"موسيقاي تجمع بين دده أفندي وموتسارت"
تعدّ مطربة الجاز التركية، ذات الأصول البلغارية، يلدز إبراهيموفا بضخامة صوتها وتعدد ألوانها الغنائية واحدة من أبرز أصوات موسيقى الجاز. وقد عملت حتى الآن مع فنَّانين عالميين مثل أنطون هيرف وإيفيس روبرت وأناتولي فابيروف وبيتر كولد وأورس لايمغروبر . وعلى خشبة المسرح تفاجئ مستمعيها بين الفينة والفينة بمقطوعات تجريبية، تربط فيها موسيقى شعبية بلغارية وتركية مع موسيقى الجاز . هوليا سنجك تحدَّثت مع يلدز إبراهيموفا.
هل سبق وأن أحييتي حفلات موسيقية في ألمانيا، وفي حال كنت قد فعلت ذلك - فكيف وجدتي ردود فعل الجمهور؟
يلدز إبراهيموفا: لقد زرت ألمانيا بضع مرات؛ وكانت آخر مرة قبل عامين. وصادفت كذلك جمهورًا مختلطًا؛ وكان يوجد الكثير من الألمان من بين جمهور المستمعين. ولكن لا يمكن القول إنَّ هذا معروفًا قبل كلِّ شيء لدى الأتراك.
هل تشعرين بأنَّك تركية أكثر أم بلغارية أكثر؟
إبراهيموفا: لقد ولدت في بلغاريا ونشأت أيضًا هناك، وأكملت كلَّ دراستي هناك. وأنا أشعر بأنَّني بلغارية تركية، كما أنَّني أعتبر هذا إثراءً وميِّزة عظيمة بالنسبة لي. وأنا لا أمتلك فقط الثقافة التركية أو البلغارية؛ بل أمتلك الاثنتين معاً. فأنا أغنِّي أغانٍ تعلمتها من جدَّتي - أغانٍ شعبية قديمة يتراوح عمرها بين خمسمائة إلى ستمائة عام وأصلها من إقليم روملي (منطقة البلقان التي كانت تخضع للحكم العثماني، المحرِّر). والكثيرون لا يعرفون هذه المقطوعات، لكن بعدما استمعوا للأغاني أدركوا مدى قرابتهم في حقيقة الأمر.
هل تلغي الموسيقى الحدود؟
إبراهيموفا: تم رسم الحدود في فترة لاحقة. وفي الحقيقة تعتبر كلّ هذه المناطق مناطق فولكلورية. على سبيل المثال تراقيا البلغارية وتراقيا التركية تعتبران وحدتين ثقافيَّتين قريبتين جدًا من بعضهما. بيد أنَّ السياسيين يرسمون خطوطًا مصطنعة ويقسِّمون بذلك القرى والمدن والناس ويفرِّقون بينهم. توجد في العالم الكثير من هذه الأمثلة المحزنة. ولكن على الجانب الآخر تُوحِّد الموسيقى كلَّ شيء - إذ يعتبر الفن رابطة مهمة جدًا تربط بين الثقافات.
كيف تصفين موسيقاك؟
إبراهيموفا: أنا أحب حريتي وفي موسيقاي أعبِّر عن ذلك. كما أنَّني أتعاون مع الكثير من الفنانين العالميين. ولا أنجز موسيقاي فقط لمجموعة عرقية معيَّنة؛ فبرنامجي يشمل أغانٍ من عصر النهضة وباخ وموتسارت وحتى دده أفندي. وجمعت بين دده أفندي وموتسارت في موسيقاي، وهذا يعني أنَّ لدي طيف موسيقي واسع.
قمت كذلك بتسجيل ألبوم أغاني للأطفال يحتوي على أغانٍ أوروبية وتركية. كما أنَّني أصنع مزيجًا ثقافيًا وذلك لأنَّنا تعلَّمنا الكثير من بعضنا وتأثَّرنا كثيرًا ببعضنا. لم يبدأ أي أحد من الصفر.
كيف يرى الأوروبيون تركيا؟
إبراهيموفا: عندما يسألني في وسط باريس شخص مثقَّف: "ما نوع الحروف التي يتم استخدامها في تركيا - أَلا تكتبون بحروف عربية؟" فسيحصل هذا الشخص مني على تقييم سلبي. فالإنسان قادر على التعلُّم؛ وإذا كان المرء يريد حقًا التعرّف على بلد ما وعلى أهاليه، فيجب عليه أن يتقصى ويقرأ. ولكن إذا كان المرء لا يريد أن يرى إلاَّ إثبات أحكامه المسبقة، فيجب عليه أن يهمل الحقائق - وأن يغمض عينينه.
هل يستطيع الساسة محاربة الأحكام المسبقة بشكل فعَّال؟
إبراهيموفا: يجب على الساسة أن لا يتدخّلون قطّ في ذلك. وأنا أقول هذا بصفتي زوجة رجل سياسي. فالحدود تتلاشى في الموسيقى. وسيكون جميلاً لو استطاعت السياسة أن تكون رابطة تُوحِّد الشعوب، لكن في آخر المطاف يجب على المرء أن يمد جسورًا ثقافية، وهذا أمر ضروري جدًا.
إلى أي مدى تساهمين من خلال موسيقاك في مدِّ الجسور الثقافية؟
إبراهيموفا: أنا أغنِّي في الكثير من اللغات المختلفة مثل البلغارية والتركية واللادينو (العبرية الإسبانية) والروسية والإيطالية والإنكليزية والرومانية؛ وبهذا أصل إلى جمهور واسع. ورسالتي هي التسامح؛ هذا الإرث الثقافي مُلكنا جميعًا ويجب علينا جميعًا أن نحميه. ولكن يجب علينا لذلك أن نتعرَّف على اختلافاتنا. وإذا تعرَّفنا بشكل أفضل على "الآخر"، فنستطيع قبول بعضنا بعضًا بدلاً من الرد بشكل سلبي.
أجرت الحوار هوليا سنجك
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2008
قنطرة
عازف الكمان اللبناني كلود شلهوب:
"هويتي الثقافية متعددة"
يتنقل كلود شلهوب في موسيقاه بين الموسيقى العالمية والكلاسيكية ويحاول أن يجد مكانه في لبنان غير المستقر. شلهوب يرى في الموسيقى رسائل للتواصل الحضاري والإنساني بعيدا عن لغة العنف والتطرف. شتيفان فرانتسن التقى عازف الكمان والموسيقار البيروتي.
فرقة إيستاندرز في ألبومها الجديد:
ايقاعات شرقية على ضفاف الماين
أصدر الدي جي الألماني „شتيفان ميولر“ والمنتج من أصل تركي جيم بولداك ألبوما جديدا. وهنا أيضا مثل أعمالهما السابقة يتجهان بموسيقاهما نحو آسيا والبلقان والشرق عموما لخلق موسيقى مختلفة. شتيفان فرانتسن التقاهما وأجرى معهما هذا الحديث.
سمادج فنان عالمي من أصل عربي:
جسر موسيقي بين الشرق والغرب
ينسج الفنان التونسي جان بيار سمادج الأواصر بين موطنه الأول باريس وموطنه الجديد اسطنبول، متنقلا لفترة قصيرة الى اليمن. يعتبر سمادج اليوم أحد أنشط فناني الموسيقى العالمية المنحدرين من أصل عربي. ستيفان فرانتسن تحدث مع الفنان حول آخر مشاريعه.