دعم الديموقراطية والحريات المدنية
قامت "مؤسسة فريدريش إيبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الحاكم بتكريم آبل ألير ومحجوب محمد صالح، شخصيتين سودانيتين معروفتين من الشمال والجنوب ومنحتهما "جائزة حقوق الإنسان" لهذا العام لجهودهما في العمل على حل نزاع الشمال والجنوب سلميا وعلى تعزيز الديموقراطية والحريات في السودان
تقديرا لنشاطهما المثالي في الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية وحرية التعبير والسلام في السودان قلَّدت رئيسة "مؤسسة فريدريش إيبرت" آنكه فوكس الشخصية السودانية الجنوبية آبل ألير والشخصية السودانية الشمالية محجوب محمد صالح "جائزة حقوق الإنسان لعام 2004" في حفل احتفائي كبير عقد في مقر المؤسسة في برلين في حضور وزيرة التعاون الاقتصادي والانماء هايديماري فيتشوريك تسويل.
وقالت رئيسة مؤسسة إيبرت إن المؤسسة تكرِّم كل عام شخصيات بارزة وأنها قررت هذا العام تكريم شخصيتين سودانيتين لهما تاريخ حافل في العمل على حل نزاع الشمال والجنوب سلميا وعلى تعزيز الديموقراطية والحريات في السودان. وبعد تسليم الجائزة إلى آبل وصالح قدمت وزيرة التعاون فيتشوريك تسويل في كلمة لها تهنئة حارة لهما من جانب الحكومة الألمانية والحزب الاشتراكي الديموقراطية الحاكم محيية نضالهما ومعددة محطات منه لإرساء سودان ديموقراطي تصان فيه حقوق الإنسان وحرياته.
وآبل ألير هو نائب سابق لرئيس الجمهورية في السودان كما كان رئيسا للمجلس التنفيذي الأعلى في منطقة الجنوب والمحرك الأساسي لاتفاق أديس أبابا للسلام بين الشمال والجنوب عام 1972. واشتهر الصحافي الحر محجوب محمد صالح كمدافع عنيد عن حقوق الإنسان في بلده بغض النظر عن الجنس أو الدين أو الانتماء الاثني وتعرض مرارا للملاحقات القضائية وعقوبة السجن.
وأوضحت الوزيرة فيتشوريك تسويل في كلمتها موقف الحكومة الألمانية من السودان وما يجري منذ فترة في منطقة دارفور فدعت إلى مواصلة الضغوط على الخرطوم لضمان إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية لمليون ومئتي ألف مهجَّر ومشرد في وطنه وفي التشاد، ولإيجاد حل سياسي للأزمة مع ممثلي دارفور.
وأيّدت دعم الدول الغربية لمسعى الاتحاد الافريقي لإرسال قوات عسكرية أكبر إلى المنطقة لضمان الأمن والحماية وتسهيل إعادة المهجرين إلى مناطقهم.
وشكر محجوب محمد صالح "مؤسسة فريدريش إيبرت" على التكريم الذي حظي به واعدا بمتابعة الطريق التي اختطها دفاعا عن حقوق الإنسان وعن الديموقراطية.
وبعد أن اعتبر ان الاتفاق الذي تم بين الحكومة السودانية وجيش التحرير الشعبي لحل أزمة الجنوب يشكل حلا جزئيا فقط لمشاكل البلاد دعا إلى إيجاد حل شامل عن طريق إشراك كل القوى والأحزاب السودانية للبحث عن حل يحفظ وحدة البلاد. وأيد استخدام الضغوط السياسية والدبلوماسية ضد حكومة بلده لحل مأساة دارفور، لكنه حذَّر من التدخل العسكري لأنه لن يساعد على تسريع الحل ويهدد وحدة السودان.
وطالب آبل ألير في كلمته باجراء مصالحة شاملة في البلاد والعمل على تشكيل حكومة وحدة تضم كل القوى والأحزاب الراغبة في إنهاء النزاعات والحروب، والاتفاق على حكم فيديرالي متعدد وديموقراطي معربا عن أمله في أن تعمل ألمانيا والدول الغربية الأخرى على مساعدة السودان ليتغلَّب على أزماته.
بقلم إسكندر الديك، دويتشه فيلله 2004