رواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر
لم يكن الحائز على جائزة بوكر للرواية العربية، التي تُمنح للمرة الأولى، مفاجأة كُبرى. لقد استقر رأي لجنة التحكيم العربية البريطانية برئاسة الكاتب العراقي صموئيل شمعون على اختيار رواية "واحة الغروب" للروائي المصري بهاء طاهر من بين ست روايات وصلت إلى المرحلة النهائية. إن جائزة أفضل رواية عربية، التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار، تعتبر قمة ما وصل إليه طاهر في حياته الأدبية. والكاتب حاز مرتين على جائزة الدولة المصرية للأدب في تسعينيات القرن العشرين. كما أنه ليس من المجهولين في ألمانيا، حيث ظهرت روايته "خالتي صفية والدير" باللغة الألمانية عام 2003.
وُلد بهاء طاهر في الجيزة بصعيد مصر عام 1935، وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ، وعمل محررا للبرنامج الثقافي في الإذاعة المصرية، وترك بلده في النهاية بسبب استيائه من سياسة السادات، رئيس الدولة آنذاك. وفي الثمانينيات والتسعينيات عمِل مترجما لدى الأمم المتحدة في جنيف، ثم عاد إلى القاهرة عام 1995.
يُعد بهاء طاهر أحد مثقفي الجيل المصري الذي أدرك الكفاح ضد البريطانيين المستعمرين، وتفاعل مع أهداف ثورة يوليو بقيادة جمال عبد الناصر في الخمسينيات. على الرغم من ذلك بقيت علاقته مع حقبة أبطال القومية العربية متناقضة. فمن ناحية كان هناك قبول للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية، ومن ناحية أخرى تبيّن للمرء بالفعل أن التعددية والديمقراطية ستظل بعيدة المنال في ظل هذا النظام السياسي.
نهاية حُب
يُعتبر صراع المثقف ضد السلطة احدى الموضوعات التي تتكرر دائما في أعمال طاهر، حتى في رواية "واحة الغروب". تدور أحداث الرواية في القرن التاسع عشر، وبطلها الضابط محمود، الذي كان يعمل في واحة سيوة الواقعة غرب مصر كمدير حربي. كان هذا الشاب يشعر بالحيرة بين واجب الطاعة العسكرية وتعاطفه مع ثورة عرابي المعادية للبريطانيين وعداء سكان الواحة له، لأنهم كانوا ينظرون إليه على أنه ممثل للحكومة المركزية البغيضة.
هكذا كان محمود صورة تقليدية نمطية للمغلوب على أمره. إنه غير قادر على تحمل المسئولية تجاه مُثله العليا، ويفزع في النهاية إلى القيام بعمل تخريبي جنوني. في حديث صحفي مع جريدة الأهالي يعترف طاهر أن شخصية البطل المكتئبة ترمز إلى فترة النكسة التي يعيشها دول كثيرة من العالم العربي في الوقت الحالي.
إن قصة الحب بين بطل الرواية وبين كاترين الأيرلندية مردّها إلى الأفكار الثابتة في الإبداع الأدبي لطاهر وإلى تأمله في العلاقة بين الغرب والعالم العربي. والعلاقة الغرامية بينهما التي كانت ملتهبة في بادئ الأمر، واكتملت بممارسة الجنس، بدأت تهدأ شيئا فشيئا، وبعد الإقامة في واحة سيوة لبضعة شهور تحولت إلى نفور وفتور.
يركز النقّاد العرب في كتاباتهم حتى الآن على التحليلات السياسية للرواية في المقام الأول. ولم يذكروا الكمّ الهائل من شخصيات سكان الواحة إلا نادرا. وبلغة محبوكة يصف الكاتب في هذه الشخصيات الحضارة البربرية والبدوية والمصرية القديمة التي تقف على عتبة عصر حديث.
إن هدف أصحاب فكرة جائزة بوكر للرواية العربية - مؤسسة الإمارات الخيرية ومؤسسة جائزة بوكر – هو جذب الانتباه إلى الأدب العربي المعاصر والحث على ترجمته. ورواية "واحة الغروب" تعتبر فرصة جيدة لإيقاظ انتباه الناشرين الغربيين.
منى نجار
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع: صحيفة زود دويتشه تسايتونج/ قنطرة 2008
قنطرة
صدور الطبعة المصرية من "أولاد حارتنا":
إشكالية علاقة الدين بالفن
صدرت عن دار الشروق أخيرا لأول مرة الطبعة المصرية لرواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" وذلك مع مقدمة بقلم الإسلامي المعتدل أحمد كمال أبو المجد، امتثالا لرغبة الكاتب قبل وفاته. تقرير أحمد فاروق
أدب
لقاء في القاهرة
في إطار مشروع "الديوان الشرقي الغربي" التقي كل من الروائي المصري إدوار الخراط والأديب الألماني مارتين موزيباخ في أمسية بمعهد غوته الألماني بالقاهرة، وقد جاء هذا اللقاء ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في القاهرة. يورغن شترياك تابع هذه الأمسية.
صنع الله إبراهيم:
هل بعض الصدق كافيا؟
مُنح صنع الله إبراهيم، أحد أبرز الروائيين المصريين، جائزة ابن رشد من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر التي تسعى إلى دعم حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي. تقرير يوسف حجازي.