تأسيس أول أكاديمية إسلامية في ألمانيا
تعتبر باربارا يون، مستشارة شؤون الأجانب السابقة في حكومة برلين الأقليمية، واحدة من أصحاب فكرة تأسيس الأكاديمية الاسلامية الجديدة. وقد حذت في ذلك حذو الأكاديميات المسيحية القائمة في ألمانيا. وأصبحت الظروف الداعية لتأسيس أكاديمية إسلامية بالنسبة لباربارا يون أكثر من ناضجة – خاصة بعد مرور خمس وأربعين سنة على هجرة المسلمين إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وتقول باربارا يون انه وبالرغم من وجود بنية تحتية للمسلمين في ألمانيا منذ ذلك الحين، الا أنه مازالت هناك ثغرات ونواقص:
"تنقص المساواة القانونية مع الديانات الكبيرة الأخرى و تنقص أيضا الامتيازات التي تتمتع بها الديانات الأخرى الكبيرة."
وتعمد الأكاديمية حديثة التأسيس هذه إلى ملئ الفراغ القائم. فبعد الفترة التحضيرية التي امتدت 14 شهرا، تم مؤخرا تواجد 14 عضوا تأسيسيا لهذه الأكاديمية، من أجل الإعداد للجنة تأسيسية تقوم بدورها بوضع ميثاق للأكاديمية. ومن بين هؤلاء الأشخاص الباحثة في الدراسات الاسلامية ياسمين كراكاجولو من مدينة إسن الألمانية:
"لقد عمدنا وبشكل هادف وعن وعي مسبق لسؤال بعض الأشخاص الذين لا ينتسبون لأية جمعيات أو إتحادات معينة ولا يمثلوها، إن كان لديهم الرغبة في العمل والنشاط ضمن هذه اللجنة."
ولقد تم اختيار السياسي السابق في الحزب الديمقراطي المسيحي كرستيان عبدالهادي هوفمان رئيسا. وأكدت ياسمين كراكاجولو في معرض حديثها بأن الأكاديمية الجديدة هذه ليست مؤسسة لتمثيل المسلمين في المانيا، كما أنها لا تشكل أية مزاحمة تجاه المنظمات الاسلامية القائمة في ألمانيا.
"إننا نظر إلى أنفسنا على أننا مؤسسة أكاديمية تعليمية مكملة. إن دورنا سيكون السير قدما في الفكر الثقافي واعطاء الوازع الثقافي لهذه العملية وتقبل مثل ذلك من الخارج وتطوير العملية القائمة ومن هذا المنطلق فلسنا معنيين بأمور كالفتوى الاسلامية مثلا."
وتحصل الأكاديمية على الدعم من قبل المركز الاتحادي للتعليم السياسي، التي يرأسها توماس كروغر، والذي يثني على تأسيس هذه الأكاديمية:
"إننا بحاجة ماسة جدا إلى مؤسسة مثل الأكاديمية الاسلامية في ألمانيا من أجل ايجاد منبر للحوار العام المفتوح حول كيان المسلم في ألمانيا وحول التاريخ الاسلامي والتعددية والاختلاف وكل ما يدور حول ذلك."
وتدعو الأكاديمية الى تعدد الاراء والمواقف وفتح الحوار حول ذلك. علاوة على هذا فينبغي منح المسلمين فرصة الانخراط في عملية تكوين الموقف السياسي الاجتماعي. وتقول ريم شبيلهاوسن من الاكاديمية الاسلامية:
"إننا نتصور، أنه قد يكون ذلك في مجال السياسة والمجتمع من خلال مدخل في السياسة المحلية، في قانون البناء، المساعدة في الأعمال المدرسية، السياسة الشبيبة، دورات تدريسية، حول ديمقراطية المؤسسات على الصعيد المحلي والعالمي، زيارات للبرلمانات، زيارات للبرلمانات الأقليمية وللبرلمان الاتحادي بوندستاغ وللبرلمان الأوروبي."
وستسعى الأكاديمية في البداية تمويل ذاتها بشكل مستقل. ولكنها ما زالت حتى هذه اللحظة، حسب قول كرستيان هوفمان، رئيس الأكاديمية، تفتقر للمال تماما. ويأمل المستشار الاعلامي كرستيان هوفمان، الذي دخل الاسلام منذ سنوات طويلة بأن يتغير هذا الوضع في المدى المنظور:
"اننا نود التقدم للمؤسسات الخيرية الكبيرة القائمة في ألمانيا. ودعوني أذكر فقط اسم مؤسسة واحدة، اهتمت بشكل خاص في حوار الديانات، وهي مؤسسة كوانت Quandt-،التي سبق لها أيضا وأن نشرت كتبا في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر في الفن المعماري في بناء المساجد وحول صورة الاسلام في الكتب المدرسية الألمانية ... الخ. لذا فسوف نقوم بأول مبادراتنا في هذا المجال."
وبالرغم من عدم توفر الميزانية حتى الآن: فسوف يقام النشاط الأول للأكاديمية في تشرين أول / أكتوبر من هذا العام.
عبد الأحمد رشيد، قنطرة 2004
ترجمة مصطفى سليمان