ساحر "الديوك" الفرنسية

يشبه الكثيرون لاعب المنتخب الفرنسي من أصول جزائرية كريم بنزيما بلاعب خط الوسط وصانع الألعاب زين الدين زيدان. بنزيما يقطن مع والديه وإخوته الثمانية في مدينة ليون الفرنسية، حيث يدين بالولاء لفريق مدينته أولمبيك ليون. أندريه توتشيك يعرفنا بهذا النجم الصاعد.

​​لم يستطع حتى كريم بنزيما أن يخترق خطوط الدفاع الرومانية، على الرغم من انعقاد الآمال على صاحب الموهبة الاستثنائية في صفوف "منتخب فرنسا لكرة القدم" "Èquipe Tricolore"، لا بل أن مجلة "فرانس فوتبول" ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما وصفت مهاجم الوسط في فريق أولمبيك ليون البالغ عشرين عاماً من العمر بأنه أحد أكبر الموهوبين في تاريخ كرة القدم الفرنسية. لكن مباراة الفريق الفرنسي الأولى التي واجه فيها رومانيا لم تؤت أكلها وجاءت النتيجة ضعيفة بتعادل الفريقين دون تسجيل أهداف.

لا داع لأن يعم الاكتئاب في صفوف الفريق الوطني، فمن جهة لا تزال كل الفرص قائمة للوصول إلى ربع نهائي البطولة، ومن جهة ثانية هناك اللاعب كريم بنزيما الذي يجمع بين التسديد المحكم الذي يتصف به اللاعب دافيد تريزيغيه وسرعة اللاعب تيري هنري وصلابة اللاعب نيكولاس أنيلكا. هذه الأوصاف يتم تناقلها على الأقل في سياق الحديث عن هذا اللاعب ذي الأصول الجزائرية.

تواضع القبائليين

رغم الاختلاف الواضح في أسلوب اللعب، إلا أن هناك من يشبِّه قناص الأهداف كريم بنزيما بلاعب خط الوسط وصانع الألعاب زين الدين زيدان، وهؤلاء على حقٍ في ذلك، فالمشترَك بين الاثنين لا نجده في الملعب بل خارجه، أي في الأصل وفي الطبع، فجذور كريم بنزيما وزين الدين زيدان قبائلية وفي أكثر المناطق الجزائرية فقراً. ويبدو جلياً أن الناس المتحدرون من هذه المنطقة يتحلون بصفات نمطية كالخجل والتواضع، ويمكننا أن نلاحظ هذه الصفات على بنزيما وزيدان على الأقل.

كما يجمع بينهما تحاشيهما المقابلات الصحفية وعندما لا يفلحا في ذلك نلاحظ أنهما يشيحان النظر عن الكاميرا، وخصوصاً كريم بنزيما الذي لم يعتد على الصحافة والإعلام بعد. وبدلاً من إعطاء المقابلات يفضل "بيغ بنز" "Bigbenz" (كما يحلوا لزملائه في الفريق أن يدعوه) الحياة الأسرية، ويقول بهذا الصدد: "يمنحني والدي وإخوتي التوازن وهم الأهم في حياتي اليومية". والجدير بالذكر أن صاحب الدخل المالي العالي لا يزال يقطن في منزلٍ واحدٍ مع والديه وإخوته الثمانية.

يتصف بنزيما بالبهجة وخفة الظل

ترعرع نجم كرة القدم الفرنسية في إحدى المجمعات السكنية الكبيرة على تخوم مدينة ليون التي تتصف بالكآبة أكثر مما تتصف بالحياة السعيدة. لا عمل ولا وظائف في المنطقة. لذا نجد والديّ الشاب ذي المهارات الاستثنائية سعداء بابنهم الذي حاز على إعجاب مدربي فريق أوليمبيك ليون وهو في التاسعة من العمر. ويرتدي كريم بنزيما منذ ذلك الحين قمصان نادي موطنه، وأصبح بطل أوروبا لفئة الشباب دون السابعة عشر عاماً، وبطل فرنسا لأربع مرات متتالية، وبطل الكأس لثلاث مرات، كما يحمل لقب أفضل لاعب في 2008 وأفضل هداف بعدما سجل عشرين هدفاً في هذه العام.

انجازات كبيرة بالنسبة لشاب في العشرين. بيد أن كريم بنزيما لم يفقد صفاءه وهدوء باله رغم كل النجاحات التي حققها. وبقي ذاك الفتى اللطيف الذي تعلو وجهه خارج الملعب بسمة فتى يافع وملامح شخص دمث. لكن عندما يتعلق الأمر بالنقاط والأهداف تتغير الحال، إذ يصبح كتلة من القوة ولاعباً مكافحاً صنديدا.

