إعلانات في السينما وفي التلفزيون
من أجل الحملة الإعلامية يقف ستة سياسيون فلسطينيون وسبعة إسرائيليون أمام الكاميرا: يوسي بيلين صاحب مبادرة جنيف، ورئيس مجلس النواب السابق أفراهام بورغ، والوزيرة السابقة يولي تامير، ويايل دايان نائبة محافظ تل أبيب- يافا، وأمرام ميتسنا عضو مجلس الشعب التابع لحزب العمال، ولواءات الاحتياطي جيورا إنبار وشاؤول أريلي.
ومن الجانب الفلسطيني وزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه، والوزير قدورة فارس، والمستشار الأمني للسلطة الفلسطينية جبريل رجوب، ووزير شؤون المفاوضات صائب عريقات، ووزيرة شؤون المرأة الفلسطينية زهيرة كمال، وعبد القادر الحسيني رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني.
نداءات لسلام حقيقي
ومن داخل غرفة معيشة واحدة ذات طابع شرقي يوجه الفريقان خطابات قصيرة في محاولة كل منهما لإقناع الشعب الآخر بكونه طرف يمكن الوثوق به في اتفاقية للسلام. ولم يحصل الممثل السابع للجانب الفلسطيني محمد حوراني عضو المجلس التشريعي الفلسطيني على تصريح بالإقامة في القدس.
"أنا يهودي أحب ديني وربي وحضارتي"، هكذا تحدث بورغ مخاطبا الفلسطينيين واستطرد قائلا: "أنا لا أريدكم أن تظنوا أن اليهودية ما هي إلا نقط تفتيش ومستوطنات وسور واحتلال". أما ياسر عبد ربه فلقد تحدث عن خوف الأطفال من انفجار جديد لحافلة أو قنبلة، وأضاف قائلا: "بإمكاننا حماية الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن أساس هذا الأمن سلام يعترف به الجانبان."
ويرى درور شتيرنشوس مدير الحملة الإعلامية الإسرائيلي أن موت ياسر عرفات جعل هذه الخطوة أكثر أهمية. ويأخذ المشاركون مخاوف الشعبين مأخذ الجد. فبينما يحاول الفلسطينيون في إعلاناتهم التلفزيونية تبديد مخاوف الإسرائيليين الذين يخشون أن يُطرح كيان إسرائيل كدولة للنقاش، يتحدث الإسرائيليون بدورهم عن ضرورة إنهاء الاحتلال. ويحاول الجانبان كما قال المنسق الفلسطيني لمبادرة جنيف إلياس زنانيري خرق "مقولة حكومة شارون" بأن إسرائيل ليس لها شريك فلسطيني.
حملة إعلانات تلفزيونية
وتعرض اثنتا عشر محطة تليفزيونية خاصة في الضفة الغربية هذه الإعلانات التليفزيونية، وهو ما ينم عن وجود شيئ من التفاؤل الحذر قبل الانتخابات وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. ويعلق طارق جبارة مدير المحطة التليفزيونية بمدينة قليقلة قائلا:
"قبل ستة أشهر كانت ردود الفعل على هذه الإعلانات عنيفة". وفي رام الله اضطرت إحدى المحطات التلفزيونية وقف عرض هذه الإعلانات لقترة وجيزة بعدما تسبب المعترضون في أعمال تخريب أدت إلى خسائر مادية.
ولكن في بداية ديسمبر/كانون الأول تغير الجو العام في الأراضي الفلسطينية. فيقول إلياس زناننيري إن المحطات التي كانت تخشى المشاركة في مثل هذه الحملات الإعلامية في البداية "بسبب قيام المتطرفين باحتجاز الفلسطينيين كرهائن في السنوات الأربعة الماضية (الانتفاضة)" قد شاركت هذه المرة في الحملة.
وأضاف زنانيري قائلا إن التلفزيون الوطني الفلسطيني وقناة العربية الفضائية سيقومان ببث هذه الإعلانات التلفزيونية ابتداء من منتصف شهر يناير/كانون الثاني بعد انقضاء فترة الحداد على الرئيس الراحل ياسر عرفات والانتخابات الرئاسية.
واستطرد قائلا إن بدء هذه الحملة بعد وفاة عرفات بفترة وجيزة أثار من ناحية أخرى غضب الكثير من الفلسطينيين "الذين لم يكن لديهم أي استعداد لسماع شئ سوى خطب توديع ونعي الرئيس الراحل". ويكاد يكون عرض هذه الإعلانات من خلال شبكة الإنترنت مستحيلا حيث لا توجد خدمة خط الاشتراك الرقمي ADSL في الأراضي الفلسطينية.
حملة سلام بتبرعات أوربية
وبإمكان الإسرائيليين مشاهدة السياسيين الفلسطينيين في 200 دار سينما، "وهو ما يعيد للسياسيين الفلسطينيين شرعيتهم ويلمع صورتهم" كما يقول شتيرنشوس. وبالرغم من أن قانون التليفزيون الإسرائيلي يمنع الدعاية السياسية فلقد شاهد 000 75 إسرائيلي الإعلانات بالفعل من خلال شبكة الإنترنت. ويعلق شتيرنشتراوس قائلا: "لقد كان رد الفعل إيجابيا في الغالب، إلا أنه لم يخلو من النقد حيث أننا لم نتجاهل نقاط الخلاف."
ولقد تم تمويل الحملة الإعلامية الجديدة بأكملها والتي بلغت تكلفتها 000 200 دولار من قبل متبرعين أوروبيين وعلى رأسهم الحكومة السويدية. وسيتم عرض هذه الرسائل الإعلامية حتى نهاية فبراير. ويتوقع أصحاب هذه المبادرة أن يحظوا من خلالها بدعم أكبر لعقد اتفاقية نهائية.
ومن المخطط أن تجرى إثر هذه الحملة الإعلامية استفتاءات من شأنها أن تعرض إذا ما سيتم تصوير المزيد من الإعلانات التي يظهر فيها طلبة ومحافظون وأعضاء النقابات أم لا.
بقلم إيغال أفيدان، حقوق الطبع قنطرة 2004
يمكن مشاهدة الإعلانات هنا