"لا بد من سرعة الإنجاز للقضاء على أذناب نظام مبارك"
كيف تصفين علاقة المشاركين في الثورة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى الآن؟
نوارة نجم: أرى ان العلاقة بين الجانبين متوترة، فيبدو أنه هناك فارق سرعات. وبقدر ما أتفهم تمهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أني لا أراه في محله. المجلس الأعلى للقوات المسلحة يحظى باحترام الجميع ولا أحد يتشكك فيه ونتفهم أنه بطبيعته العسكرية يجب أن يؤمن الطريق قبل أن يتحرك، لكننا في ظرف مختلف حاليا، فنحن في ثورة. والثورة تستلزم السرعة في الإنجاز لأن هناك أذناب لنظام مبارك تحاول العودة، فالحزب الوطني يعيد ترتيب نفسه وما زال يرأسه الرئيس المخلوع حسني مبارك، والحزب يريد العودة لأن له مصالح ومتورط في قضايا فساد. الثوار يحاولون إقناع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بذلك، لكن المجلس يرى أن التعجل قد يحدث فوضى ويخل باستقرار البلاد.
هل يمكن القول أنه هناك بطء من حيث استجابة المجلس للمطالب أم أنه التفاف على مكتسبات الثورة؟
لا يوجد مبرر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بذلك. فقد كان بإمكانه من بداية الثورة ألا يتدخل من الأساس. فلنعطي كل ذي حق حقه. فالمجلس هو من خلع حسني مبارك، صحيح بعد 18 يوما، إلا أنه هو من تدخل لخلع قائده الأعلى. فإذا كان يريد الالتفاف على الثورة لما فعل ذلك ولفعل بنا، ثوار 25 يناير، كما فعلت قوات معمر القذافي في ليبيا.
إذاً كيف تفسرين بطء الجيش في التعامل مع المطالب الشعبية مثل وضع جدول زمني لانتقال السلطة ورفضه لإجراء انتخابات رئاسية قبل البرلمانية الخ؟
لعدة أسباب وفي المقام الأول لأنه لا يرى ضغطا من الشارع، فهناك أخطاء كبيرة ارتكبها بعض الناشطين وأهل السياسة، فهم يديرون ظهورهم للشارع الذي صنع الثورة ويتحدثون مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ينتمي إلى مؤسسة عسكرية وليس مسيسا، وكل ما يهمه هو الاستقرار. فهو جيش وطني جدا، لكنه لديه تصور عن الاستقرار والأمان وهذا ما يعنيه كمؤسسة عسكرية، وجزء من محاولة إيصال وجهة النظر إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو التحدث مع الشارع وتوضيح بعض النقاط له حتى يتمكن الشارع من رفع صوته ليستجيب المجلس. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يأتمر إلا من الشعب ويخضع لإرادة الشعب وهذه حقيقة.
وبالرغم من ثقتنا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة فالكثير من الفاسدين تمكنوا من حرق ملفات ومستندات تدينهم في فترة رئاسة احمد شفيق للحكومة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الثورة، فنحن نريد حكومة كفاءات حتى تتمكن من إعادة 850 مليار جنية حق الشعب المصري. نحن نريد أموالنا وحل جهاز أمن الدولة.
أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل
مراجعة: عبده جميل المخلافي
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011
** نوارة نجم مدونة وناشطة مصرية واشتهرت بمدونتها "جبهة التهييس الشعبية" ومن المشاركين الفاعلين في ثورة "25 يناير"
قنطرة
مصر بعد مبارك:
"يجب على الغرب أن يتراجع عن سياسة النفاق"
دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للجميع في مصر، وعلى الرغم من أن المشاكل الكبرى مازالت قائمة رغم رحيل مبارك، إلا أن ثورة ميدان التحرير من شأنها أن تؤسس لحقبة جديدة، والآن يتوجب على الغرب أن يدعم بقوة الديمقراطية الوليدة في الشرق الأوسط كما يقول الخبير المعروف رودولف شيميلي في هذا التعليق.
من ثورة الياسمين إلى ثورة النيل:
"العرب الجدد" وملامح المرحلة المقبلة
يرى الباحث في جامعة كامبردج والإعلامي المعروف خالد الحروب في هذه المقالة أن جوهر التغيير الذي جلبته ثورتا تونس ومصر يكمن في إعادة الشعوب ورأيها العام إلى قلب المعادلة السياسية، مؤكدا أن هذه التغيير غير مؤدلج قادته أجيال الشباب الذين تجاوزت علومهم وخبراتهم أجيال آبائهم وحكوماتهم الشائخة التي لا تدرك أساساً كيف يفكر هؤلاء الشباب وما هي طموحاتهم.
الدين والسياسة في الثورة المصرية:
"يجب على واشنطن أن تفهم الدور البنّاء للدين في مصر"
ترى داليا مجاهد المديرة التنفيذية لمركز غالوب للدراسات الإسلامية أن انخفاض معدل التسامح مع الظلم والذي ولد في بعض الحالات من رحم الصحوة الدينية وفر الوقود للثورة المصرية، مؤكدة أن المصريين يفضلون الديمقراطية على كافة أشكال الحكم مع اعتقادهم في الوقت ذاته بأن الدين يلعب دوراً إيجابياً في السياسة.