ضرورة"

يتزايد النقد بين صفوف حزب المحافظين في إيران تجاه سياسة رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد الخاصة بالصراع النووي. مقال بقلم اولرش شفيرين

كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" في يناير/كانون الثاني خطابا مفتوحا موجها إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد قالت فيه: "إن تصريحاتكم بخصوص الصراع النووي تعتبر هجومية ولا تحتوي البتة على ألفاظ جميلة لدرجة أنها تعطي الإحساس بأن الحوار حول المسألة النووية مبنيا على العناد". ولامته على استفزازاته غير الضرورية التي تعطي ذريعة للعقوبات.

وترى الصحيفة أن خطاباته توحي بأنه يحاول صرف النظر عن فشله في مسائل أخرى. هذا الهجوم يعتبر ملفتا للنظر لأنه نابع من صحيفة "جمهوري إسلامي" التي تعتبر بمثابة لسان مرشد الثورة علي خاميني والتي يظن أنها غير مقربة من الغرب.

الغضب يتزايد

بينما يحاول الغرب عن طريق فرض عقوبات صارمة إجبار إيران على الموافقة على حل وسط في المسألة النووية، تتزايد المعارضة في إيران ضد الحكومة. هذه المعارضة لا تصدر فقط من معسكر المصلحين حول الرئيس السابق محمد خاتمي، بل أيضا يتزايد الغضب على جانب المحافظين حول هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء. وهذه المجموعة المهتمة بالإقتصاد تحث على مصالحة الغرب حتى تجد مدخلا إلى الاستثمارات الضرورية، لأن العقوبات ليست في مصلحتها.

وقد استغل ولي الله شوجا بوري آن، أحد نواب المعارضة، جلسة البرلمان العلنية لتصفية الحساب مع الحكومة وانتقدها على خسران سمعة البلاد التي كانت قد اكتسبتها بقيادة خاتمي وضعف الحالة الإقتصادية التي كانت قوية قبل توليها الحكم.

وتساءل ولي الله بوري آن كيف يمكن أن يصل معدل النمو 7,5% أثناء فترة حكومة خاتمي على الرغم من معارضة المحافظين له. وتساءل أيضا كيف لا يستطيع أحمدي نجاد تنفيذ الإصلاحات الضرورية على الرغم من تمتعه بأغلبية قوية، وبدلا من ذلك ساعد على التضخم ودمّر الإنتاج المحلي باستيراد المواد الإستهلاكية.

فشل السياسة الإقتصادية

كان ارتفاع الأسعار الباهظة سببا في تزايد خيبة آمال المواطنين تجاه الرئيس. وكان منهم على وجه الخصوص الطبقة المعدومة في المدينة وأهالي الريف الفقراء الذين انتخبوه في يونيو/حزيران 2005 لأنه وعدهم بتوزيع إيرادات البترول بصورة عادلة وتوفير وظائف جديدة.

ولكن الخطوات التي كان يعتزم تطبيقها مُنيت بالفشل بسبب مقاومة المحافظين المستفيدين من النظام الفاسد. وعلى الرغم من قبول كثير من المواطنين لعناد الرئيس في المسألة النووية إلا أنهم ليسوا على استعداد لقبول فشله في السياسة الإقتصادية والإجتماعية.

ردود فعل المواطنين جاءت في الإنتخابات المحلية في يناير/كانون الثاني، فقد حصل المحافظون والإصلاحيون معا على أغلبية الأصوات في مناطق عديدة. وقام كل من خاتمي ورفسنجاني والرئيس السابق للبرلمان الإيراني مهدي كروبي بإرجاء خلافاتهم مؤقتا واتحدوا ضد الحكومة. وفي لقاء دعا إليه الزعماء الثلاثة في أبريل/نيسان الماضي وحضره ما يزيد على مائة نائب برلماني طالب الكثير منهم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وجعلها في نفس توقيت انتخابات البرلمان. إنهم لا يأملون من ذلك تقصير فترة رئاسة أحمدي نجاد فقط، ولكنهم يأملون أيضا أن يحولوا دون انتخابه مرة أخرى.

إن اعتقال المفاوض النووي السابق حسين موسويان – الذي كرر انتقاده لفريق المفاوضين الحكومي في المسألة النووية - لمدة قصيرة أوائل مايو/أيار تنبئ عن تزايد توتر أعصاب الحكومة. يرى الخبير بالشؤون الإيرانية لدى مؤسسة العلوم والسياسة في برلين يوهانس رايسنر في ذلك محاولة لتخويف النقاد الآخرين.

وهنا يتساءل المرء هل سينجح في ذلك، لأن أحمدي نجاد يخسر باستمرار الدعم من بين صفوف معسكره. إن تحذير مرشد الثورة العلني له أن يركز على واجباته الحقيقية وتلاشي دعم الناخبين له قد يساعد على الوقوف حيال طموحاته النووية أكثر من كل تحذيرات الغرب بالعقوبات.

بقلم اولريش شفيرين
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق طبع النسخة العربية 2007
صدر النص الأصلي في موقع cafe babel

قنطرة

البرنامج النووي الإيراني
تتخذ شخصيات إيرانية بارزة حاليا مواقف متناقضة: فينما أعطى علي لاريجاني إشارات واضحة لاستعداد بلاده للقبول بحل وسط، تابع أحمدي نجاد التحدَّث بلهجة لا تعرف المساومة. تعليق بقلم بهمان نيروماند

التهديدات العسكرية الأميركية لايران
تتناقل وكالات الأنباء تقارير متضاربة حول احتمال إقدام الولايات المتحدة على توجيه ضربة الى ايران. إن أي هجوم عسكري أميركي على ايران سوف يقوي نظام الملالي، حسب رأي كاتبة المقال نسرين علوي