التفاعل مع المجتمع ضروري!
يعد دمج المهاجرين في المجتمع الألماني من المهام الرئيسية للحكومة، حسب رأي الوزير أرمين لاشت الذي يتحدث في الحوار التالي أيضا حول الحجاب والسياسة التي راها مناسبة لاندماج الأجانب في ألمانيا.
ما هو المقصود بـ"سياسة الإندماج الجدية" بعد الجدل حول الثقافة المعيارية واختبار الولاء من أجل اكتساب الجنسية؟
أرمين لاشت: من الأفضل أن يكون السؤال كالآتي: ما الهدف من الإندماج؟ والهدف من الإندماج أن يصبح الذين يعيشون بيننا شركاء متساوون في مجتمعنا، دون الاضطرار إلى اكتساب الجنسية الألمانية.
وينبغي أن تتاح لهم نفس الفرص للعمل كي يساهموا في إجمالي الإنتاج القومي ويتفاعلوا في هذا المجتمع. إن الاندماج هو ألا يظل هؤلاء في مجتمعات متوازية وأن ينخرطوا في المجتمع التعددي مع الحفاظ على خصائصهم الثقافية ولغاتهم الأم. وهذا ما تريد أن تدعمه سياسة الإندماج.
وقد صرح السيد روتغرز رئيس وزراء الحكومة المحلية لولاية نورد راين فيستفالن أن: ترابط المجتمع متوقف على سياسة الإندماج. وعندما يكون خمسة وعشرين بالمائة من سكان ولاية شمال الراين من المهاجرين ولا يريدون التعامل مع بقية المجتمع الخمسة وسبعين بالمائة، فإن ذلك سوف يؤدي إلى نشوب أعمال شغب وعنف مثلما حدث في برلين وفرنسا. إن الإندماج لا بد وأن يكون من المهام الرئيسية لكل حكومة.
تحخطط ولاية نورد راين فيستفالن لسن قانون يحظر على المعلمات في المدارس الحكومية ارتداء الحجاب. وما هو المغزى من ذلك إذا كان الأمر يتعلق فقط بأقلية؟
لاشت: إنه مشروع قانون مقدم من جناحي البرلمان للحكومة الائتلافية. وأنا أرى أنه من الصواب بمكان أن نعبر عن رغبتنا الصريحة في أن تظهر المعلمة بمظهر حيادي. وإذا تواجد في الصف خمسة بنات، ثلاثة محجبات، فسوف يكون هناك ضغط كبير على البنتين الأخرتين.
والمعلمة لا بد أن تقوم هنا بدور القدوة. ومن هنا أرى وجود مبرر لسنّ قانون يفرض الحيادية على المعلمين. وهذا الوضع يتعلق فقط بالمعلمين والمعلمات ولا يتعلق بموظفي الدولة. إن الوضع يتعلق تماما بالسؤال الآتي: هل هناك إلزام بالحيادية على المعلمات؟ إنه لا يحق لمعلم أو معلمة أن يعلق بُرُوش عليه صورة أنجيلا ميركل لأن ذلك يعد انتهاكا للحيادية.
لقد ذكرت لي أليس شفارتسر ذات مرة أنها تود أن يسري قانون الحجاب على التلميذات أيضا، حتى تتحاح للفتاة الفرصة في يوم من الأيام أن تقرر بنفسها رغبتها في لبس الحجاب أو عدمه. إن ظاهرة لبس الحجاب في سن مبكرة – بين السابعة والثامنة من العمر – لم تكن موجودة بهذه الدرجة من عشرة أو عشرين عاما. وأعتقد أن هناك تناقض بين حقوق النساء والتقاليد الثقافية التي لا مبرر لها من الناحية الدينية.
ألا ترى أنه ينبغي وجود وزارة لشؤون الاندماج في كل ولاية ألمانية مثل ولاية نورد راين فيستفالن؟
لاشت: على كل ولاية أن تقرر ذلك بنفسها. ولكن عندنا ظهر نجاح الوزارة التي تهتم بشؤون الأطفال والشباب والنساء. وأنا أعتقد أن الولايات الأخرى سوف تنتهج هذا المنهج. وهذا ما فعتله برلين بتعينها مستشارة لشؤون الأجانب في رئاسة الحكومة.
كيف ترون أهمية الحوار أو التعاون مع الجمعيات أمثال المجلس الأعلى للمسلمين والاتحاد التركي الإسلامي "ديتيب" وما شابه ذلك من المؤسسات؟ هل تطالبون بمنظمة إسلامية عامة لتمثل المسلمين رسميا، في حين أن جناحي البرلمان للحكومة الائتلافية أعلنا من وقت قصير عن عدم وجود منظمة إسلامية في ألمانيا تصلح لأن تكون ممثل رسمي أمام الحكومة؟
لاشت: لقد كان هدفنا واضح، وهو تدريس الدين الإسلامي في المدارس. ولكن ينقصنا حاليا الممثل الرسمي الذي يمكننا أن نتناقش معه حول محتوى المنهج. ومن هذا المنطلق فإننا نطالب المنظمات الإسلامية أن تتفق فيما بينها على ممثل واحد للجميع، وهذا ليس من السهولة بمكان.
هناك على سبيل المثال الاتحاد التركي الإسلامي "ديتيب"، الذي يعتبر على صلة قوية بالحكومة التركية. وهي في الحقيقة قد تكون ممثلا جيدا للمسلمين، ولكننا لا نستطيع أن نتناقش مع دولة أخرى عن تدريس مادة الدين في ألمانيا. وأعتقد أننا مع الوقت سوف نصل إلى حل. إن أمامنا فرصة كبيرة لنجاح الإندماج، فالمسلمون الأتراك على دراية بمفهوم الفصل بين الدين والدولة وهم أقرب من غيرهم إلى العالم الغربي.
إنكم ترأسون اللجنة الاتحادية للتعاون الدولي وحقوق الإنسان، أليست هناك من إمكانية في ألمانيا للاعتراف باللاجئين المرفوضين ومنحهم الجنسية، على غرار أسبانيا؟ فألمانيا لا تمنح الإقامة - على كل الأحوال - إلا لاثنين بالمائة فقط منهم.
لاشت: هذا موضوع مطروح للمناقشة بالفعل. عندنا حالات فردية كثيرة لتلاميذ على مستوى عال من الثقافة ويتكلمون الألمانية بطلاقة، ولكنهم يُبعدون من ألمانيا قبيل إتمام الثانوية. وهناك آخرون يُأتى بهم إلى ألمانيا وتدرس لهم اللغة الألمانية، وهذا ليس بمنطقي.
لهذا السبب تسعى ولاية نورد راين فيستفالن إلى إيجاد حل للإقامة، وقد أعلن وزير الداخلية الفيدرالي فولفغانغ شويبله أيضا أنه سوف يطرح هذا الموضوع للمناقشة. وأعتقد أنه سوف يكون متساهلا بالنسبة لهذا الموضوع وفي وظيفته عن سلفه. وآمل أن نصل إلى تسوية موضوع الإقامة هذا العام.
أجرت الحوار بيترا تابلينغ
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2006
قنطرة
من يمثل "المسلمون" في ألمانيا؟
يطالب المسلمون المنظمون في اتحادات إسلامية في ألمانيا بالوضع القانوني نفسه الذي يتمتع به ممثلو الدينين اليهودي والمسيحي. ولكن يتحتم على الاتحادات الإسلامية أن تتسم بالمهنية والشفافية في صنع القرار وأن تكرس الوحدة في صفوفها، حسب رأي ريم شبيلهاوس.