إشارات هامة بدلا عن نجاح ملموس

بعد انتهاء اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في برلين يبقى السؤال مطروحا عن مدى قدرتها على إعادة الحياة إلى عملية السلام. تعليق راينر زوليش

على الرغم من أن إجتماع اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط في برلين لم يسفر عن نتائج ملموسة، إلا أنه أطلق بعض الإشارات الهامة، منها على الخصوص نجاح المجتمع الدولي مرة أخرى في الجلوس على مائدة واحدة وإبداء إهتمام متزايد بإيجاد حل للنزاع الفلسطيني.

وكذلك إعتراف المجتمع الدولي بضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة، ومطالبته للحكومة الفلسطينية الجديدة التي تضم حركتي فتح و"حماس" بالإعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف والإلتزام بإتفاقات السلام المبرمة مع الدولة العبرية. كما أن المجتمع الدولي يريد مستقبلا حث الدول العربية المجاورة على القيام بدور أكبر في حل النزاع.

مما لا شك فيه هو أن الحياة عادت من جديد إلى اللجنة الرباعية الدولية، وهذا ليس فقط بفضل الجهود التي بذلتها ألمانيا بوصفها رئيسة الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو: هل سينجح كذلك الفريق الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي في إعادة الحياة إلى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينين في المدى القريب؟ لكن مع الأسف يبدو أن الظروف غير مناسبة لتحقيق ذلك.

فالعالم والفلسطينيون مايزالون حتى اليوم في إنتظار نتائج الخطة الطموحة التي وضعتها اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط قبل أربع سنوات والتي رأت إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام 2005. فمنذ البداية لم يلتزم الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بشروط "خارطة الطريق"، حيث إستمرت أعمال العنف من الجانب الفلسطيني، كما إن إسرائيل لم تتوقف عن بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.

ونظرا لصعوبة النزاع في الشرق الأوسط فإن الحل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام هو قيام دولتين مستقلتين على أسس عادلة. ويبقى الأمل الوحيد هو أن يقبل الطرفان بهذا الواقع خصوصا وأن إرغام حركة "حماس" على تقديم تنازلات لإسرائيل التي لا تعترف لها بحق الوجود هو أمر لا جدوى منه إن لم يكن غير واقعي.

هذا بالإضافة إلى أن إسرائيل ما تزال متمسكة بالإستمرار في بناء المستوطنات والجدر الفاصل دون الخوف من مواجهة موجة كبيرة من الإنتقادات الدولية. كما إنه لا يوجد لدى أي من الطرفين سياسي يتمتع بدعم كاف لسياسة حل سلمي. فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يواجه أزمة سياسية داخلية، في حين أن الفلسطينين، الذين كانوا يقتتلون فيما بينهم قبل فترة قصيرة، منشغلون الآن بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

بقلم بيتر فيليب
ترجمة مجاهد عبد العزيز
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2007

راينر زوليش صحفي ألماني يعمل في إذاعة دويتشه فيلله

قنطرة

تحليل مورييل أسبورغ
تنتقد مورييل أسبورغ، الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، السياسة التي انتهجها الاتحاد الأوربي حيال الحكومة الفلسطينة المنتخبة والتي انعكست سلبيا على الديموقراطية في المناطق الفلسطينية.