شباب مسلم يتضامن مع أخواتهم
إثر جريمة شرف حدثت لفتاة مسلمة مهاجرة إلى السويد قتلها أبوها لأنها اختارت المهنة التي تريد أن تتعلمها ورفيق حياتها بنفسها، دون موافقة أسرتها، تكونت مجموعة من الشباب المسلم في السويد لمناصرة أخواتهم في الدين اللآتي تعانين من قمع داخل المحيط الأسري. تقرير ريغينا كونيغ
في مدرسة ثانوية بجنوب استوكهولم يقص كل من شربل وهاكان وأحمد على الحضور عما يسمى بثقافة الشرف التي لا تمت للإسلام بصلة، بل على العكس لها صلة وثيقة بقمع الحريات.
"يقدر عدد الفتيات والنساء اللآتي تلاقين قمعا واضطهادا بحوالي 50 ألفاً في السويد، وهذه تعتبر نسبة ضئيلة بالنسبة لعدد السكان البالغ تسعة ملايين نسمة. ولكم أن تتخيلوا أنكم هؤلاء، ولا تستطيعون أن تختاروا أصدقائكم بحرية، وتعيشون بين أربعة جدران، ولا يسمح لكم بالسباحة، ولا تستطيعون دراسة ما ترغبون! هل عساكم ترضون بحياة كتلك؟ فأيما امرأة واحدة عانت من اضطهاد، فإن ذلك يعتبر كثيرا".
وكان المستمعون - البالغ عددهم حوالي ثمانين شابا – يرتدون الملابس الخاصة بالشباب ما بين السادسة والتاسعة عشر في أوروبا، مثل قبعة البايسبول وسويت شيرت والجينز والأحذية الرياضية. ولا أحدا منهم يجلس معتدلا على الكرسي، ورغم ذلك يحاول كل منهم أن يعطي انطباعا هادئا.
وهؤلاء ينحدرون من أصول هندية وتركية وإيرانية وبنغالية ولبنانية. ومعظم هؤلاء المراهقين قد ولدوا في السويد ويتكلون اللغة بطلاقة وتعلموا تعليما راقيا واندمجوا في المجتمع اندماجا جيدا.
ولكن عددا من المسلمين الشباب في السويد أصابهم – كما هو الحال في ألمانيا – هوس حماية الشرف: ولقي العديد من الفتيات الشابات حتفهن في السنوات الماضية على أيدي آبائهن أو إخوتهن أو أبناء عمومتهن، لأنهن وقعن في حب أحد السويديين أو أردن العيش كما تعيش قرنائهن السويديات أو رفضن الزواج بأحد الأقارب الكبار في السن أو أحد معارف الأسرة من منطقة الأناضول.
الشرف شيء جميل وإيجابي
هؤلاء الشباب الثمانية الفخورين الذين كونوا مجموعة "أبطال الشرف" لديهم مفهوم آخر لمصطلح الشرف، أي الجرأة والشجاعة على الكفاح من أجل حرية أخواتهم.
وهنا يقول الشاب شربل البالغ من العمر تسعة عشر عاما: "إن كلمة شرف هي كلمة عربية، وكل من يتحدث العربية يعي مقصود هذه الكلمة. ونحن نريد ألا يستخدم مصطلح "الشرف" استخداما سيئا لاضطهاد البنات والنساء وسوء معاملتهن. و"الشرف" هو شيء جميل وإيجابي ولا يحمل معنى سيئا أبدا".
ويضيف شربل مستنكرا: "إن حماية الفتيات لا يكون بإخفائهن، وإننا نحاول تغيير وجهة نظر أولئك الذين يضطهدون النساء، وهم معظمهم من الشباب والرجال في العائلات المسلمة. والوضع أن النساء والفتيات المسلمات ضحايا الفهم الخاطئ لثقافة الشرف، لأنهن يضطهدن وفي أسوأ الأحوال يقعن ضحية للقتل.
ولكن الضحايا الفعليون هم أولئك الشباب الذين ينفذون القتل بناء على رغبة آبائهم، فالأولاد الذكور يتبنون أفكار آبائهم وأسلوبهم في الحياة. وهم ليس لهم خيار غير ذلك، إلا إذا اتخذوا مجموعة "أبطال الشرف" قدوة لهم.
المساواة بين الشاب والفتاة في التعليم والعمل
بعد أن أصغى الشباب الثمانين باهتمام لمدة ثلاث ساعات وتناقشوا أيضا حول المساواة بين الجنسين والديمقراطية والمجتمع الذي يسيطر عليه الرجال وأيضا حول الدين والثقافة، أصبح بعضهم يفكر في الأمر.
والشاب محمود، الذي ينتمي إلى عائلة من أصل هندي، يعلق على الوضع بقوله:
"أنا مسلم، أتفهم ذلك؟ وفي ديننا لا يسمح أيضا للشباب بممارسة الجنس من غير زواج. وأنا أرى أن تنال الفتيات نفس الحقوق التي يتمتع بها الشباب في التعليم وممارسة العمل، وأنا شخصيا أريد أن أكون متساويا في نفس الحقوق. وأرى أن ما تنادي به مجموعة "أبطال الشرف" شيئ جميل، ولكن لا يجب إجبار الناس عليه، إذ عليهم إدراك ذلك شخصيا".
ولكن مجموعة "أبطال الشرف" لا تريد الإنتظار طويلا، ولهذا فهم يتجولون في السويد ويلقون محاضرات في المدارس ومراكز الشباب، ويروون أنهم لم يكونوا ملائكة وأنهم كانوا يقومون بمراقبة أخواتهم. ويقول شربل: "هناك بالتأكيد بارقة أمل، لأننا إذا استطعنا تغيير أنفسنا، فإن الآخرين سوف يستطيعون ذلك أيضا".
ويأتي الهتاف من الخلف: "يا سلام، يا سلام! لقد استفدنا استفادة كبيرة! وبعض المحاضرات يأتي بعض الشباب إلى الأمام ويقولون: سأنضم إليكم من اليوم، وسأخوض تجربة الثورة في البيت وأتحدى والدي".
وهذا من الخطأ ولن يساعدنا على تحقيق الهدف! ويجب على الشباب أن يفكروا و يدخلوا ذلك الفهم الخاطئ لثقافة الشرف مجال الحوار ، وهذا ما نريد الوصول إليه". وهذا ما قد حدث، فبعد ثلاث ساعات سار الشباب الهوينى في الممر وتحادثوا وتحادثوا وتحادثوا.
بقلم ريغينا كونيغ
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2005
قنطرة
جرائم الشرف في الاردن
تُقتل ثلاثون امرأة سنويا في الأردن لأنهن يتهمن بتلطيخ سمعة العائلة. المراسلة في المحاكم الأردنية رنا حسيني تقوم بتوثيق هذه القضايا وتسعى إلى خلق نقاش حول هذه الظاهرة في المجتمع الأردني. بترا تابيلينغ تعرفنا بها