​​لذا ذاع صيته بوصفه لاعباً فذاً وطموحاً يتدرب لساعات طوال كل يوم. ويتجلى سعيه الدؤوب ومثابرته من خلال قوله: "أريد أن أحسّن من أدائي على كافة المستويات، لذا ينبغي لي أن أبذل جهداً كبيراً، وحتى إن أفلحت في هذه الأوقات غالباً في تسديد الأهداف، لا بد لي دائمًا من الحفاظ على هذه المقدرة". مع أنه يمتلك الآن كثيراً من المهارات التي يحتاجها لاعب الهجوم على المستوى الدولي:

فهو يمتاز بقدراته التقنية الفائقة وبموهبته في المراوغة واللعب بكلتا القدمين وفي فرض نفسه في وجه الخصم، وبهدوئه ورويته قرب مرمى الخصم، وبجموحه في التقدم على جانبي الملعب. ولأن هذه مواصفاته سعت النوادي الغنية لشرائه في الأشهر الأخيرة، إلا أن مساعي نادي برشلونة وتشيلسي باءت بالفشل.

متجذر في موطنه

عندما سُئل رئيس نادي ليون عن طلب فريق مانشستر يونايتد صاح في الميكروفون: "نريد 60 مليون يورو. كما عليهم أن يعطونا كريستيانو رونالدو علاوة على ذلك". على أي حال لم يكن كريم بنزيما عازماً على ترك الفريق بل جدد عقده في آذار/مارس هذا العام حتى عام 2013 فهو يشعر بالسعادة في موطنه.

انضم كريم بنزيما للكادر المحترف في ليون منذ عام 2005، لكنه لم يشارك بالمباريات لأنه لم يستطع أن يفرض نفسه في المنافسة مع زملائه العريقين. وفي الموسم الكروي الأخير تفجرت مواهب "بيغ بينز" وسجل الهدف تلو الآخر أكان بعزم يسراه أو بخفة يمناه أو بعنف برأسه أو بحذق في ضربات الجزاء. ببساطة سارت الأمور بيسر متناه. يقول كريم بينزيما معلقاً: كان الدوري الأخير مميزاً، لأنني شاركت في المباريات من البداية وحتى النهاية". هذا الأمر استدعى الفريق الوطني للالتفات إلى هذا النجم.

انضم كريم بنزيما في العام المنصرم إلى الفريق وهو يلعب اليوم إلى جانب تيري هنري في موقع الهجوم ويمثل فريق القمصان الزرقاء "Les bleus" في بطولة كأس الأمم الأوروبية. على أي حال أخذ مكان اللاعب دافيد تريزيغيه أو جبريل سيس. فالشاب القريب من القلب رمز تغيير الأجيال والبرهان المتجدد على أن دمج المهاجرين في المجتمع الفرنسي ناجح، على الأقل في مجال كرة القدم.

أندريه توتشيك
ترجمة: يوسف حجازي
قنطرة 2008

قنطرة

لاعب كرة القدم فرانك بلال ريبري:
"الإيمان بالله دائمًا "
قبل خمسة أعوام كانت أحواله مختلفة تمام الاختلاف، أما اليوم فينذهل مشجعو كرة القدم عندما يداعب عامل البناء السابق واللاعب المحترف فرانك بلال ريبري الكرة في مهارة تدل على روعته وتميِّزه وقدراته الرياضية الخلاقة. أندريه توسيس يعرِّفنا بهذا اللاعب المحترف.

تايكواندو وكرة القدم:
رياضيون عرب في ألمانيا
هاجر آباؤهم وأمهاتهم إلى ألمانيا وتحول الأولاد إلى رياضيين حققوا الشهرة لبلدانهم الأصلية أيضا. فيصل ابن طالب وعزيز الشرقي مثلا في لعبة التايكواندو ورشيد عزوزي وعبد العزيز أحنفوف في كرة القدم. جميعهم ينحدرون من المغرب. تقرير سمير عواد

النساء وكرة القدم:
لعب كرة القدم بالحجاب والمكياج والسراويل الطويلة
لاعبات النادي "الديرسيم سبور" في برلين لا يستطعن تصور حياتهن من دون كرة القدم وقد حققن حلمهن في المشاركة في بطولة العالم لكرة القدم النسائية في العام القادم. تقرير