جيل يمد الجسور إلى الآخر

خالد شوقي رئيس "الشبيبة الإيطالية المسلمة" وأحد المشتركين في صياغة "البيان ضد الإرهاب ومن أجل الحياة" الذي صدر في إحدى كبرى الصحف الإيطالية. إنريكو بيترتشيللي يعرّفنا بممثل الجيل الأوربي المسلم الجديد

من المفيد أن نتعرف على الشباب المسلمين الذين يعيشون بينا، وذلك من أجل اكتشاف بأن أوروبا تكتنف بداخلها اجابات كثيرة ما زلنا نبحث عنها في مواجهة الأخطار والتحديات هذه الأيام. ويكفي أن يفكر المرء بخالد شوقي البالغ من العمر 21 عاما وهو في الأصل من مدينة الدار البيضاء. انه واحد من المبادرين في صياغة "البيان ضد الارهاب ومن أجل الحياة"، الذي نشر في شهر أيلول/ سبتمبر في جريدة "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية.

ان خالد طفل زماننا: فكما هو حال الكثيرين من أمثاله، سافر خالد مع والده إلى إيطاليا وعمره تسع سنوات. أسس قبل أربعة سنوات رابطة الشباب المسلمين "الميدياتوري" (الوسيط) من أجل مد الجسور بين الثقافة الاسلامية والغرب. وهو من مؤسسي رابطة "الشباب المسلمين في إيطاليا"، التي يترأسها منذ عام 2003.

مقاومة الارهاب

ركز خالد شوقي جل قواه على الحوار بين الثقافات والديانات المختلفة: "حوار لا يهدف الى طمس الفوارق أو إلغاء الهوية، بقدر ما يهدف الى اقامة المقارنة الايجابية من أجل إغناء المجتمع ككل".

لذلك فهو يقف من خلال هذا البيان، الذي حاز على اهتمام الكثيرين في ايطاليا، "بالشكل الكامل والمطلق" ضد الارهاب. ويجمع هذا البيان أئمة ومدارء مراكز ثقافية وصحافيون ونساء وطلبة شباب.

اجمع الموقعون على البيان على مناهضة من قاموا باستغلال الاسلام "من خلال التأويل المتطرف والانحراف عن المبادئ الاسلامية" وذلك بهدف "شن حرب ارهابية عنيفة على العالم أجمع وعلى الحضارة الانسانية المشتركة".

لقد كان الحافز على صياغة الإعلان اختطاف الصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكرستيان شيسنو في العراق وكذلك اعدام الرهينة الايطالية الصحفي انزو بالدوني. وليس هذا فحسب، بل أيضا التطرف الآخذ بالتزايد في المساجد الايطالية (ففي جامع روما فقط تم فصل امامين خلال عام واحد):

"علينا أن نقول ذلك بكل وضوح: يجب ان لا يسمح بأن تصبح المساجد في ايطاليا حصان طروادة للايدولوجيات الاصولية ومكانا لأصحاب الاستراتيجيات العالمية، الذين يطمحون الى اقامة سلطة اسلامية ثيوقراطية مستبدة."

لكن لا تقتربوا من الحجاب

ان خالد وجه الإسلام المعتدل، الذي لا يريد التنازل عن هويته: لذا فقد قام في الرابع من أيلول / سبتمبر في لندن بدعم "يوم التضامن مع الحجاب" من أجل حماية حق النساء المسلمات بارتداء الحجاب. ولقد سبق له أن عبر عن رفضه للقانون الفرنسي الذي يمنع ارتداء الحجاب كونه رمز ديني في المدارس.

خالد شوقي شاب مسلم معتدل، لكنه يشعر بنفس الوقت أنه شاب أوروبي أيضا. انه يعتقد بان أوروبا ينبغي ان تبنى من خلال دمج اجتماعي أكبر للمهاجرين في مجتمعاتها:

"لنفكر بالمدارس. اننا كمسلمين نهدف دوما الى ان نصبح مواطنين في بلدان أخرى. ان الديانة مهمة، ولكنها موضوع شخصي خاص. ما نحتاج اليه هو مدرسة علمانية عامة متعددة"، هذا ما قاله خالد في حديثه مع موقع café babel.

انه من المفيد أن يحصل المرء في أوروبا التي ليست مسيحية فقط "على امكانية اقامة درس ديني متعدد". لذلك فهو ضد صفوف مدرسية منفصلة للمسلمين كما هو أيضا ضد تمويل مدراس تعليم القرآن:

"ان المدارس المنفصلة لا تساعد المواطن المسلم المؤمن. يجب عليه أن يتعرف على ثقافة البلد، الذي يعيش به، وذلك بشكل كامل. يحضنا معتقدنا على ان ننظر إلى الاختلاف كفرصة من أجل معرفة الآخر. وليس من أجل الابتعاد عن الآخر."

الشباب كجسور للتعارف

يعني العمل في مجال الدمج الاجتماعي في القارة الأوروبية بالنسبة للشاب الإيطالي المسلم بشكل خاص الاعتراف بدور الشباب الأساسي: يسميهم "بناة الجسور" بين الثقافة الاسلامية والغرب، "بين الأهل والأطفال في الحاضر الاسلامي الجديد"، بين الجيل الأول والجيل الثاني من المهاجرين.

يشعر الشباب المسلمون بأنهم أطفال أوروبا، انهم "الاسلام، الذي يصلي لله وبنفس الوقت يعمل معنا في الحياة اليومية ويدرس الى جانبنا." انهم مستعدون – أكثر من أهلهم بكثير – للمشاركة في إيجاد قاعدة مشتركة من القيم والمبادئ من أجل حياة ايجابية مشتركة: احترام القانون والحرية هما ركنان هامان للتعايش الحضاري المشترك بيننا".

ان اليد التي يمدها خالد شوقي الى الكثير من الشباب المسلم، لا يجوز للاتحاد الأوربي في هذه المرحلة بالذات، أن يرفضها، وذلك في ضوء المناقشة حول قبول تركيا عضو في الاتحاد الأوروبي. وبغض النظر عن ماهية القرار الذي سوف يتخذ في هذا الخصوص، فإن صوت الشباب المسلم يجب أن يلقى آذانا صاغية.

بقلم إنريكو بيترتشللش وفاليريا فيفاريللي
كافة الحقوق محفوظة © 2004 Babel International
الترجمة من الألمانية مصطفى السليمان

رابطة الشباب المسلمين في إيطاليا (باللغة الإيطالية) هنا